توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرقام الموازنة.. لا تكفي لإصلاح التعليم؟

  مصر اليوم -

أرقام الموازنة لا تكفي لإصلاح التعليم

بقلم - أشرف البربرى

نظرة واحدة على مخصصات التعليم فى مشروع موازنة العام المالى الجديد 2018 /2019 الذى أقره البرلمان قبل يومين تكفى لإثارة شكوك قوية فى جدية الحديث الحكومى عن الإصلاح الشامل لمنظومة التعليم فى البلاد، لأنه «حديث بلا تمويل».
فإجمالى مخصصات قطاع التعليم فى مشروع الموازنة الجديدة يبلغ نحو 115.6 مليار جنيه، مقابل 107 مليارات جنيه فى العام المالى الحالى بزيادة اسمية قدرها 8.6 مليار جنيه أى بنسبة 5%، فى حين أن معدل التضخم المستهدف فى العام المالى المقبل هو 13%، وهو ما يعنى انخفاض القيمة الحقيقية لمخصصات التعليم خلال العام المالى الجديد بنسبة 8% عن العام المالى الحالى.
إذن لغة الأرقام تقول إن الحكومة تملأ الدنيا ضجيجا عن خطط إصلاح التعليم وتطويره، فى حين أنها لم توفر التمويل المطلوب لتنفيذ هذه الخطط، وهو ما يعنى أن عملية إصلاح التعليم أشبه بمحاولة تشغيل برامج وتطبيقات الجيل الخامس للتليفون المحمول (5 جى)، مع تليفون أرضى قديم أو على أحسن الفروض مع تليفون محمول عتيق ماركة «نوكيا 3310» أو «إريكسون 688» من عصر ما قبل «الآيفون» و«الأندرويد».
للأسف الشديد ما قرأناه من أرقام فى مشروع الموازنة العامة الجديدة، وما نراه من إصرار على بدء تطبيق نظم التعليم الجديدة بدءا من مرحلة رياض الأطفال وصولا إلى تغيير نظام الثانوية العامة اعتبارا من السنة الدراسية الجديدة، يؤكد أن الحكومة اختارت، وكما هى عادة كل الحكومات، الإصلاح الشكلى غير المكلف والذى لا يدفع ثمنه إلا المجتمع والأسرة والطلاب دون أى مردود حقيقى على مستوى الطالب ولا كفاءة الخريج.
والحكومة التى تردد ليل نهار أنه «لا إصلاح بدون ثمن» عندما يتعلق الأمر بما يتم فرضه على المواطن من ثمن وما يتحمله من أعباء، هى نفسها التى تريد «إصلاح التعليم بدون ثمن»، فتصر على تغيير نظام التعليم فى البلاد، بدعوى تطويره، دون أن توفر التمويل اللازم لضمان نجاح النظام الجديد، سواء من خلال توفير البنية التحتية المطلوبة من فصول دراسية ومعامل وشبكات معلومات، أو من خلال سد العجز فى أعداد المدرسين ورفع كفاءتهم حتى يمكنهم «تشغيل النظام الجديد».
الأرقام التفصيلية لأوجه إنفاق مخصصات التعليم لا تشير إلى أى تحسن محتمل فى البنية التحتية للنظام التعليمى سواء أكانت حجرا أو بشرا. فمخصصات الأجور زادت من حوالى 84.1 مليار جنيه فى العام المالى الحالى إلى 89 مليار جنيه فى العام المالى المقبل. وإذا عرفنا أن الحكومة قررت زيادة أجور العاملين فى الدولة بنسبة 10% تقريبا، فهذا يعنى أنه لا توجد أى فرص حقيقية لزيادة أعداد المعلمين وسد العجز فى المدارس. كما أن أرقام الاستثمارات غير المالية (الاستثمارات) التى تبلغ فى موازنة العام المقبل 15.2 مليار جنيه مقابل 13.7 مليار جنيه، مع معدل تضخم يقدر بـ 13% تقول إنه لا توجد فرصة حقيقية لتطوير المدارس وتجهيزها من أجل توفير متطلبات الاستفادة من النموذج الفنلندى أو السنغافورى أو اليابانى أو حتى الهندى فى التعليم، كما تقول الحكومة.
إذن تجاهل الحكومة لتوفير التمويل اللازم لتطوير التعليم باعتباره قاطرة النهضة الحقيقية، يعنى ببساطة الحكم على خطط الإصلاح والتطوير بالفشل قبل أن تبدأ، مهما كان إخلاص القائمين على هذه الخطط والداعمين لها وصدق نواياهم لأنه لا «إصلاح بدون ثمن» كما تقول الحكومة.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرقام الموازنة لا تكفي لإصلاح التعليم أرقام الموازنة لا تكفي لإصلاح التعليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon