توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرؤية الاقتصادية المستقبلية للخليج

  مصر اليوم -

الرؤية الاقتصادية المستقبلية للخليج

بقلم - فتحــى محمــود

يكتسب الحديث عن الاستعداد لمرحلة مابعد النفط في منطقة الخليج العربي أهمية خاصة، نظرا للدور الكبير الذي لعبته الحقبة النفطية في إبراز الموقع الإستراتيجي الجيوسياسي لهذه المنطقة، وصراع القوي الكبري، وارتباط ذلك بعمليات التنمية هناك. كما أن تراجع عائدات النفط خلال السنوات الأخيرة، نتيجة انخفاض سعر برميل البترول عالميا، وتأثير ذلك علي ميزانيات دول الخليج أدي إلى تسارع الاهتمام بالرؤية الاقتصادية المستقبلية لهذه الدول، والخطط والآليات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤي.

لكن بعض الدول مثل سلطنة عُمان كانت سباقة في التخطيط لمستقبل اقتصادي وتنموي يراعي تنويع قاعدة الإنتاج الاقتصادي، وعدم التركيز علي عائدات النفط فقط، فأطلقت سلسلة من الخطط الخمسية منذ عام 1976، والتي علي أساسها أعلنت عام 1995 رؤيتها الاقتصادية (عُمان 2020)، التي تقوم علي تنفيذ مشاريع مختلفة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد مصادر دخل جديدة بجانب الموارد المالية التي تحصل عليها من مشاريع النفط والغاز.

وهو مايمثل ترجمة دقيقة لتصريحات السلطان قابوس بن سعيد المتعددة منذ سنوات طويلة، والتي كان يؤكد فيها السعي الدؤوب لبناء القدرات الذاتية والاهتمام بتنمية الموارد الاقتصادية بما يخفف الاعتماد على النفط ويسهم في مواجهة تقلبات السوق النفطية وسلبيات الركود الاقتصادي العالمي، لتتوافر للاقتصاد الوطني وباستمرار القدرة على إنجاز مشاريع جديدة. وفي هذا السياق تطلق السلطنة فى يومي 27 و28 يناير الحالي المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية عُمان 2040، التي تتضمن تحديد الفرص المتاحة والاستغلال الأمثل للمزايا النسبية وأهمها الموقع الجغرافي المهم، بجانب استغلال كل قطاع اقتصادي آخر يمكن أن يسهم في تنويع مصادر الدخل القومي، مع تأكيد أهمية التوزيع المتوازن للتنمية في المحافظات العمانية بما يتناسب مع حجم واحتياجات كل محافظة.

وهنا لابد من الإشارة إلي نقطة مهمة لاحظتها خلال متابعتي للخطط والرؤي التي أطلقتها معظم دول الخليج العربي، لتنويع مصادر الدخل وقاعدة الإنتاج الاقتصادي، وتقليص الاعتماد علي عائدات النفط وحده، فالرؤية العمانية الجديدة لم تنفرد الحكومة بإطلاقها وصياغة تفاصيلها كاملة، وطرحها للتطبيق بعيدا عن آراء مختلف فئات المجتمع. ولكن عملت منذ عام 2013 علي استطلاع رؤي جميع شرائح المجتمع العُماني لتقييم الخطط السابقة، ورسم خطة للنمو الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة لتحديد المشاريع التي من المهم تنفيذها خلال العقدين المقبلين (2020-2040)، من خلال وضع الإستراتيجيات والخطوط العريضة والأهداف المستقبلية والخطة الزمنية لتنفيذ مشاريع كل قطاع اقتصادي، بالتعاون مع القطاع الخاص الذي يمثل محورا رئيسيا في أي تخطيط مستقبلي في ظل الظروف والتحولات والمتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم على كل الأصعدة. وتم تشكيل لجان بالمحافظات والقطاعات المختلفة للإعداد للرؤية الجديدة، انتهت إلي عقد ملتقى استشراف المستقبل منذ شهور، الذي ناقش السياق المستقبلي للرؤية، خلال المرحلة المقبلة، بجانب إعداد السيناريوهات المستقبلية لأي أمر محتمل يمكن أن تتعرض لها، وكان بمنزلة تجمع وطني شارك فيه مختلف أطياف المجتمع العُماني، يمثلون الشباب والأكاديميين والإعلاميين والطلاب، والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني. أما المؤتمر الوطني الذي سيعقد الأسبوع المقبل فسيهتم بتحليل الإستراتيجيات المختلفة للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وتحديد التوجهات الإستراتيجية والأهداف للقضايا الرئيسية وجوانب القوة والضعف لكل محور، وصياغتها ومراجعتها.

لكن مما لاشك فيه أن محور الاقتصاد والتنمية سيكون هو الأبرز لا سيما في ظل التذبذب الذي تشهده أسعار النفط العالمية، وانعكاسات ذلك على الوضع الاقتصادي، وكيفية التكيف مع الواقع الجديد الذي ينتج عن ذلك، الأمر الذي يتطلب بناء اقتصاد متنوع قوي وديناميكي، قادر على التفاعل بمرونة مع الأوضاع والتغيرات المقبلة. خاصة أن التقارير الاقتصادية الدولية تتوقع أن يحصل الاقتصاد غير النفطي على المزيد من الدعم من قطاع السياحة، وبالتالي فإنه من المحتمل أن يبلغ متوسّط معدل نمو القطاع غير النفطي نسبة 3.5% في 2019 و2020، بينما معدل النمو في القطاع النفطي 3.3% سنويا، لذلك فإن السلطنة تسعي لاستغلال موقعها الجغرافي الفريد في جذب مزيد من السياح، ليكون هذا القطاع إحدى الركائز الأساسية في اقتصاد مابعد النفط.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرؤية الاقتصادية المستقبلية للخليج الرؤية الاقتصادية المستقبلية للخليج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon