توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف

  مصر اليوم -

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف

بقلم - نبيل عبد الفتاح

يشكل التطرف العنيف واحدًا من أخطر الظواهر الاجتماعية والدينية والسياسية فى المجتمعات العربية والإسلامية، ويعتمد على عديد من المصادر المحركة والمحفزة على انتهاج سلوكيات خطيرة تؤدى إلى تهتك النسيج الاجتماعى والاستقرار السياسى، وقد تؤدى إلى انخراط بعض الأشخاص فى بعض المنظمات الإرهابية على نحو ما حفل به عديد من ملفات القضايا الجنائية لبعض الجماعات الإسلامية السياسية الراديكالية، التى مارست العنف منذ عقد السبعينيات من القرن الماضى، وصولا إلى تنظيمى القاعدة وداعش.

فى مواجهة هذا الفكر المتطرف والجهاز الإفتائى لهذه الجماعات، تحاول بعض الأجهزة الإفتائية الرسمية العربية، التصدى لهذا النمط من الآراء أو الخطابات الدينية المتطرفة والإفتائية، وهو جهد مشكور، ويحتاج إلى تطوير، وفى هذا الإطار لابد من دراسة المقاربات المتبعة فى بعض البلدان العربية لمواجهة الفكر المتطرف عموما، وفى إطار الجماعات الإسلامية السياسية والراديكالية على وجه الخصوص. ثمة عديد الأسئلة تثور قبل الحديث عن المقاربات التى اتبعت لمنع ومواجهة التطرف والتطرف العنيف فى بعض البلدان، يمكن إيراد بعضها فيما يلى:

أولاً: هل هناك دراسات تمت على الصعيد الرسمى حول التطرف وأسبابه واتجاهاته على المستوى الأمبريقى، حول بعض الخطابات الأيديولوجية السياسية أو الدعوية أو الإفتائية؟

ثانيًا: هل ثمة دراسات رسمية أو بحثية تمت على بعض الذين مارسوا التطرف والتطرف العنيف فى بعض القضايا الجنائية السياسية؟

ثالثًا: هل هناك دراسة حول أسباب ومصادر إنتاج التطرف والتطرف العنيف فى بعض الأوساط الاجتماعية الحضرية أو الريفية، وفى إطار أى الشرائح الاجتماعية ينتشر الفكر المتطرف؟

رابعًا: هل تمت دراسة للمناهج الدراسية فى نظامى التعليم المدنى والدينى، وتحديد المواد التى تحض على التطرف؟ وهل تم بحث الفلسفة التعليمية التى تتأسس عليها المناهج، وتشكل بيئة حاضنة لقبول الفكر المتطرف؟

خامسًا: هل تمت دراسة مناهج التعليم فى اللغة العربية وآدابها، وفى المواد الدينية بالنزعة النقلية وعلاقة بعضها بالفكر المتطرف؟

سادسًا: ما هى البنى الفكرية التى تحض على الحوار والنقد والتسامح وقبول الآخر الدينى أو المذهبى أو السياسى أو الفكرى؟.

سابعًا: هل هناك دراسات حول نظام إنتاج الفتاوى والخطابات الدعوية الرسمية؟ هل هناك دراسة على عينات من فتاوى بعض الوعاظ والمشايخ فى المساجد الرسمية والأهلية فى بعض المناطق الحضرية والريفية للتعرف على نمط الإفتاء من أعلى والإفتاء من أسفل؟ هل تمت دراسة سوسيو-دينية لنمط الأسئلة الدينية والاقتصادية والاجتماعية الشخصية والطائفية التى يطرحها الأشخاص وإلى أى الفئات الاجتماعية ينتمون؟ .

ثامنًا: هل تم بحث أنماط الأسئلة والمشكلات المطروحة على الجهاز الإفتائى، وهل هى أسئلة حقيقة أم أسئلة زائفة؟ إلى أى مدى يطبق طالبو الاستفتاء الإفتاءات التى تقدم لهم من بعض رجال الفتوى الرسمية؟ للكشف عن مدى جدية الطلب الاجتماعى على الفتوى!

تاسعًا: إلى أى مدى تؤثر ذكورية الموروث الإفتائى التأسيسى وما بعده على ذكورية الفتاوى الراهنة، وعلى مجافاة مبدأ عدم التمييز الجنوسى أو الجندرى؟.

عاشرًا: هل هناك بحوث حول النمط أو الأنماط الإفتائية حول المسيحيين أو اليهود أو غيرهم من أتباع الأديان والعقائد الدينية الوضعية غير السماوية؟ وإلى أى مدى تتوافق أو تتناقض مع الحرية الدينية فى الإسلام، أو فى الوثائق الدولية التى وقعت الحكومات العربية وصادقت عليها؟.

حادى عشر: هل هناك دراسة للعلاقة بين السياسى والدينى حول التطرف والتطرف العنيف والإرهاب فى سياسة وإنتاج وأداء الجهاز الإفتائى الرسمى أو الأهلى فى الدول العربية؟

ثانى عشر: هل تم بحث العلاقة بين أنماط التنشئة الاجتماعية السائدة فى أوساط شرائح اجتماعية محددة، وبين التطرف والتطرف العنيف؟ وهل درست السياسة التربوية السائدة فى بعض المدارس، وبين نزاعات التطرف والتطرف العنيف؟

ثالث عشر: هل تم دراسة مدى فعالية نمط الإفتاء الرسمى فى مواجهة أنماط التطرف والتطرف العنيف والإرهاب؟

إن نظرة على الواقع الراهن للحقل الدينى الرسمى واللارسمى، والسياسة الدينية الرسمية، ودور المؤسسات الدينية، تشير إلى غياب غالب هذه الدراسات الأساسية التى يمكن فى ضوئها صياغة سياسة دينية رسمية، وإستراتيجيات لمواجهة أنماط الفكر المتطرف والإرهابى.

الخطابات الشائعة من كبار رجال الدين والإفتاء فى عديد من البلدان العربية غالبًا تعيد إنتاج مقولات شعارية عامة، وذات طابع دفاعى، تنزه الإسلام العظيم من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الإرهابية والوحشية التى قامت بها داعش والنصرة، وذلك دونما دراسة للأطر المرجعية والتأويلية التى اعتمدت عليها فى تسويغها لهذا النمط من السلوك الوحشى غير المألوف والذى أساء للقيم الإسلامية الفضلى.

من ناحية أخرى لم نجد دراسات مشتركة لبعض من المتخصصين فى الفقه والتفسير والإفتاء وعلم الاجتماع والنفس فى دراسة بعض هذه الجماعات، أو تحليل بعض ملفات التحقيقات الجنائية مع بعض المنخرطين فيها، ودراسة دوافع انضمامهم لها، وخلفياتهم الاجتماعية، والبناء التنظيمى لهذه الجماعات، والتركيبة الأيديولوجية والمرجعية الفقهية والإفتائية لها، واستراتيجيات التجنيد... إلخ.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon