توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

بقلم - نبيل نجم الدين

 بعد مرور يوم على نقل السفارة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي إلى القدس، والمجزرة التي صاحبته ضد الفلسطينيين العزل؛ هالَني وأنا أتابع وسائل الإعلام الغربية وخلقها قضية رأي عام مِن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين (19 سنة) والتي قتلت الرجل الذي أجبرت على الزواج به، وصدر ضدها حكم بالإعدام. ومع احترامنا لمأساة نورا حسين، وعدم احترامنا لمجتمعات تغض الطرف عن جريمة إجبار الفتيات بعامة، ودون السن القانونية منهن بخاصة على الزواج، فلقد شعرت بكثير من الاشمئزاز من ازدواجية إعلامية مقيتة في تطبيق المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ومِن انتقائية خبيثة في طرح الموضوعات وفي توقيتات ذلك الطرح. فها هو بيان وزارة الخارجية الأميركية يقول: «إننا ندين الزواج المبكر والزواج القسري والعنف ضد النساء والفتيات وأثرنا هذه القضية مع حكومة السودان، ونحن نتطلع إلى حل مناسب لقضية نورا حسين، بما يتماشى مع التزامات السودان الدولية في مجال حقوق الإنسان».

وها هو مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يناشد المسؤولين السودانيين العفو عن المرأة نفسها. وها هو الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يقول في بيان رسمي: «إن تطبيق عقوبة الإعدام على فتاة صغيرة عوملت في شكل مروع للغاية سيكون غير عادل للغاية». وها هو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتدخل ويقول أنه لا يوافق على الحكم وأنه يعارض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ. ولم تتخلف منظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشيونال Amnesty International عن الركب.

وها هي شبكة الأخبار الدولية CNN تبث تقريراً عن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين، وتستضيف في استديواتها أحد المحامين السودانيين المشارك في حملة تدعو إلى إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقها، وها هي كبريات الصحف الأميركية والبريطانية تتناول الموضوع في تقارير وتحليلات مطولة.

هكذا إذاً، كل هذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والإعلامية الغربية تنتفض وتعطي من وقتها وجهدها واهتماماتها وسمعتها وصدقيتها الكثير لتسلّط الضوء على مأساة مواطنة سودانية أهدرت آدميتها تحت أعين أهلها ومجتمعها وبصرهم، لكن ماذا عن آلاف بل وعشرات الآلاف من الأخوات الفلسطينيات والسوريات واليمنيات والليبيات والعراقيات والصوماليات اللائي أهدرت أبسط حقوقهن الإنسانية؟ بل ماذا عن التجاهل الدولي لاغتصاب بلد كامل اسمه فلسطين؟ وماذا عن استمراء المغتصب الإسرائيلي المجرم الوقح تكرار جرائمه في اغتصاب الأرض والشعب والقيم والمقدسات كل يوم؟ مجرم يغتصب كل شيء وضحية يقيدها المجتمع الدولي من أبسط حقوقها في الدفاع عن النفس، فإن تجرَّأت في الخروج بمسيرات سلمية مدنية احتجاجاً على جرائم الغاصب المغتصب قوبل الفلسطينيون شباباً وصبايا رجالاً ونساءً بل ورضعاً بالرصاص الحي وقنابل الغاز الكيماوية المحرّمة هذا في ظل صمت القبور من مؤسسات المجتمعين الغربي والعربي أيضاً. كنتُ أتمنى من مؤسسات الغرب الرسمية والشعبية والمدنية والإعلامية أن تشمر عن ساعديها في حملات عنوانها «حق الشعب الفلسطيني في دولته وفي حقوقه المدنية والسياسية»، أو حملة أخرى عنوانها «إلغاء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية»؛ على غرار حملة «إلغاء حكم إعدام نورا حسين».

* كاتب مصري

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon