توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

  مصر اليوم -

«حكاية وطن»

بقلم - زياد بهاء الدين

تابعت قدر الإمكان وقائع مؤتمر «حكاية وطن» الذى انعقد على مدى ثلاثة أيام لاستعراض إنجازات السيد رئيس الجمهورية خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية وذلك تمهيدا لإعلانه الترشح للانتخابات القادمة.

والحقيقة أننى لم أكن أنوى التعليق على الانتخابات الرئاسية لاعتقادى أن نتيجتها محسومة من البداية وأنها تجرى فى ظل أوضاع وقوانين جعلت الدولة تحكم سيطرتها على النشاط السياسى والإعلامى والأهلى على نحو يجعلها أقرب إلى الاستفتاء أو المبايعة لمدة ثانية.

ومع ذلك فإن ما تم تقديمه من أرقام وإنجازات خلال مؤتمر «حكاية وطن» يستحق المناقشة بجدية، دون تهليل وتطبيل ودون استهزاء واستخفاف، لأنه يمنحنا الفرصة للتفاعل مع رؤية محددة تقدمها الدولة ويقدمها السيد رئيس الجمهورية للفترة الماضية وبالتالى للمرحلة المقبلة على نحو شامل افتقدناه خلال السنوات الماضية. ومن جانبى فسوف أسعى للتفاعل معها واستعراض جوانبها الإيجابية والسلبية فى مقالات تالية.

ولكن إن كانت نتيجة الانتخابات محسومة مسبقا، فماذا كان الداعى إذن لعقد مؤتمر بهذا الحجم وهذه التكلفة ولحشد جميع موارد وإمكانات الدولة وراءها؟ هل السبب هو خشية حقيقية من نتيجة الانتخابات أم أمر آخر؟

فى تقديرى أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن فى أن المنافسة الانتخابية الحقيقية التى يخوضها السيد الرئيس هذه المرة ليست ضد أى من المرشحين المحتملين الآخرين والذين يجاهد كل منهم لاستكمال خمسة وعشرين ألف توكيلا من المواطنين بينما السيد الرئيس حصل بالفعل على تأييد ٩٠% من أعضاء البرلمان وثلاثة أرباع مليون توكيل قبل حتى أن يعلن ترشحه.

المعركة الحقيقية التى يجرى الاستعداد لخوضها هى فى الواقع ضد نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة عام ٢٠١٤ والتى بلغت نسبة الحضور فيها 47.5% من المقيدين فى الجداول الانتخابية كما بلغت نسبة المؤيدين للرئيس منهم 97%. هذا هو المنافس الحقيقى الذى يشغل بال أجهزة الدولة وإعلامها ومنظمى مؤتمر «حكاية وطن». والقلق من أن تأتى نتيجة الانتخابات المقبلة معبرة عن حضور أو تأييد أقل من عام 2014 هو الهاجس المسيطر على أذهانهم، ربما اعتقادا بأن مثل هذه النتيجة يمكن أن تعبر عن تراجع فى شعبية السيد الرئيس أو اهتزاز الحماس الجارف الذى تميزت به الانتخابات السابقة أو عدم اصطفاف الشعب بأكمله وراء قيادته السياسية.

ولهذا أيضا فإن الخطاب الرسمى والإعلامى السائد بدأ يروج بالفعل لفكرة أن تحقيق الاستقرار والأمن وتثبيت شرعية الحكم ورفع مكانة مصر فى العالم يرتبطوا جميعا بحجم المشاركة فى الانتخابات، وأن انخفاض هذه المشاركة عن المرة السابقة يمكن أن يضعف كيان الدولة وشرعيتها، وأن من يتقاعس عن واجبه الوطنى فى التصويت يكون فى الواقع مساهما فى تهديد الأمن والاستقرار.

وهذا تعبير مقلق عن النظرة السائدة إلى الانتخابات المقبلة ليس باعتبارها وسيلة لاختيار رئيس الدولة من بين أفضل المنافسين المؤهلين للترشح كما يقضى الدستور، وبغض النظر عن حجم الاهتمام بها أو المشاركة فيها، بل من منظور أن تلك الانتخابات مناسبة لتجديد البيعة وإظهار الإجماع والتأكيد على وقوف الشعب كله وراء قيادته.

الانتخابات سوف تنعقد خلال شهرين، وعلينا احترام كل من اختار أن يرشح نفسه لخوضها أيا كان ما يحصل عليه من توكيلات وأيا كان ما يجنيه من أصوات الناخبين فى حالة اكتمال شروط ترشحه. كذلك فإن علينا احترام من شاء المشاركة ومن اختار الابتعاد لأنها كلها قرارات لا تعبر عن خيانة ولا تقاعس ولا سعى لهدم مؤسسات الدولة، بل اختيارات شخصية واجبة الاحترام دون تخوين ودون فرض وصاية بضرورة الالتزام بخط معين سعيا وراء نتيجة بعينها تسعى الدولة لتحقيقها.

الأهم، كما ذكرت فى مطلع هذا المقال، أن الحياة لن تتوقف بعد الانتخابات، بل وراءنا طريق طويل نقطعه جميعا ــ حكومة ومعارضة ــ فى النهوض بحال البلد. ومع قيام رئيس الجمهورية بتقديم كشف حساب مفصل إلى الشعب فى مؤتمر «حكاية وطن» عن فترة حكمه الأولى، فإن أمامنا فرصة جيدة لمناقشة ما تحقق بالفعل وما ترتب عليه من نتائج إيجابية أو سلبية وما يعنيه بالنسبة للمستقبل، وأن نتفاعل مع مضمون هذا البرنامج الرئاسى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى نرتفع بمستوى الحوار السياسى فى البلد لعله يؤثر على المسار الذى يسلكه الوطن بعد أن تنتهى الانتخابات.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكاية وطن» «حكاية وطن»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon