توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع طبقى

  مصر اليوم -

صراع طبقى

بقلم : كريمة كمال

مواقع التواصل الاجتماعى هى بحق صورة للمجتمع تعكس التفاعلات والانحيازات كما تعكس أيضا الصراعات ولاحظت أخيرا أنه قد سرت على مواقع التواصل الاجتماعى موجة من «الردح» الطبقى فمن ناحية كان هناك «ردح» ضد الطبقة الدنيا أو الفقيرة واتهامها بالكثير من الاتهامات من قبيل أنهم مش بتوع شغل وبيضربوا برشام ويتعاطوا حشيش وقاعدين على القهاوى ليل ونهار وبيخلفوا عيال، بل وصل الأمر إلى القول بأن الشعب أكل فسيخ بكام وأكل كحك بكام بل ووصل التمادى إلى حد المعايرة بأنهم لديهم باقة نت..

على الناحية الأخرى وصلات ردح فى الاتجاه المعاكس ضد الطبقة الوسطى من قبيل «ماتبيعوا العربيات والشقق اللى اشترتوها وتعيشوا على قدكم وتودوا عيالكم مدارس غالية ليه، ولزومه إيه مدارس السباحة ودروس الرياضة والنوادى لولادكم عيشوا عيشة أهلكم ولزومه إيه المصيف كل سنة»، وهكذا باتت وصلات الردح فى كل الاتجاهات ويبقى السؤال من وراء هذه الوصلات ولماذا؟ هل باتت الطبقات الاجتماعية تناصب بعضها البعض العداء أم أن وراء هذه الحملات اللجان الإلكترونية التى تسعى للحد من تأثير أى شكوى أو غضب من الناس أم أن الأمر خليط من هذا وذاك وتصبح هنا اللجان الإلكترونية سببا فى إذكاء روح الصراع الطبقى فى المجتمع المصرى، حيث إنها تلعب على نغمة التناقض الطبقى أو تزيد من حدتها بشكل ملحوظ، خاصة أن كل طبقة تنظر إلى الطبقة الأخرى بعداء ومن هنا يزداد هذا الصراع بين الطبقات حدة وسخونة فالغاضب لا يجد من يوجه له غضبه سوى الآخر، ولكن هذا لا يلغى أن بذرة هذا الصراع قد وجدت من قبل ورويت من قبل ولعلنا نتذكر ما كشفت عنه العديد من «بوستات» التشفى عندما غرق التجمع الخامس من صراع طبقى موجود بل ومتنامٍ.

فى مقابل وصلات الردح الطبقى كانت هناك وصلات من نوع آخر هى وصلات الدفاع عن الطبقة، كل طبقة تدافع عن نفسها فالطبقة الدنيا تكتب لتدافع عن تشويهها من أنها لا تعمل بالتدليل عن آلاف الشباب الذين يعملون ليل نهار بقروش قليلة وتدافع عن استهدافها لأنها أكلت أكلة فسيخ أو كحك مرة فى السنة وأن باقة النت التى يتحدثون عنها ثمنها ثلاثون جنيها فقط، بينما على الناحية الأخرى أبناء الطبقة الوسطى يؤكدون على أنهم الطبقة التى لا تستفيد من الدولة فى شىء لكنها تدفع ضرائب، مؤكدين أنهم الطبقة التى تعول نفسها وأبناءها من الألف للياء من سياراتهم بجماركها العالية وضرائبها المتصاعدة إلى تعليم أبنائهم فى مدارس بمصروفات ويعالجون خارج مستشفيات الدولة فى مستشفيات خاصة بمقابل كبير ويسكنون فى شقق خارج إطار مساكن الدولة ويدفعون فيها الكثير، كما أنهم يدفعون ضرائب على الدخل إلى جانب ضرائب القيمة المضافة على كل مشترياتهم واحتياجاتهم من السلع والخدمات.. كل طبقة تتحصن للدفاع عن نفسها فى مواجهة الطبقة الأخرى والكل يشعر أنه ضحية ما يجرى.. مجتمع يمسك بتلابيب بعضه البعض فى صراع يزداد حدة مع ازدياد حدة الظرف الاجتماعى.. هناك محنة حقيقية يمر بها المجتمع المصرى لكن إلى ماذا تفضى هذه المحنة فى ظل هذا التنازع الطبقى.. هذا مجتمع لا يتعاطف مع بعضه البعض بل يصارع بعضه البعض وهناك للأسف من يزيد نيران الصراع اشتعالا متصورا أنه يتصدى للغضب والسؤال الحتمى هنا إلى ماذا يفضى هذا الصراع الطبقى وماذا هو فاعل بتركيبة هذا المجتمع وقدرته على التعايش.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع طبقى صراع طبقى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon