توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

  مصر اليوم -

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

يتحدث العالم العربى منذ أكثر من عقدين من الزمان عن أهمية تجديد الخطاب الدينى، ولكن دون أن يأخذ خطوة جدية باتجاه هذا الطريق، حتى بدا كأنه مصطلح غامض لا يستطيع أحد فك رموزه أو شفرته.

زاد الحديث عن هذا التجديد بعد أن وصل عدد من الحركات الإسلامية إلى الحكم فى بعض البلدان العربية، بل توغل الفكر الداعشى فى عقول الكثيرين. تحدث عنه رئيس الجمهورية أخيراً، كما تحدث عنه رواد التنوير فى السابق، بل نخب ومثقفو العرب، وحتى بعض المنتمين إلى المؤسسات الدينية، لكن الطريق يظل ضبابياً غير واضح.

والسبب أن لا أحد رد على كتب الجهاديين التى تتطور يوماً بعد يوم فى مسألة تبرير سفك مزيد من الدماء، فلم يكن ظهور تنظيم داعش إلا تطوراً طبيعياً لحركات الإسلام السياسى التى ظهرت وتطورت بأشكال مختلفة طوال القرن الماضى، ولم يكن هذا التطور من فراغ، بل جاء مصحوباً باستراتيجيات وأفكار جهادية سلفية، بعضها قادم من بطون كتب التراث.

حرّك داعش عناصره فى فرنسا وبلجيكا وألمانيا، ونفذ تفجيراته، ويرهب العالم عن بعد، بل لم يعد بحاجة إلى طرق تجنيد القواعد القديمة، بعد أن أصبح يستخدم الإنترنت ومواقع التواصل الخاصة، وأصبح يصل إلى أجهزة الجميع، بل إلى الهواتف المحمولة مع كل شاب.

الكارثة أن الفكر الجهادى استطاع أن يطور نفسه على مدار السنوات الماضية نحو مزيد من الدموية والعنف، ومن خلال كتبه سنلاحظ ذلك، لكن فى المقابل، لنا أن نسأل ماذا قدمت النخب العربية خلال تلك المرحلة؟، هل استطاعت النخب ورواد التنوير أن يقفوا فى وجه قادة الظلام والجهل؟، أشك فى ذلك.

لدينا الكثير من المراكز البحثية، والكثير من حلقات النقاش، والكثير من الدراسات والكتب، لكن شيئاً من هذه الكتب لم يدخل فى صدام مباشر مع هذه الأفكار، بل يمكن القول إنها لم تصل إلى المستهدفين، الذين تصلهم رسائل الجماعات الجهادية.

نحن الآن على أعتاب انتصار عسكرى على الدواعش، يحدث ذلك فى سيناء والعراق، وربما فى سوريا خلال وقت قليل، بينما لا يعلم إلا الله توقيت الانتصار عليهم فى ليبيا، أؤكد مرة أخرى أن الانتصار عسكرى وليس فكريا، فنحن الآن أمام إشكالية كبيرة ومتجددة تتعلق بتوغل الفكر «الداعشى» فى عقول الكثيرين (ممن ليس لهم علاقة بالتنظيم الإرهابى) رغم تحرير كثير من المدن والمناطق، وهى إشكالية تحتم علينا إزالة مخلفات «داعش» الفكرية بالمواجهة أولاً، قبل الحديث عن أى انتصار أو تجديد.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إزالة مخلفات «داعش» الفكرية إزالة مخلفات «داعش» الفكرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon