توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجلد السميك يكسب!

  مصر اليوم -

الجلد السميك يكسب

بقلم أسامة غريب

بينما تقفز إلى ذهنك صور بعض الناس وأنت تطرح سؤالا: لماذا معظم الناس كلاب؟.. فإن هناك من يتساءل عن الأمر نفسه بينما تأتى أنت على باله!.

ورغم غرابة هذا فإنه مفهوم، ذلك أن الإنسان مجبول على الرغبة فى إعفاء النفس من اللوم واستسهال سوء الظن بالناس وإلقاء مسؤولية الخيبة والإخفاق عليهم، وهو كذلك مطبوع على تبرئة نفسه حتى لو كان شريراً أثيماً وكانت أفعاله تلحق بالناس أفدح الضرر. هذه كلها ميكانيزمات دفاعية يلجأ لها الناس ليتخففوا مما يثقل كواهلهم ويشعروا بأنهم يؤدون ما عليهم، غير أن التآمر والشر هما اللذان يفسدان كل شىء. وقد لا يكون المرء فى ظنه هذا مبالغاً أو متجنياً، وقد يكون معظم من حوله من الناس هم أنذال فعلاً، لكن هذا لا يغير من طبيعة النظرية.. نظرية سوء الظن المتبادل وتحميل الآخرين ما قد نكون فيه من إخفاق وهوان حتى لو كان هؤلاء الآخرون من النبلاء!. وفى هذا الصدد، نجد أن الأوغاد والملوثين يظنون بأنفسهم العفة، ويعتقدون أن مشاكل البشرية قد تجد لها حلاً لو أن جيرانهم ومعارفهم قد اختفوا وفارقوا الحياة. وإذا أردنا أن نعرف أكثر تجليات هذه الحالة فلننظر حولنا فى وسط معارفنا لنرى أن كل من نعرفهم تقريباً يعتقدون فى الحسد، ويؤمنون أن العين فلقت الحجر نصفين، لهذا فإنهم يتشاءمون ويتطيّرون من بعضهم البعض، وكل واحد منهم يظن أن الآخر عينه حامية، وأن نظراته الحاسدة هى السبب فيما نحن فيه من عذاب، فإذا تأخرت العلاوة فهذا ليس سببه أننا كسالى وتنابلة، ولكن لأن الجار نظر لنا فيها، وإذا رسب الولد فى الامتحان فليس هذا بسبب أنه لم يذاكر أو بسبب أنه ورث جينات الغباوة من الأب والأم، وإنما لأن الجارة أبصرته وهو ذاهب للامتحان فى الصباح، وحتى إذا ما تعثرنا فى قشرة موز، فإن هذا لا يعود لقذارة من أكل الموز وإلقاء القشر فى الشارع، ولكن لأن عيناً ما راقبتنا ونفَسَت علينا ما نحن فيه من خير وسعادة!. وفى الحقيقة، إن هذا الأمر ليس مقصوراً على الأفراد أو على آحاد الناس فقط، لكن الحكومات التى تحوز السلطة والصلاحية والتفويض للعمل تلجأ هى الأخرى لحديث المؤامرة المريح، الذى يعفى من المسؤولية، وينجى من اللوم، وذلك فى سلوك يحمل من حماقة الطفولة أكثر مما يحمل من النضج والرجولة. وإذا ما نظرنا إلى الاستثناءات التى لا ينساق أصحابها إلى هذا السلوك الوضيع المريح، أولئك المحترمين من البشر الذين يمتلكون نفوساً رفيعة تأبى إلصاق الفشل الذى نتعثر فيه بعوامل خارجية، ويصرون على تحمّل مسؤوليات ونتائج أفعالهم كاملة، كما يملكون نظرة حانية للآخرين لا تتصيد لهم الأخطاء لكن تعذر ضعفهم وتلتمس لهم الأسباب إذا ما أساءوا فعلاً.. هؤلاء بكل أسف يسقطون صرعى الأمراض النفسية لعدم قدرتهم على الذوبان فى القطيع، ومن بينهم من ينتحرون ويتركون الحياة للأوغاد أصحاب الجلد السميك والميكانيزمات الدفاعية التى تجعلهم لا يترددون فى حرق المدينة كلها من أجل إشعال سيجارة!.

GMT 05:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

لماذا يسرق الأغنياء؟

GMT 03:59 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

العلماء يا سادة

GMT 00:56 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل المجانية هى سبب الخراب؟

GMT 06:45 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

مَن الذى سرق الدَّكَر؟

GMT 06:11 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

ترامب وبدائل داعش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجلد السميك يكسب الجلد السميك يكسب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon