توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبادرة التركية... الفرص والقيود

  مصر اليوم -

المبادرة التركية الفرص والقيود

بقلم : عريب الرنتاوي

ثمة ما يشفُّ عن "رابط ما" بين زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأردن الأسبوع الفائت، وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأنقرة أمس الأول ... تركيا التي تواجه انكماشاً حاداً لدورها في أكبر أزمات المنطقة: سوريا والعراق، تجد نفسها بحاجة لاستعادة هذا الدور والبحث عن ساحات جديدة لممارسة ثقلها ونفوذها.

من بوابة فلسطين والقدس والأقصى، والمصالحة، تسعى أنقرة في لعب دور أكبر على الساحة الفلسطينية، وإذ تستشعر القيادة التركية بأنها قادرة على استئناف حضورها الإقليمي من هذه البوابات، إلا أنها ما زالت تصطدم بجملة من العوائق والقيود.

لا مشكل تركية مع الجانب الفلسطيني، على الرغم من انحياز أنقرة الواضح لحركة حماس، كحلقة خاصة ومتميزة، في سلسلة الإخوان المسلمين في الإقليم ... علاقات أنقرة الوطيدة مع حماس، ودعم الحركة وتشجيعها سياسياً ومعنوياً، لم يفض إلى قطيعة من أي نوع مع قيادة السلطة والمنظمة والرئاسة الفلسطينية، ظلت القنوات مفتوحة بين الجانبين، وظلت "شعرة معاوية" تفعل فعلها في إدامة الوصل والتواصل.

لكن أنقرة تواجه مشكلة مع تل أبيب، على الرغم من جهود المصالحة التي أثمرت عودة العلاقات الدبلوماسية والسفارات والسفراء، وارتفاع ميزان التبادل التجاري، وتبادل الوفود على مستويات مختلفة ... مستوى الثقة الإسرائيلية بالجانب التركي، ضعيفة للغاية، وبخاصة بالرئيس أردوغان، ولا أظن أن إسرائيل بوارد السماح لتركيا بأن تلعب دوراً مهماً على هذا الصعيد، وهي التي عطلت أدوار وساطة أوروبية وأمريكية، طوال سنوات وعقود ... إسرائيل لا تريد سلاماً ولا انسحابا ولا دولة فلسطينية، وهيهات أن تقبل بوسيط، لا يتردد عن إبداء دعمه وتأييده لكفاح الشعب الفلسطيني العادل في سبيل حريته واستقلاله.

لكن بالعودة للرابط بين الزيارتين (أردوغان لعمان وعباس لأنقرة)، أحسب أن الجانب التركي يتطلع للقيام بأدوار متزايدة في الأقصى وأكنافه، تندرج في سياق الرعاية والوصاية، صحيح أن أردوغان قبل أن تطأ أقدامه أرض الأردن، دعا لدعم الموقف الأردني في القدس وإسناده، لكن الصحيح كذلك، أن هناك محاولة تركية، مباشرة وعبر وسطاء محليين، لتعظيم الدور التركي في القدس باعتبارها كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية ذات يوم، ويستشعر الحزب الحاكم ورئيسه "مسؤوليته" حيالها، وهذا الأمر يبقي الأردن في موقع المراقب عن كثب، باعتباره المولج بملف رعاية المقدسات، وقد يثير قلق الفلسطينيين جراء العلاقات المتميزة التي تربط تركيا بحماس.

أما في الملف الفلسطيني الداخلي، وأعني به ملف المصالحة الوطنية، فإنه سيتعذر على أنقرة أن تقوم بدور الوسيط النزيه والمحايد، ما لم تقف على مسافة واحدة بين رام الله وغزة ... لا يمكن لأردوغان أن يكون حليفاً ومرجعية لحماس، ومعادياً لمصر، وينتظر في الوقت ذاته، قبولاً وترحيباً فلسطينيين بدوره الوسيط ... لا شك أننا استمعنا إلى الكثير من عبارات المجاملة بين الجانبين، لكن الحقيقة أن لا عباس، ولا حتى حماس، تستطيع أن تأتي بالدب التركي إلى كرم العنب الفلسطيني، من دون أن تقامر بإغضاب مصر، ومن خلفها كل من السعودية والإمارات بخاصة.

وأحسب أن دخول تركيا وأردوغان على خط المصالحة الفلسطينية كوسيط، قد جاء استجابة لمحاولات عربية لاستمالة حماس وإبعادها عن المحور التركي – القطري، وقد تجلت هذه المحاولة في دفع العقيد المنشق محمد دحلان للتقرب من حماس ورعاية اتفاق ثنائي معها، وكانت معلومات قد ترددت بأن دحلان توسط في إصلاح ذات البين بين حماس والإمارات، لكن السعودية ومصر هما من تحفظتا على أمرٍ كهذا، باعتباره سيضعف حملة الرباعي العربي على قطر بزعم رعايتها ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين.

أياً يكن من أمر، فإن الدخول التركي على خط المصالحة، يمكن أن يكون مقبولاً، بحدود، ولكن ليس إلى نهاية الشوط أو المطاف، من قبل طرفي الانقسام الفلسطيني ... حماس ترى في الرئيس التركي حليفاً ومرجعية سنيّة، والرئيس عباس، توّاق للتحرر من ضغوط محور عربي، لم يعد خافياً على أحد... حماس تتخذ من قطر مقراً لقيادة الخارج، وعباس لديه "هوى قطري" على المستوى الشخصي على الأقل، معروفٌ منذ زمن طويل.

لكن لا حماس ولا عباس، يستطيعان من دون المقامرة بإثارة غضب محور عربي وازن، أن يذهبا إلى نهاية الطريق في التجاوب مع مهمة الوساطة التركية، تلك مسألة ستزيد الأمور تعقيداً، سيما وأن أنقرة، كما قطر في هذا اللحظة، ليس لديها "خيلاً تهديها ولا مال"، ووضعهما في الإقليم آخذ في الانحسار والانكماش، إن على خلفية التطورات الميدانية والسياسية المتلاحقة في كل من سوريا والعراق، أو بسبب تفاقم الأزمة الخليجية، وتزايد احتمالات استطالة أمدها.

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبادرة التركية الفرص والقيود المبادرة التركية الفرص والقيود



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon