توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

بقلم : سحر الجعارة

هل كانت «جماعة الإخوان» الإرهابية أخطر على مصر من التيار السلفى بكل أجنحته (أحزاب دينية بالمخالفة للدستور، ومنابر إعلامية، ولجان وأبواق إلكترونية على الإنترنت، وكتائب حسبة تطارد المفكرين والمجددين، واختراق ممنهج لمختلف مؤسسات الدولة، وسيطرة على المساجد فى الصعيد والقرى النائية)؟!

الحقيقة تؤكد أنهم أخطر على «الدولة المدنية» من كل المؤامرات الخارجية والإخوانية، وأن الشعب، الذى ثار على «الفاشية الدينية» فى 30 يونيو، يدخل تدريجياً فى حالة «غيبوبة سلفية»، ويحتضن «السلفى» وكأنه منزَّل من السماء على رأسه «هالة من النور».. فى اللحظة التى يدافع فيها «السلفى» باستماتة عن النقاب، أو يطالب بزواج القاصرات، أو يحلل ختان الإناث، أو يرتدى قناع «التقية السياسية» ليحرم «الخروج على الحاكم»، رغم أن التيارات السلفية كانت أول من احتل الشوارع فى 25 يناير تحت بند «اللجان الشعبية»، وأول من أسسوا الاعتصامات المسلحة فى «رابعة والنهضة»!.

دعك من مشهد وجود أحدهم أثناء إلقاء بيان القوات المسلحة فى 3 يوليو 2013، فهم يأخذون الديمقراطية جسراً فقط ليعبروا إلى «مجلس النواب» ويتغلغلوا فى العمود الفقرى للدولة.. لأنهم يعتبرون الديمقراطية كفراً «والعياذ بالله».. ولا يفهمون أن العلمانية تعنى فصل «الدين عن الدولة»، لأن «الفصل» فى نظرهم باب جهنم الذى يغلق أبواب جنتهم الموعودة على الأرض وهى «دولة الخلافة الإسلامية».. سمِّها «داعش»، أو «حزب سلفى» أو «داعية متطرف».. كلها أشكال مختلفة للتعبير عن وجودهم على الأرض وفرض مظاهر دولتهم المزعومة بالجلباب القصير والنقاب والكتب الصفراء التى تنشر ثقافة النكاح وعذاب القبر وتفخيذ الطفلة ونكاح البهيمة والزوجة المتوفاة، وتعد الإرهابيين بحور العين فى الجنة لتفجير الكنائس واستحلال أعراض وممتلكات المسيحيين!

عُد إلى الوراء بالذاكرة، إلى مايو 2012 وأزمة اختطاف الجنود السبعة فى سيناء، والمفاوضات التى أدارتها الأجهزة السيادية مع المعزول «محمد مرسى»، الذى طالب بضرورة «الحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين».. ليلخص علاقة «التوأمة» بين الإخوان والسلفيين، وهو ما يحرك التنظيمات الإرهابية فى «سيناء»!

وقد أكد «أسعد البيك»، زعيم تنظيم «أهل السنة والجماعة»، أن أحد أفراد التنظيم هو من قام بالوساطة والمفاوضات بين الدولة والخاطفين.. فهل ما زالت أجهزة الدولة تتعاون مع السلفيين فى حربها على الإرهاب.. رغم أنهم أحد صنّاعه وأهم أذرعته؟!

هل تتحرج الدولة من ضرب فصيل «الإسلام السياسى»، لأن خصمها الأساسى إسلامى: «الإخوان»، ولا داعى لاستعداء أتباعهم بعد أن ورث حزب «النور» السلفى القاعدة الجماهيرية للإخوان؟

لقد كتبت من قبل -هنا فى «الوطن»- حين شنّ الدكتور «رجب عبدالستار»، القيادى بحزب «النور» السلفى، هجوماً على مشايخ السلفية، وعلى رأسهم الحوينى ويعقوب قائلاً: «ليس لديهم تصور واقعى لتطبيق الشريعة وإصلاح الواقع المجتمعى، إنهم منعزلون تماماً عن ساحة التغيير، ويرون تطبيق الشريعة بمجرد المطالبة فقط، دون مشاركة فعلية على أرض الواقع، من خلال إنشاء أحزاب أو تواصل مع صنّاع القرار». وقلت إن الهدف واضح، والآليات محددة، إنه تطبيق الشريعة، أى فرض الدولة الدينية والتغيير من خلال الأحزاب والتواصل مع صنّاع القرار!.

وساعتها لن يصبح قاموسهم وأدبياتهم مجرد «هرتلة»، بل سيتحول الجهاد وفرض الجزية على «أهل الذمة» والتداوى بالأعشاب وغيرها من تخاريف السلفيين «أسلوب حياة».. سيختفى التنوير أمام قانون «ازدراء الأديان»، ويتراجع العلم أمام «كتب التراث» المحنطة، وينتشر الإرهاب، ويعم الظلام، ويتم تكريس «الكهنوت الدينى». وإذا عجز الشعب، بدستوره ودولته، عن التصدى لهم، ساعتها قد يسقط الدستور والقانون معاً، ليتصدر المشهد «الملالى الجدد».. وتتحقق الكارثة!.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السلفية» أسلوب حياة «السلفية» أسلوب حياة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon