توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

  مصر اليوم -

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

بقلم-مكرم محمد أحمد

أطلق الرئيس الأمريكى ترامب شرارة تصعيد جديد فى حربه التجارية مع الصين بإعلان شركة جوجل العالمية تعليق كل أعمالها التجارية مع شركة هواوى عملاق الإتصالات الصينية، فى خطوة من شأنها عرقلة أنشطة الشركة الصينية فى الأسواق العالمية، وأعلنت شركة ألفابت المالكة لجوجل أن وقف أى تعاون لها مع هواوى الصينية يشمل نقل أى قطع غيار أو برامج فيما عدا المفتوحة المصدر، الأمر الذى من شأنه حرمان الشركة الصينية من بعض تحديثات نظام التشغيل أندرويد، وفقدان إمكانية الوصول إلى العديد من تطبيقات جوجل، وقد قطعت 5 شركات أمريكية إمداداتها الحيوية عن شركة هواوى الصينية و70 شركة صينية تابعة لها بعد تعليق أعمالها مع جوجل فى خطوة تصعيدية تمنع شركات الاتصالات الصينية من الحصول على أى مكونات تكنولوجية من شركات أمريكية دون موافقة مُسبقة من الحكومة الأمريكية.

وقد تعاقبت هذه التطورات السريعة بعد سلسلة من الإتهامات الأمريكية لشركات الإتصالات الصينية وفى مقدمتها شركة هواوى بأنها تُشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى وتمارس أعمالاً تجسسية، وهو ما قابلته الصين بالنفى والرفض القاطع، وطرح تساؤلات عديدة حول مغزى هذا التصعيد وإن كان حافزه الأساسى مخاوف أمنية حقيقية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ورقة ضغط فى الحرب التجارية المستعرة بين البلدين! والحق أنه منذ وصول الرئيس الأمريكى ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017 لم يخف الرجل عزمه على ضرورة إصلاح العلاقات التجارية الأمريكية الصينية كى تصبح أكثر توازناً وعدلاً وتواجه القرصنة الصينية لحقوق المعرفة والملكية الفكرية التى يتم إكراه الشركات الأمريكية على الإذعان لها كى تتمكن من دخول الأسواق الصينية، لا سيما فى قطاعات الاتصالات الإلكترونية، وقد ترتب على تصعيد السجال التجارى بين الصين وأمريكا أن فرضت الولايات المتحدة المزيد من الرسوم على سلع صينية بمئات المليارات من الدولارات كان آخرها الرسوم المفروضة على سلع تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار مع مطلع هذا الشهر، ومع تصاعد السجال بين الولايات المتحدة والصين فى حربهما التجارية المستعرة، تتسع دائرة الاتهامات المتبادلة والتى كان آخرها إتهام وكالة الإستخبارات الأمريكية شركة هواوى الصينية بالحصول على تمويل من أمن الدولة الصينى، وبأن معداتها تحتوى على أبواب خلفية فى شبكات أمنية لاستخدام الجواسيس الصينيين، فضلا عن مخاطر استخدام أنظمة التكنولوجيا الصينية فى أية مشاريع مملوكة للحكومة الأمريكية لها صلات بالصين، بما دفع الرئيس الأمريكى إلى أن يوقع الأسبوع الماضى قراراً يقضى بحظر إستخدام الشركات الأمريكية لمعدات الإتصال التى يجرى تصنيعها فى الصين ويعتقد أنها تشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى، وأكدت جوجل أخيراً أن مستخدمى هواوى سيتمكنون من استخدام تحديثات التطبيقات التى تقدمها جوجل على أجهزة هواوى الحالية، ولكن عندما تطلق جوجل الإصدار الجديد من نظام تشغيل أندرويد فى وقت لاحق من هذا العام فإن هذه التحديثات لن تكون متاحة على أجهزة هواوى، على حين طمأنت شركة «هواوى» مالكى هواتفها بأنهم سوف يستمرون فى تلقى خدمة ما بعد البيع بما فى ذلك الهواتف الجديدة التى تم شحنها إلى الأسواق العالمية.

وأكدت الشركة أنها قامت ببناء نظام تشغيل لهواتفها الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية فى حالة استمرار القيود المفروضة مجدداً من جوجل، كما نفت شركة أنفنيون الألمانية التى تنتج رقائق التحكم عزمها على تعليق شحناتها إلى «هواوى» وأكدت أن قيود التصدير التى أعلنتها إدارة الرئيس ترامب الأسبوع الماضى لا تشمل معظم منتجاتها، وكانت مبيعات هواوى الصينية قد بلغت فى الربع الأول من هذا العام 9 ملايين هاتف تمثل 19٪ من حصة السوق متفوقة بذلك على الأرقام التى حققتها آبل الأمريكية، لكنها جاءت فى المرتبة الثانية بعد سامسونج الكورية الجنوبية، وتقول الولايات المتحدة فى سعيها الحثيث للإساءة إلى سمعة هواوى أن هواوى تتمتع بعلاقات وطيدة مع حكومة الصين وقد تساعد هواوى بكين فى سعيها لجمع المعلومات الخاصة بالمواطنين الغربيين والمنظمات والحكومات الغربية، وأن واشنطن تعتبرها تهديداً للأمن القومى الأمريكى رغم أنها ثانية أكبر شركات إنتاج الهواتف فى العالم وقد باعت فى العام الماضى أكثر من 200 مليون هاتف فى شتى أنحاء العالم.

وفى استجوابات أمام الكونجرس العام الماضى حذر ستة من وكالات الإستخبارات الأمريكية الرئيسية منها الوكالة المركزية من استخدام منتجات وخدمات هواوى، غير أن رين زينغفوى مدير هواوى يؤكد أنها شركة خاصة كل علاقاتها بالحكومة الصينية أنها تدفع لها الضرائب المستحقة، وأن أسهم الشركة ملك لموظفيها، وثمة منظمة عالمية للدول الناطقة بالإنجليزية تعرف باسم العيون الخمس تشارك فيها أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا كانت تعمل لصالح الدول الخمس إبان الحرب الباردة ويتم توجيهها الآن للعمل ضد الصين.

رغم أن الصين تنفى تماماً أن يشكل إنتاج هواوى أى تهديد أمنى، وتعتبر جهود الإدارة الأمريكية فى هذا المجال نوعاً من عمليات التخريب الصناعى باستخدام أمن البلاد ذريعة لقمع الشركات الأجنبية، تزيد الحرب التجارية اشتعالاً وتحد من المنافسة، ولا يبدو حتى الآن أنها يمكن أن تحقق النجاح.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا ذروة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon