توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدبولى بين البيان والتبيين

  مصر اليوم -

مدبولى بين البيان والتبيين

بقلم : مصباح قطب

أعرف أن سيلاً من الكتابات سينهمر من صباح اليوم فى نقد بيان الحكومة، وهناك مخزن ملىء بنوعية من الانتقادات المعروفة- والعقيمة- يتيح لكل كاتب من مرتاحى البال أن يسحب منه مجانا كيف يشاء، ليصف بيان الحكومة بأنه مخيب للآمال ومحبط ولم يقل متى سنشعر بثمار التنمية، وأنه لم يراع المواطن المطحون، ولم يتناول قضايا الفساد بجدية ولم يتطرق إلى صفر المونديال وتجاهل كذا وكيت وامتلأ بعبارات إنشائية وتكرارات لما سبق... إن مثل هذه النوعية من الكتابات لا تقدم ولا تؤخر، ولا أزعم فى المقابل أنى أبوالعلاء الذى سيأتى بما لم يأت به الأوائل، ولكن أدعو إلى أن يكون نقد بيان الحكومة عملا يتفق وأهمية هذه الوثيقة، يجب على الكتاب والساسة المعنيين، معارضين أو مؤيدين، أن يبذلوا الجهد المناسب لتقديم نقد يملأ العين ويشرح الصدر.. المنشطر كربا. نقد يمكن الإفادة منه. يمكن أن يتم بتجهيز قراءة إحصائية مقارنة، ودعوة شخصيات مثل أحمد جلال وجودة عبدالخالق وعلى المصيلحى وزياد بهاء الدين وجمهور مختار لمناقشة البيان. مبدئيا، سار الدكتور مدبولى فى صياغة بيانه أمس على نهج سابقيه إلى حد كبير وحشده بخليط من الكلمات الضخمة (الأمن القومى) والأفكار الكبيرة والإجراءات والسياسات والمشروعات والتمنيات والتحديات، واستخدم بكثافة عبارات ومفردات ذات إيقاع يفترض أن يكون إيجابى التأثير، مثل: المدن الخضراء والاستدامة ولن آترك فقيرا وحقوق الإنسان وأمن الطاقة والأمن المائى وبناء الإنسان والحفاظ على الهوية وتكافؤ الفرص والتأمين الصحى الشامل والإطار الفكرى للبرنامج والاحتوائى والإصلاح المؤسسى والصناعة التحويلية والشمول المالى... إلخ.

ومن معايشة عن قرب لكيف يُصنع بيان الحكومة فى مصر، أقول إنه يعتمد على ما يرد إلى رئيس الحكومة من بيانات الوزارات وهى ضفيرة من بعض الإنجازات والخطط والمشاريع الحالية والمقبلة والتمنيات والتستيفات، ويتم طبخ كل ذلك فى النهاية على أيدى بيروقراط. لهذا كنا ننتظر من أستاذ التخطيط العمرانى أن يقدم بيانا ذا هندسة مختلفة، يكون قصيرا بحيث يتراوح من 6 إلى 8 صفحات، ويبدأ بعرض موجز للأهداف القومية التى تعمل عليها الدولة كلها على الأجل الطويل- ومنها الحكومة التى لها أجل قصير فى النهاية- مثل حماية الأمن القومى...، وهى الأهداف أيضا التى ينص عليها الدستور ومواثيق الدولة وبيان رئيس الجمهورية بعد حلف اليمين، إلى جانب عرض  موسع لسياسات وأهداف الحكومة وكيفية تمويلها وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها.

مصر تفتقد إلى منهج لإعداد البيان منذ أربعين سنة، ونحن ننتظر من رئيس الحكومة المعمارى تبينيا لا مجرد بيان، فقد فارت النفوس بالغضب من النغم السارى، نغم الإصلاح الذى أشاد به العالم، حيث خارت من «نجاحه» البطون والأنفس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدبولى بين البيان والتبيين مدبولى بين البيان والتبيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon