توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

  مصر اليوم -

الأشهر الحُرم

بقلم - جمال قطب

ما زالت نعمة الله تحيطنا باستمرار الأشهر الحرم، فما زال أمامنا حتى نهاية شهر ذى الحجة ثم يتبعها شهر محرم.

والأشهر الحرم كما يعرف الجميع أربعة أشهر موزعة توزيعا إلاهيا على مدار العام. فيبدأ العام بشهر محرم وهو أول الأشهر الحُرم، ثم تتوالى شهور (صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الأخرى). وبعد مرور هذه الأشهر الخمسة يأتى شهر رجب وهو شهر حرام، وما إن ينتهى حتى تجىء شهور (شعبان، رمضان، شوال) ثم يحل الشهران (ذو القعدة وذو الحجة) وهما من الأشهر الحُرم.

ــ1ــ
توزيع الاشهر الحُرم على مدار العام يلفت النظر ويحتاج إلى تدبر عميق، فالعام يبدأ بشهر حرام (المحرم) ثم 5 أشهر ثم شهر حرام (رجب) ثم 3 أشهر ثم شهرين حرام (ذى القعدة وذى الحجة).
كما يجب أن نلاحظ اتصال نهاية العام ببداية العام التالى، فإذا نحن أمام ثلاثة أشهر حرم متواليات وهى ( ذى القعدة / ذى الحجة / محرم ). وإذا أردنا دقة الوصف قلنا العام 12 شهر الأول محرم، والنصف 6 حرم، والأخيران 11و12 حرم.

ــ2ــ
الخاصية العظمى لفكرة «الأشهر الحُرم» أنها فترة هدنة إجبارية لجميع البشر، أو على الأقل لجميع الشعوب المؤمنة بالله جل جلاله. وهذه الأشهر المحددة رجب منفردا فى وسط العام ثم يتواصل ثلاثة أشهر (ذى القعدة /ذى الحجة/المحرم) تربط نهاية العام بأوله. وتلك حكمة إلهية من واجبنا أن نتدبرها، وليس لبشر كائنا من كان أن يخالف هذا التنظيم الإلهى.

ــ3ــ
والخاصية الثانية للأشهر الحرُم المتتالية (القعدة/الحجة/المحرم) أنها أشهر الميقات السنوى لمرحلة الحج إلى بيت الله الحرام.
ورحلة الحج التى نعرفها الآن ليست فريضة مستحدثة فى القرآن الكريم، بل هى فريضة قديمة منذ خلق الله السماوات والأرض، ونرى ذلك فى قوله تعالى: ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ..)).
وكذلك كما ورد فى أخبار إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإعادة بناء البيت، وغير ذلك كما ورد فى أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا نرى حقيقة «الرحمة الإلهية» حيث قضى بتأمين السكك والطرق فى جميع أنحاء العالم بتحريم الحرب ثم بفرض الهدنة الإجبارية فى أشهر الحج مساعدة للمؤمنين على إنجاز رحلة الحج بيسر وأمان.

ــ4ــ
لو تصورت مساحة العالم وجميع سكانه، وقد التزموا جميعا إما بالفطرة السليمة وميلها إلى السلام والأمن، وإما بالعقل وتوافقه على فكرة «الهدنة الإجبارية لجميع الأطراف» والتزم الجميع بذلك.. لفاز الجميع على المدى السريع بنسبة 33% من العام كفترة سلام وأمن يستطيعون فيها تسيير مصالحهم. وعلى المدى البعيد تحصل البشرية على منحة هدوء وتدبر مدتها ثلاثة أشهر متوالية تقارن فيها بين أعباء الحرب ومزايا السلام، وتقارن فيها بين التقاطع والقتال، وبين التواصل والتعاون والتكافل.

ــ5ــ
كل ما ذكرنا وأكثر منه جاء فى قول الله تعالى فى القرآن: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..))، فهل يستطيع المسلمون نشر هذا المعنى وتزكيته لدى أنفسهم أولا ثم لدى غيرهم من الشعوب؟!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشهر الحُرم الأشهر الحُرم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon