توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدف محمد صلاح التاريخى

  مصر اليوم -

هدف محمد صلاح التاريخى

بقلم : أحمد الصاوي

 لا يتحدث اللاعب الدولى المصرى محمد صلاح فى إنجلترا عن الإسلام. لا يخاطب الجمهور الإنجليزى باعتباره ممثلاً للدين أو متحدثاً باسمه أو مبعوثاً من السماء للتعريف به.

لا يخاطب وسائل الإعلام باعتباره مسلماً ويركز فى كل كلمة يقولها على ذلك. لا يترك التدريبات ليؤدى الصلاة. لا يطيل الشورت ليقترب من الركبة ليصبح متوافقاً مع بعض الفتاوى عن عورة الرجل. لا ينظر لزملائه فى الملعب من غير المسلمين باعتبارهم أغيارا أو خارجين عن دين الحق. لا يحاول دعوتهم للإسلام وهدايتهم لرسالته. لا يلح فى انتقاد أخطاء الغير أو يعلق على سلوكيات من حوله أو ينشغل بإقبال غيره على الخمر أو الجنس أو التعرى.

لا يفعل صلاح كل ذلك، لكن كل الجمهور المهتم به فى العالم كما انشغل به انشغل بالإسلام، ليس فقط لأن جمهور ناديه الإنجليزى تغنى له وللإسلام ووعده تحفيزاً بأنه كلما استمر فى إحراز الأهداف كلما فكر جدياً فى اعتناق الإسلام، وإنما لأن مراكز الدراسات والباحثين النفسيين المرموقين فى الغرب يدرسون ظاهرته، تأثيره الهائل على مكافحة الإسلاموفوبيا، وكراهية المسلمين المنتشرة فى العالم، دوره فى التصدى للأفكار العنصرية فى مجتمع - تصفه «واشنطن بوست» - بأنه كاره ومعاد للأجانب بفطرته.

ماذا فعل صلاح للإسلام إن لم يكن قد تحدث عنه؟

الإجابة أنه عاشه كما ينبغى ولم يتحدث عنه.

أخلص لعمله دون ضجيج، واستمر بتركيز مذهل يطور موهبته ويبنى أدواته ويعزز كفاءته وينمى مهاراته، ويرفع وعيه بكرة القدم وتكتيكاتها وأساليبها، ويملك كل ما يساعده على الاندماج السريع فى الملاعب والتواصل مع زملائه ومدربيه بتعلم اللغات والالتزام الاحترافى بقواعد هذا العمل الشاق.

عاش إسلاماً يدعوه لإتقان العمل، وإسلاماً يدعوه للاندماج والتعايش والتعارف والتواضع وعدم التعالى على الآخرين. مارس تدينه وحده وبهدوء غير صاخب. سجد بعد كل هدف كما يختار كل لاعب طريقة فرحته بالهدف. انتظم فى صلواته دون أن يقول للناس تعالوا وشاهدونى وأنا أصلى. أحسن لجيرانه. مارس البر مع جمهوره مقدراً ومحترماً وداعماً للأطفال منهم الذين تعلقت أمانيهم بتوقيع منه أو قميص فيه عرقه.

وتحسس طريق الخير وحق الفقراء والمحرومين من الخدمات فى نصيب من عوائده.

مضى صلاح فى طريقه يفعل ويترك الحديث لغيره، يسجل الأهداف ويترك الجماهير والإعلام ومراكز الأبحاث تتحرك خلفه لتبنى التصورات وتحلل الرسائل ترصد النتائج.

ووسط المئات من أهدافه المؤثرة جالبة الفرحه يبقى هدفه الأسطورى فى مرمى التطرف بعملتيه، الرافض للعالم المستعلى بإسلامه، والرافض للإسلام المخوف منه والمشوه له، ليعيد لصورة الإسلام كدين الكثير مما فقدته بفعل الممارسات الوحشية للدواعش، ويزيل عن المسلمين الكثير مما لحق بهم بفعل التشويه الممنهج الذى حاول ربطهم جميعاً بممارسات إجرامية لبعض من ينتسبون بفهم مختلف لذات الدين.

قيمة هذا الهدف أنه لم يسدده بينما تشاهده الجماهير بترقب وتحفز، ولم يجر فرحاً بعد تسجيله، هو لم يقل حتى إنه سجله، فقط عاش قيم الإسلام ومقاصده، وترك نمط حياته فى الملعب وخارجه وحده يشرح للناس ما هو الإسلام، أو على الأقل يحفزهم على مراجعة أفكارهم المسبقة عنه، بتأثير ناعم بلا جيوش ولا ميليشيات ولا ترسانات من الفتاوى والشاشات.

هذا هو الهدف.. وتلك هى القيمة.. لا تتحدثوا عن الدين لكن عيشوه، ولا تتكلموا عنه واتركوا الناس يرونه فى معاملاتكم وفى كل نموذج مهنى تقدمونه للعالم، وهذا النموذج الذى يعد صلاح أبرز تجلياته لن يحدث دون ثقافة تعزز الاندماج فى العالم، وفى نفس الوقت تطمئن إلى أن هذا الاندماج لا يعنى الذوبان، وإنما يعنى أن المرء المسلم يمكن أن يتعايش مع العالم بوعى محمد صلاح المنفتح بلا تربص، المجتهد بلا تكاسل، المتفوق بلا تعال، الملتزم بلا تفريط، والمؤمن فى ذاته دون انشغال بإيمان الآخرين..!

نقلاً عن المصري اليوم القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدف محمد صلاح التاريخى هدف محمد صلاح التاريخى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon