توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحولات الظواهري ورسائله

  مصر اليوم -

تحولات الظواهري ورسائله

بقلم : عريب الرنتاوي

فيما يشبه العودة إلى نقطة البدء، بدا زعيم القاعدة في خطابه الأخير، تصالحياً مع جماعة الإخوان المسلمين، إذ دعا لاستلهامها التجربة الجهادية لمؤسسها ومرشدها الأول حسن البنا، وهو الذي كان موضع هجوم وانتقاد لاذعين من قبل الظواهري وتيار السلفية الجهادية، بل أن تاريخ القاعدة والجهادية، عموماً، ينبع في أحد روافده الكبرى، من تشبع الفكر الإخواني والانقلاب عليه.

كان لافتاً أن الظواهري الذي استوقفته (متأخراً) التجربة الجهادية للبنا، لم يتوقف أمام تجربة الرمز الإخوان الآخر، الذي تلتقي حوله وتدور في فلكه، الجماعة الإخوانية والحركات السلفية الجهادية، وأقصد سيد قطب، وهو أمرٌ غير مفهوم، ولم أجد تفسيراً، إلا بالعودة لخطاب الرجل كاملاً، وما يستبطنه من رسائل موجهة إلى أطراف عديدة ... إذ كان لافتاً استحضار تجربة عبد الله عزام، الإخواني الفلسطيني، الملتحق بركب القاعدة في أفغانستان، والذي يعد من "الآباء المؤسسين" لقاعدة الجهاد والمدرسة العالمية لقتال اليهود والصليبية... كما كان لافتاً استحضار  تجربة الشيخ عز الدين القسام وتجربة الثورة الفلسطينية الكبرى في ثلاثينيات القرن الفائت.

إن كان من خلاصات ورسائل يمكن استشفافها من كلمة الظواهري، فأهمها ثلاث:
الأولى، أن الرجل يقترح خطاً تصالحياً بين تيارات "الجهاد الإسلامي" ذات المرجعيات الفكرية، أقله لتفادي الهزيمة المنكرة التي تبدو القاعدة بتفريعاتها، والسلفية الجهادية بمدارسها المختلفة، بصدد مواجهتها، إذ تخوض هذه القوى والجماعات، آخر معاركها في سوريا والعراق، فيما الإسلام السياسي، ومن ضمنه الإخواني، يتعرض لحملة شيطنة "مكارثية"، في مختلف أرجاء المنطقة، ولم تنج من هذه الحملة حتى الدول الراعية والمستضيفة لبعض رموز الجماعة، بدلالة ما يجري من حرب "تطويق وتركيع" لإمارة قطر من قبل تحالف عربي ودولي وازن.

والثانية: أن الرجل وقد شهد مرتين على تآكل، حتى لا نقول انهيار مشروعه "الجهادي"، والتي عزا بعضاً منها إلى "شطط وغلو" بعض فرسان القاعدة من الزرقاوي إلى البغدادي، إنما أراد التخفيف من غلواء هذه الأجنحة والرموز، التي تسببت في انفضاض الجمع من حول المشروع ... لا ندري إن كانت هذه المراجعة من داخل "البيت الجهادي"، هي بمثابة انحناءة تكتيكية أمام طوفان الحرب على الإرهاب، أم أنها تعبير عن بداية تحول حقيقي، قد تتبعه تحولات ومراجعات.

أما الرسالة الثالثة، فتدور حول سيل الاتهامات الذي لم ينقطع عن التدفق، والذي طالما حمل على القاعدة وأخذ عليها تجاهلها "العدو اليهودي" وتركيز كل اهتمامها على العدو القريب، وهو في الحالة السورية، النظام وحلفائه، فيما التقارير المؤكدة تجزم بأن ثمة "زواج متعة" بين النصرة وإسرائيل، أقله في القنيطرة ومحيطها، وعلى قاعدة عدو عدوي صديقي... فهل من الصدفة من أن يستدعي الظواهري جهاد البنا وإخوان مصر في فلسطين، وأن يستحضر القسام وعزام في الرسالة القصيرة ذاتها؟

هنا، تثير كلمة الظواهري أكثر من علامة سؤال: هل أدرك هذا التيار، أن أي بوصلة لا تؤشر إلى فلسطين، بوصلة ضالة ومضللة، مفرقة وليست موحدة ... هل يحاول هذا التيار غسل يديه الملطختين بدماء المسلمين والعرب، ولم يسجل في تاريخه عملية واحدة ضد "العدو اليهودي"... هل نحن أمام مسعى جديد، للبحث عن أدوات وروافع جديدة، لتجنيد الشباب والمتحمسين، بعد أن بدأ خطاب القاعدة وداعش يفقط جاذبيته وقدرته على التجنيد؟

القاعدة في مأزق، والسلفية الجهادية بصفة عامة كذلك، وهي تواجه هزيمة محققة على يد تحالف طويل وعريض، بل على يد تحالفات إقليمية ودولية، متناقضة في كل شيء، ومتلاقية حول هدف استئصال هذه الجماعات ... وخطاب الظواهري الأخير، يعكس هذه الحالة ويظهرها ... ولقد جاء مرتبكاً، إذ حمل الشيء ونقيضه ... سعى في نقل التنظيم إلى ضفاف أكثر انفتاحاً على "التعددية الجهادية" بيد أنه لم ينجح في التخلص من الأحمال الثقيلة للفكر التكفيري الإقصائي.

وأحسب أن الخطاب وما انطوى عليه من رسائل وإيماءات، سيثير لغطاً في "الأوساط الجهادية"، بعضهم سيأخذ به، وأغلبهم ممن نشأ على أكثر القراءات تطرفاً وتخلفاً للإسلام، سيرفضه، وسيرى فيه "عودة الابن الضال"، بل وربما يرون حنيناً ظواهرياً للمرحلة الإخوانية في حياته السياسية والفكرية ... لكن في مطلق الأحوال، وأياً كانت تداعيات الخطاب وردود الأفعال عليه، فقد جاء في الوقت الضائع، ولا أظنه سيغير شيئاً في ميادين القتال ولا على خطوط التواصل السياسي.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحولات الظواهري ورسائله تحولات الظواهري ورسائله



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon