توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المبالغون مدحاً وقدحاً.. منافقون ولصوص أم متواطئون؟

  مصر اليوم -

المبالغون مدحاً وقدحاً منافقون ولصوص أم متواطئون

بقلم-عمار علي حسن

( 1 ) إذا وجدت من يقف أمام الحاكم ليفرط فى مدحه، ويضفى عليه من الصفات أعظمها، ومن السمات أعلاها، ومن الخصال أفضلها، فاعلم أن هذا الشخص فى الغالب إما منافق يسعى إلى منفعة، أو لص يسعى إلى التعمية على سرقته، أو خائف خائر يحمى نفسه لأن هناك من أبلغه بأن وشاية قد وصلت الحاكم عنه فأغضبته منه.

فى الوقت نفسه إذا وجدت معارضا متشنجا، يفرط فى القدح، يعلو صوته حين يجب أن يتناقش أصحاب الاتجاه المختلف فى هدوء، ويدفع الناس إلى الصدام بينما هو يدرك أن هذا ليس فى صالحهم، أو على الأقل يطلب منهم التحرك بينما تكون الظروف غير مهيأة لهذا، وينفخ طيلة الوقت فى أوصالهم محمسا إياهم، لا لكى يتحلوا بالشجاعة، إنما ليسقطوا فى الطيش والتهور، ويخطئوا، وبالتالى يسهل اصطيادهم.

إن الخبرة التاريخية للتنظيمات السياسية، السرى منها والعلنى، وحتى بعض الأحزاب السياسية فى ظل التعدديات المقيدة أو الشكلية، طالما عرفت بعض عناصر تدسها أجهزة أمنية عليها، ويكون مطلوب منها ألا تدع البقية يفكرون فى هدوء، ويخططون فى صبر، وبالتالى يبالغ هؤلاء «العملاء السريون» فى إظهار احتجاجهم، فتتسم كلماتهم بالحدة، ويرمون غيرهم من المتأنين بأنهم خائرون عاجزون، ويبالغون أيضا فى تصرفاتهم، التى ليس فى تقدر العقلاء سوى حماقة، لكنهم يحاولون أن يظهروها على أنها إقدام وبسالة، ويغرون آخرين للانضمام إليهم، حتى يتشتت الصف المتلاحم، ويتداعى البنيان المرصوص، ويتنازع المعارضون فيفشلون، وتذهب ريحهم.

لكن هذا لا ينطبق على كل الصارخين، فبعضهم يعبر عن طبعه فى الاحتجاج، وميله إلى المواجهة الحادة، والحلول الجذرية، وبعضهم بلغ به الشعور بالظلم مداه، فلم يعد لديه ما يخاف منه، أو يبقى عليه، وهناك أيضا من تعمق فى أنفسهم الشعور باليأس، ولا وقت لديهم للانتظار كى يخرجوا مما هم فيه على مهل.

( 2 ) كتب صديقى وزميل دفعتى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الصحفى والمحلل السياسى القدير الأستاذ شحاتة عوض على صفحته بموقع «فيسبوك»، تلك الآية الكريمة، التى يقول فيها رب العزة سبحانه وتعالى: «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدته�� هواء».

وكتبت له معلقا عليها: «لو قرأ كثير من الفلاسفة الغربيين الذين تحدثوا عن أن الله قد خلق العالم ثم نسيه، أو عن موت الإله، كما تصوروا، لتوقفوا أمام هذه الآية طويلا، وكيف أنها تمنح طبابة للمؤمنين الذين يظلمون فى الدنيا ظلما بينا، وأن فيها إجابة على سؤالهم الكبير: لماذا تمضى الحياة هكذا بين ظلم وظلمات.

ورد شحاتة قائلا: «كثير منهم لا يقرأون هذا، وحتى إن فعلوا فهم ربما لا يؤمنون بأن هناك يوما آخر، وبعثا وحسابا. الآية مرعبة فعلا يا صديقى».

وأدركت جانبا مما يرمى إليه، فكتبت له أقول: «أعتقد أن الحكام الظلمة فى أى زمان ومكان أولى بقراءتها من أولئك الفلاسفة، لكن المشكلة أنهم أيضا لا يقرأون، وإن قرأوا لا يفهمون. الغريب يا أخى العزيز أن كل من يجلس منهم على الكرسى الكبير، لا يريد أن يتعلم، فهو إن كان يشك فى وعد الله وقدرته، فعلى الأقل يجب أن يعى قدر التاريخ، أو يفهم الحكمة السابغة البسيطة التى يتداولها الناس فى سلاسة، وتقول: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك».

( 3) من يحارب الفساد حقا عليه ألا يمده، من خلال أقواله وأفعاله، بكل أسباب الاستمرار والتوحش، وليعلم أن توسيد الأمر إلى غير أهله فى كل مجال ومكان هو أخطر من سرقة الأموال، وأن الاستبداد هو الفساد الأكبر.

( 4 ) أتعجب من هؤلاء الذين عادوا إلى سيرتهم الأولى، وكأن ما جرى كان لا شىء فيه، ولم يكن بوسعه أن يترك علامة فى النفوس والقلوب والعقول، مع أنه رسخ قاعدة تقول: صمت الشعب سيصير همسا، ثم صراخا، سيقض مضاجع كل الذين توهموا أنه قد مات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبالغون مدحاً وقدحاً منافقون ولصوص أم متواطئون المبالغون مدحاً وقدحاً منافقون ولصوص أم متواطئون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon