توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شبعا والضفة بعد الجولان!

  مصر اليوم -

شبعا والضفة بعد الجولان

بقلم-مكرم محمد أحمد

بعد يومين فقط من قرار الرئيس الأمريكي ترامب بضم هضبة الجولان إلي إسرائيل، تعرضت بعض المناطق السورية شمال شرق حلب لغارات القوات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت إحداها مركز قيادة عمليات الحرس الإيراني في منطقة الشيخ نجار، كما طالت منطقة النفارين الصناعية ومستودعات الذخيرة شمال مطار حلب الدولي، وأكدت إسرائيل أنها سوف تواصل عملياتها ضد محاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، دعما لادعاءات الولايات المتحدة بأن وجود إيران في هضبة الجولان يُشكل أحد الأسباب الرئيسية لضم الهضبة. ورغم أن واحدا من أهداف قرار الضم تمكين رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو من تحقيق نصر حاسم علي كل منافسيه في انتخابات الكنيست التي تجري في غضون أسابيع قليلة خاصة تحالف أبيض أزرق، فإن آخر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تؤكد ارتفاعا طفيفا في شعبية نيتانياهو بما يمكنه من الحصول علي 29 من مقاعد الكنيست بدلا من 26، لكن تحالف أبيض أزرق بزعامة رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بيني جانيتس لا يزال في المقدمة ويمكن أن يحصل علي 30 مقعدا بخسارة مقعدين اثنين، لكن الحقيقة الواضحة أنه باستثناء الولايات المتحدة، فإن جميع أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون 14 دولة أدانت قرار ترامب، كما أدانته جميع الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا واعتبروه انتهاكا صارخا للقانون الدولي يمكن أن ترتب تداعياته عواقب وخيمة علي أمن الشرق الأوسط واستقراره فضلا عن أنه قرار منعدم الأثر, في حين توقع صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن يستمر العدوان الأمريكي علي الأرض العربية، وتسارع إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة إلي ضم الضفة الغربية، خاصة أن الإسرائيليين في دعواتهم المتكررة يطالبون بضم 60% من الضفة، وحذر عريقات من أي قرار أمريكي يصدر بضم الضفة الغربية، لأنه سوف يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، والمعروف أن اتفاقات أوسلو تُقسم الضفة إلي ثلاث مناطق، أولاها المنطقة (أ) التي تضم المراكز السكانية الرئيسية للفلسطينيين التي تُشكل 18% من مساحة الضفة وتخضع للسيطرة الفلسطينية أمنيا وإداريا ثم المنطقة (ب) التي تضم القري والبلدات الملاصقة للمدن وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وسيطرة أمنية إسرائيلية وتبلغ مساحتها 21% ،ثم المنطقة (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة وتضم غالبية الكتل الاستيطانية، وتخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية. وإذا كان الإانحياز المُطلق لإسرائيل يشكل أهم حافز للرئيس ترامب علي إصدار قراري ضم القدس والجولان بقرارات أحادية تفرض الأمر الواقع، فثمة حافز آخر لا يقل أهمية يتمثل في رغبة ترامب في إرضاء ناخبيه داخل الولايات المتحدة من المسيحيين البروتستانت الذين يعتقدون لأسباب دينية بحق إسرائيل في القدس والضفة والجولان، ولذا فإن مزارع شبعا اللبنانية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي والتي استولت إسرائيل عليها في حرب 1967 دون جهد يُذكر ودون أن يكون لبنان جزءاً من هذه الحرب ربما تكون الضحية التالية بعد القدس والجولان، خاصة أن الإسرائيليين لا يعترفون بلبنانية مزارع شبعا، وفي السياق نفسه حذر الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود من أن يكون ضم مزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا لإسرائيل هو الخطوة القادمة للرئيس ترامب قبل أن يبدأ إعلان مشروعه صفقة العصر لتضم إسرائيل بحكم الأمر الواقع القدس والجولان والضفة الغربية أو 60% منها علي الأقل ومزارع شبعا ومنطقة كفر شوبا، وفي وسع ترامب أن يدعي بصفاقة أنه أزاح هذه المشكلات من مائدة التفاوض كي يسهل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي ويختصر طريق التفاوض، وبذلك يمكن إسرائيل من القدس، ويمنحها أهم موقع إستراتيجي في الشرق الأوسط تسيطر من خلاله علي مياه جبل الشيخ الذي يضاعف مواردها المائية، لكن السؤال المهم لماذا يقبل الفلسطينيون والسوريون واللبنانيون صفقة العصر وكلهم يشكلون الطرف الخاسر في صفقة غير متوازنة منعدمة التكافؤ يفرضها ترامب بحكم الأمر الواقع قسرا علي الجميع دون أن يمكنهم من حفظ ماء وجودهم، متجاهلا مصالح العرب القومية والأمنية، غير مهتم بغضبهم أو كرامتهم ضارباً عرض الحائط بالشرعية والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، مغتصبا سلطة الله، كاشفا عن نزعته الديكتاتورية التي أزاحت الستار عن وجه أمريكا القبيح.

 

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع     

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبعا والضفة بعد الجولان شبعا والضفة بعد الجولان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon