توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

بقلم : أحمد الصاوي

 الأرجح أن الرئيس السيسى وهو يتحدث بمواكبة إنجاز كبير كبدء تشغيل حقل «ظهر» عن السياسة والسياسيين ويصف نفسه بأنه «مش سياسى بتاع كلام»، كان يقصد بلصق صفة الكلام ببعض السياسيين وربما سياسيين مصريين كثيرين، ولا يعبر عن تقديره للسياسة والسياسيين عموماً.

لا أصدق أن الرئيس الذى قال إنه تعلم لسنوات طويلة معنى الدولة، وبعض ما تعلمه هذا كان فى الغرب وفى أكاديميات عسكرية بالولايات المتحدة، يمكن أن يكون هذا تقديره بأن السياسة ليست إلا كلاما والسياسيين ليسوا إلا أناسا بتوع كلام.

الرئيس كغيره من المواطنين المصريين، قبل أن يكون رئيساً، عينه فى تقييم السياسة والسياسيين على ما رآه ويراه حوله، سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها.

والحق أن السياسة فى مصر كانت كلاماً فى كلام. قبل الثورة كانت الأحزاب كارتونية والمواقف هزلية والبرامج غائبة والتنافس مغيباً، والسياسيون يتسابقون على إرضاء الدولة والحاكم ونيل ما تيسر لهم من مزايا وتأشيرات حج وعمرة، وبعد الثورة غرقت السياسة كما غرق الوطن فى مزايدات هائلة ومكايدات أكثر ومراهقة غير مسؤولة.

لكن للمفارقة الرئيس يتحدث عن عدم جواز تكرار ما حدث فى يناير 2011 مرة أخرى، والثابت أن ما حدث فى 25 يناير كان ترجمة واضحة لغياب السياسة، ما جعل الشارع حلاً وحيداً ومنطقياً ومتوقعاً ويكاد يُرى من غير ذوى الاختصاص والعلم ببواطن الأمور.

ليس معنى أن لدينا سياسيين بتوع كلام أن السياسة مسألة هامشية، فما جرى بعد 25 يناير أن مبارك الذى أفرغ البلاد من كل البدائل باستثناء البدائل غير الشرعية، غادر تاركاً البلاد هدية لهذه التنظيمات، ولو كان انشغل بالتنمية السياسية والتفكير لبلاده بتوفير البدائل الآمنة والكوادر الكُفء لربما تغير مسار 25 يناير تماماً وما صار شبحاً يمكن استدعاؤه أو الجزع من احتمالية تكراره.

أنا وغيرى من الملايين مثل الرئيس السيسى لا نريد ما جرى قبل 8 سنوات أن يتكرر بكل ما لحقه من توابع مؤلمة، هذه نقطة اتفاق يمكن البناء عليها فى أى حوار مجتمعى.

حسناً، لنقطع الطريق على من يريد العبث فى الشارع لتكرار تلك اللحظة وهو يعلم للأسف أنه رغم مرور 8 سنوات على الدرس الأول مازال هو البديل القائم والجاهز للانقضاض، رغم ما لحق به من بعد الثلاثين من يونيو، كيف نقطع الطريق إذن.. هل بتمويت السياسة، أم بإعادة إحيائها واكتشافها وتفعيلها كما هى مفعلة فى العالم كله، وتمثل ضمانة لكثير من دول العالم ضد الفوضى وتداعياتها؟!

كان مهاتير محمد سياسياً مش بتاع كلام، وناريندرا مودى كذلك، الذى لم يصل لموقعه إلا بعد معترك سياسى ونجاح محلى فى إدارة إقليم البنجاب دفعه ليكون رئيس وزراء لدولة كبرى مثل الهند، لم يحمها رغم تنوعها الدينى والعرقى وتحديات التنمية فيها سوى السياسة والسياسيين، والغالبية العظمى من رجال الدولة الذين يلتقيهم الرئيس السيسى فى جولاته الخارجية والمؤتمرات الدولية من نظرائه فى العالم كله سياسيون «ومش بتوع كلام».

والرئيس باعتباره مسؤولاً عن هذه البلاد ومستقبلها فى تلك اللحظة التاريخية، جزء من مسؤولياته أن يذلل العقبات أمام إنتاج سياسيين مش بتوع كلام فى مصر، يتحدثون كما قال بوعى وفهم وبرامج مدروسة وواقعية دون مزايدات، وينالون الفرصة فى البحث والتحدث والحوار مع الرأى العام، ليس شرطاً أن يحتاج الواحد فيهم 50 عاماً ليتعلم، ربما يحتاج وقتاً أقل مع مناخ صحى ومحفز، مثل الرئيس الفرنسى ماكرون الذى يقل عمره العملى عن ربع هذه السنوات، فأين تعلم معنى الدولة وكيف فى بضع سنوات قليلة، هل لأنه أشطر، أم لأن سابقيه مهّدوا الطريق لتكون الكيانات السياسية منتجا حقيقيا للكوادر، وتعاملوا مع السياسة باعتبارها حصناً وضمانة، وليس مجرد كلام؟!

نقلا عن المصري اليوم

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن السياسة والكلام عن السياسة والكلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon