توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب

  مصر اليوم -

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب

بقلم - محمد أبو الغار

مما لا شك فيه أن الوطن الغالى معرض لمخاطر عديدة أهمها المخاطر الاقتصادية، ثم مشكلة الإرهاب الداخلى والإرهاب على الحدود فى سيناء وأيضاً على الحدود الليبية. عندما تكون الأمة فى هذا الوضع، عليها أن تدافع عن نفسها بتحفيز كل القوى والأفكار والجبهات الوطنية الممكنة.

أكتب ذلك بعد أن أنهيت بصفة نهائية، منذ ثلاثة أعوام، مشاركتى فى أى نشاط سياسى بطرق مباشرة أو غير مباشرة، واكتفيت بكتابة رأيى لما أرى أن فيه صالح الوطن ومستقبله. أعتقد أن هناك قطاعين مهمين فى مصر عندهما غضب دفين ويلزم الحوار معهما بقلب مفتوح تليه مصالحة. القطاع الأول هو القوى المدنية المصرية بكافة أطيافها. فالغالبية العظمى منها، وهم نخب المثقفين والمفكرين ورجال الأعمال، حريصة على مستقبل الوطن ولا تريد فوضى، وجزء كبير منها ليس منظماً فى أحزاب أو هيئات وهى قوة هامة ومؤثرة. هذه القوى ليس لها علاقة بالتطرف ولا الإرهاب من قريب أو من بعيد، وهذه القوى هى التى قادت 30 يونيو بعد أن فشل الإخوان فى إدارة الوطن. وهى تتكون من مجموعات ليبرالية ومجموعات ديمقراطية اجتماعية وأخرى من جميع أطياف اليسار، وهناك تيار كبير ليس له توجه أيديولوجى واضح ولكنه وطنى وعنده وعى ويريد أن يعبر عن رأيه فى مستقبل الوطن.

المجموعة الثانية هى الأعداد الرهيبة من الشباب المصرى (60% من الشعب) الذى يشاهد الفضائيات طوال الوقت ومعظمها ليست مصرية لأسباب معروفة وتتعلق بضآلة حجم الحرية فى القنوات المصرية والتشابه فى محتواها. هذه القنوات الخارجية لها تأثير بالغ على الشباب ومستقبل الوطن. ثم وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت بسبب الشبكة العنكبوتية هى التى يتلقى منها هذا الشباب معلوماته اليومية بعضها أخبار صحيحة وهامة ولكنها محجوبة عن وسائل الإعلام المصرية، وبعضها أخبار مكذوبة ومواد تحريضية.

محاولة إغلاق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى لم تأت سوى بنتائج عكسية ويخترقها الشباب بالتكنولوجيا الحديثة، وهى تسىء إلى وضع مصر عالمياً فى ظروف اقتصادية صعبة ونحن فى أمسّ الحاجة لتحسين صورة النظام وجذب السياح وإعطائهم الطمأنينة.

هناك أعداد من القوى المدنية وراء القضبان الآن فى قضايا معظمها لم تقدم للمحاكمة، والبعض قد تم الحكم عليه. وجود هؤلاء فى السجون الآن يسبب غضباً كبيراً، ومن المفروض أن يجذب النظام هذه المجموعات إلى صفه. وأعتقد أن هذه السياسة لم تحقق المطلوب منها فعدد الغاضبين يزيد والكثيرون يشعرون أن معظم القوى الوطنية السجينة مظلومة وهم لم يكونوا ولن يكونوا أبداً إرهابيين، وقد سجنوا فقط بسبب إبداء الرأى.

أما المجموعة الثانية من ملايين الشباب فتعانى أيضاً من مشاكل اقتصادية رهيبة بسبب الظروف العامة، وفى نفس الوقت معظمهم عنده قدر من التعليم وحب المعرفة، ولذا فهم يشاهدون الآن مظاهر بذخ رهيب موجودة فى الإعلانات وعلى الإنترنت ويشعرون بإحباط شديد بسبب هذه الفجوة الكبيرة فى الدخول بينما الكثير منهم تحت خط الفقر. والأمر الآخر هو رغبتهم فى الاشتراك ولو بالرأى فى مستقبل الوطن، وأصبحت كلمة الديمقراطية، وحرية الرأى، أمرا يستمعون إليه ويقرأون عنه بصفة مستمرة. أما المؤتمرات الشبابية التى يقيمها الرئيس فهى لا تمثل غالبية الشباب.

أكتب هذه المقالة لأننى أعرف الصعوبات والمخاطر الخارجية والداخلية فى الاقتصاد والإرهاب. الظروف العالمية كلها فى علم الغيب ونحن نعرف من التاريخ أن الظروف الشرق أوسطية والعربية يحدث فيها تغييرات سريعة لا نعلم مدى تأثيرها إيجاباً أو سلباً علينا. نحن نريد أن تقوى الجبهة الداخلية بجميع القوى المدنية التى هى قوى وطنية ومن أهم أجنحتها الأقباط المصريون وخاصة الفقراء منهم فى الصعيد الذين يجب أن يشعروا بالطمأنينة والاستقرار، ويجب أن ينفذ القانون بصرامة لمنع الاعتداء عليهم وعلى كنائسهم، وهى أمور أعتقد أنه يمكن وضع حد لها إذا أخذت الأمور بجدية على أنها السياسة العليا للدولة.

لا أحد يريد الفوضى ولا التخريب. القوى المدنية تريد بناء مصر وتريد أن تشارك إيجابياً وعملياً وأن تعطى لها الفرصة فى ذلك. التاريخ علمنا أنه فى وقت الأزمات يجب أن نجمع معنا كل القوى التى يمكن التفاهم معها. وأعتقد أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة، ويجب تشجيع النظام الحاكم على اتخاذها وتبدأ بالإفراج عنهم جميعاً والعفو عن المحكوم عليهم؛ لأن هذه الخطوة هى التى سوف تثبت أقدام النظام وتساعده على حل المشاكل وتمنع أى قلاقل وتجعل الناس أكثر تقبلاً للمصاعب الاقتصادية وتمنع أى ضغوط خارجية على مصر.

قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon