توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام والفن فى مكتبة الإسكندرية

  مصر اليوم -

الإسلام والفن فى مكتبة الإسكندرية

بقلم : أحمد الصاوي

 خلال أقل من 8 أشهر فقط، شاركت فى 3 فعاليات بمكتبة الإسكندرية، عنوانها «التطرف»، غير فعاليات أخرى تذهب إلى بحث التطرف، حتى دون أن يكون ذلك مدرجاً فى عناوينها.

منذ اللحظة الأولى لتحمل الدكتور مصطفى الفقى مسؤولية إدارة المكتبة وهو يفرض نمط حركته الدؤوبة وحيوية أفكاره وتصالحها على أدائها، وربما فرضت اللحظة نفسها عليه وعلى زملائه، فى وقت ينشغل فيه العالم بقضايا التطرف والتمييز والعنصرية، وتغرق منطقتنا فى آثار هذا التطرف، فيما كان انشغالها بسنوات التغيير والانفجار بعد الربيع العربى يبعدها عن التعمق فى فهم التطرف ووسائل مواجهته من العمق.

حتى حين أفرغ انفجار (الربيع العربى) ما لديه أو بدا أنه انتهى من ذلك، جرى توظيف عنوان مكافحة التطرف سياسياً، فحرّكت السياسة دعاوى المكافحة، وقادت المجتمع ونخبه فى هذا الاتجاه وليس العكس، ولأنها سياسة تحركها المصالح المباشرة والخطوات الآنية بأكثر من مشروعات الأمة ومستقبلها، التى من المفترض أن تشغل المفكرين والنخب، فقد جاءت الحركة منضبطة على بوصلة السياسة ومَن يديرها من أصحاب القرار والأجهزة، فاتجهت (تلوش) فى أصداء صراعات سياسية مع جماعات وأطراف ومؤسسات.

ما يحدث فى المكتبة شكل مغاير تماماً، خصوصاً بعد أن ترك القائمون عليها العناوين العريضة التى يتسع الكلام فيها لأى مثقف أو شخصية عامة، إلى العناوين العميقة التى لا تناسب إلا المتخصصين المتعمقين، ومن ثَمَّ تختلف النقاشات داخلها عن الرطان العام وانعكاساته فى برامج التوك شو أو مواقع التواصل الاجتماعى.

هذه المرة كان الحديث عن الفن الإسلامى فى مواجهة التطرف.. بعد أقل من الشهرين على فتح ملف الآداب والفنون فى مواجهة التطرف والإرهاب، ونقاشات سابقة عن القوى الناعمة وتأثيراتها.

تستطيع القول إن الفن الإسلامى من القوى الناعمة المسكوت عنها، وهذا ما تجده حاضراً فى نقاشات حقيقية من نخب متخصصة وقادرة على الدخول إلى عمق الأشياء وربطها بالواقع بلغة بسيطة وعروض ممتعة ومدهشة سواء فى عرضها أو محتواها.

قيمة الفن الإسلامى من عمارة وزخارف وخطوط وتصوير وإنشاد كبيرة جداً وفق المعايير الفنية، لكن القيمة السياسية والفكرية فى زمن التطرف أعظم، خصوصاً أن ما تركه الفنان المسلم من أثر فى حد ذاته يمكن أن يكون رداً متجسداً على كثير من فتاوى التشدد والانغلاق ومناهج التحريم المطلق للفنون، خاصة أن الكثير منها نما وترعرع فى ظل الخلافة والخلفاء المتعاقبين، باعتبار نموذج دولتهم هو حلم المتطرفين والمُغرَمين بالتاريخ والمُقدِّسين لهذا النمط من الحكم.

من قلب أثر الفنون الإسلامية، يبدو لك أن الفنان المسلم الذى عاش فى كنف الخلفاء وبجوار صحابة كبار وفقهاء عظام، نجح فى استيعاب الفنون جميعها واستخدام التصوير والموسيقى والتعبير الجسدى لخدمة مشروعه، وترك أثراً يمكن بإعمال العقول التأسيس من خلاله لتصالح كبير بين مفهوم الغالبية العظمى للإسلام وبين الفن، وكأن هناك عداء من هذا الدين للفنون على إطلاقها، بما يتنافى مع تعزيزه ثقافة الاندماج والانفتاح على الحضارات واستخدام كافة الأدوات فى التعبير عن الإنسان المسلم فى حياته الدنيا وفى اعتقاداته عنها وعما بعدها من مصائر.

باحثون مهمون جداً على مستوى التخصص والطرح الجديد وليس على مستوى الإعلام للأسف، اجتمعوا من 13 دولة، لتكون خلاصة رسالتهم أن فهم الفن الإسلامى يمكن أن يسهم فى تفكيك أساطير كثيرة مؤسِّسة لخطاب التطرف على المستويين الفقهى والتاريخى على السواء، وأن الفن الإسلامى عالمى امتزج بالحضارات والفنون الأخرى، وتشارك مع الآخرين كثيراً، ولم يكن مميزاً فقط للمسلمين، بل كان فيه مسلمون ويهود، وحتى الديانات الأخرى، وتفاعل مع كل الفنون وأخذ عصارة هذه الفنون وترك الآثار والفنون الأخرى ولم يدمرها واعتبرها فناً يجب أن نتعلم منه وندرسه، فى إطار فلسفة تربط بين الفنون ومقاصد الشريعة فى تربية إنسان مسلم متزن نفسياً وعقلياً ومنفتح ومحب ومتدبر فى الجمال ومستوعب دينه ومقاصده دون غلو أو تفريط.

كثير مما دار من نقاش وما تم عرضه من دراسات يستحق أن يُنقل وأن يكون جزءاً من خطاب تعليمى وإعلامى مهتم، ولن يحدث ذلك إلا بربط جهود مكافحة التطرف ببعضها، وفق استراتيجية عاقلة، تُنَحِّى المكايدات السياسية والبحث عن المكاسب العاجلة، وتنطلق لتبَنِّى مشروع كامل لأمة، يرتكز على التعليم والثقافة والفنون والفهم الصحيح للدين، الذى يمكنه استيعاب كل ذلك، والأهم البحث عن آليات مبتكرة للوصول إلى الناس وجذب انتباههم إلى عمق القضايا، وإبعادهم عن الرطان الشكلى، الذى يملأ الفراغات لكن لا يخلق فهماً ولا شبعاً

 نقلًا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام والفن فى مكتبة الإسكندرية الإسلام والفن فى مكتبة الإسكندرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon