توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أما من ذرة حياء؟!

  مصر اليوم -

أما من ذرة حياء

بقلم : عريب الرنتاوي

أخبار الكارثة اليمنية لا توقف أحداً للتفكير والتدبير، لكأن من يموتون «بالسيف وغيره»، ليسوا عرباً ولا مسلمين، بل ولا من جنس البشر أو حتى الحيوانات ... لو أن عملية انتحار لبضع عشرات من الحيتان ، مما يحدث بين الحين والآخر، لرأينا وسائل الإعلام تهرع للمكان، ولشهد العالم بأسره على كارثة طبيعية، يصعب تفكيك ألغازها ... لكن موت الأطفال تحت القصف والصواريخ، أو بالكوليرا والجوع والعطش ونقص الغذاء والدواء، أمر لا يثير أحداً ولا يستدعي مساحة ضئيلة في نشرات الأخبار وعناوين الصحف.

لم يعد مهماً كل هذا «اللغو» حول الحرب وأسبابها ومآلاتها ... ليس مهماً من بدأها ومن واصلها ومن تعنت ومن استجاب ... ليس مهماً «تحرير» الشعب اليمني، لا من الحوثيين ولا من محور «الشيطان الأكبر»، طالما أن الشعب اليمني بمجمله، عرضة للموت جوعاً ومرضاً كما قال المفوض الأممي للشؤون الإنسانية ... أية بشرى سيجري زفها لليمنيين بالقضاء على الحوثيين ونفوذ إيران، إن كانت أجيال منهم معرضة للانقراض والموت البطيء والإعاقة المزمنة ... أية «مقاومة» يمكن اقتراحها على شعب يحتضر تحت وابل الصواريخ والطائرات والحصار والجوع والأوبئة؟.

في بداية الحرب وعاميها الأولين، كنا نخشى على الدولة اليمنية من الضياع والتبديد، وكنا نحذر من مغبة استهداف مؤسساتها المدنية والعسكرية والمدنية ... في بداية الأزمة كنا نحزن لحالة الانهيار التي تعيشها مؤسسات المجتمع اليمني، المدنية منها والأهلية ... اليوم، بتنا نخشى على اليمن من «قصة موت جماعي معلن» ... لا أحد يلتفت لركام الجثث و»الأموات الأحياء» ... لا أحد يصغي لأنّات الأطفال والنساء والشيوخ، لكأن اليمن، أصل العروبة ومهدها الأول، لم يعد منّا ولم نعد منه ... لكأن ما يتعرض له اليمنيون يجري على كوكب آخر.

أي فخر بهزيمة اليمن، فالمنتصر في هذه الحرب مهزوم وملعون ... أي قوة يراد ممارستها على المستضعفين بالأرض، الذين أكلت الحرب البقية الباقية من متاعهم البائس وغذائهم الشحيح ومرافقهم المتهالكة ومؤسساتهم التي بالكاد تنتظم في تقديم الخدمة لمستحقيها ... أي فخر في الانتصار على اليمن، الذي يتآكله سرطان التقسيم وشبح الموت المتنقل وفيروسات الأوبئة ومايكروباتها ... أي فخر في الاستقواء على هذا البلد وأهله الطيبين.

أين الضمير الإنساني، أين الضمير القومي، وأين جامعة أبو الغيط، أليس اليمن عضواً مؤسساً يستحق الاستذكار بين الحين والآخر ... ولماذا تذرف دموع التماسيح في سوريا، ودائماً على ضحايا ضربات النظام وحلفائه، ولا تذرف دمعة واحدة على عشرات ألوف اليمنيين الذين يقضون بالرصاص والصواريخ والأسلحة المحرمة والأوبئة المنتشرة.

وقبل هذا وذاك، أين القيادات اليمينة المحتربة، وكيف ينام هؤلاء الليل متخمين بما لذ وطاب من موائدهم الرمضانية، فيما ملايين اليمنيين ينتظرون «الموت في زمن الكوليرا» بعد أن شح الحب والعطف والتضامن ... أين الشرعية المتكرشة التي اختزلت وظيفتها بحمل الأختام والمصادقة على كل ما يحاك ضد اليمن وشعبه ... أين الإخوة الأعداء، ومتى يقتنعون بأن الوقت قد حان لصمت المدافع والجلوس على موائد الحوار والتفاوض؟

أين جمعيات الرفق باليمنيين، ولماذا لا تتشكل في كل المدن العربية جمعيات كهذه ... ترفع الصوت في مواجهة القدم الهمجية التي تسحق أهل اليمن وتدوسهم صبح مساء ... أما من ذرة كرامة ونخوة وحياء، ما زالت تسري في عروقنا عرباً ومسلمين وبشراً؟ ... أين المساجد والكنائس ورجال الدين الذين يتكاثرون كالنبت الشيطاني على موائد الحوار في الفنادق الفخمة ويختفون عن مسرح الأحداث اليمني؟ ... أين الكتاب والمثقفين والشعراء والأدباء العرب، لماذا يلوذون بصمت القبور التي تبنى بلا عناية وعلى عجل في جميع أرجاء اليمن؟ ... اليمن، يتحول إلى وصمة عار في جبيننا جميعاً... اليمن ينهض كشاهد على خوائنا القومي والإنساني ... اليمن يصرخ ألماً وجوعاً وعطشاً ومرضاً، فهل من مستجيب؟

المصدر : صحيفة الدستور

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أما من ذرة حياء أما من ذرة حياء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon