توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

بقلم : عبدالعظيم درويش

بالتأكيد لن أكون مبالغاً إذا اعتبرت أن الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، أكثر الوزراء «حظاً» عن سابقيها الذين شغلوا هذا المنصب على مدى السنوات العشر الماضية، ولمَ لا؟! فكل الظروف التى تحيط بنا أصبحت فى صالحها تماماً، ولم يتبق أمامها سوى أن تعمل وتنجز هى وكامل وزارتها بل وجميع وزارات الحكومة على فتح أسواق سياحية جديدة «غير تقليدية» لتعويض الفترة الماضية التى شهدت «جزراً» واضحاً انتكست به حركة «المد السياحى» -التى عايشنا انتعاشها قبل يناير 2011- إلا أنها تراجعت بعد ذلك وعانت مما يشبه الجفاف، بل ووصل الأمر إلى حالة من «التشقق» أصيبت به من جراء هذا الجفاف..!

رئيس يجوب العالم شرقاً وغرباً يحمل معه «ملف الاستثمار» لتنشيط الاقتصاد فى أسرع وقت وفى مقدمته «السياحة» بالطبع التى تُعد من أكثر المصادر المهمة للدخل القومى، إذ إنها ساهمت بنسبة 10% من الدخل القومى وقت الذروة فى عام 2010 إلا أنها تراجعت إلى 4% فقط فى عام 2017 وجميعنا يعلم أسباب هذا التراجع..!

قبل ما يقل عن نحو الشهر كانت مصر وتحديداً شرم الشيخ «قبلة للعالم أجمع» إذ تجمع فيها ممثلو 28 دولة بالاتحاد الأوروبى ونحو 21 دولة عربية تضمها جامعة الدول العربية فى أول قمة عربية أوروبية «الاستقرار والاستثمار» وهى قمة تاريخية غير مسبوقة -بين الجامعة والاتحاد الأوروبى- تجسد مكانة مصر السياسية حالياً على الساحة الدولية ودورها المركزى فى المنطقة كـ«حلقة وصل» ونقطة التقاء للحضارة العربية والأوروبية، وهو ما يعد فرصة ذهبية أمام وزارة السياحة ووزيرتها وهيئة تنشيطها للتحرك النشط لفتح أسواق سياحية جديدة غير تقليدية إلى جانب الأسواق التقليدية.

أيضاً بعد ما يقل عن 3 أشهر مقبلة تشهد مصر ومدن عديدة بها «القاهرة، والإسكندرية والإسماعيلية، والسويس وبورسعيد» مباريات كرة القدم فى بطولة كأس أفريقيا التى فازت بتنظيمها مصر بعد سحبها من الكاميرون والتى يشارك فيها 24 منتخباً يمثلون 10 دول أفريقية، وهو ما يعد أيضاً فرصة ذهبية أخرى لترويج السياحة الأفريقية من الجانب الرياضى بشرط أن تتنازل الوزارة عن تقليديتها التى مللنا منها بالاكتفاء بسياحة الآثار «الأهرامات وأبوالهول»..!

من المؤكد أن لـ«مصر» سجلاً حافلاً من النجاح فى تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية أربع مرات فى 1959 و1974 و1986 و2006 ولو كنا قد أجدنا استثمار كل ذلك فى هذا الوقت لكانت السياحة الأفريقية والرياضية لنا فى مستوى آخر تماماً، خاصة وقد سبق لنا تنظيم بطولة كأس العالم للخماسى الحديث التى شاركت فيها 31 دولة من مختلف قارات العالم المختلفة وهو ما كان ينبغى علينا استثمار كل ذلك فى تنشيط الحركة السياحية الرياضية الوافدة إلينا من مختلف دول العالم.

لا أحد يمكنه أن يجادل فى أن السياحة فى مصر تُعتبر من أهم أشكال السياحة على مستوى العالم، حيث إنه يوجد بمصر الكثير من الأماكن السياحية سواء الترفيهية أو الثقافية أو الدينية، بالإضافة إلى أن مصر تزخر بالعديد من المعالم السياحية والمتاحف والآثار، وتحتوى أيضاً على العديد من القرى والمنتجعات السياحية، غير أننا لم ننتبه إلى أهمية المنتجعات السياحية التى تتمثل فى الساحل الشمالى الغربى الذى بدلاً من استثماره فى سياحة المؤتمرات الدولية طوال العام جرى زراعته بالمبانى الأسمنتية وتحول إلى مكان لا يجرى استغلاله سوى بضعة أيام فى شهور الصيف ليصبح مهجوراً طوال بقية شهور العام.

ولأننا نجحنا أيضاً فى القضاء على «فيروس سى» اللعين إلى درجة أصبحت مصر دولة رائدة حقاً فى علاجه بأقل التكاليف فى غيرها من الدول، مما دفع ساحر الكرة العالمى «ميسى» إلى زيارة مصر قبل أقل من عامين لدعم مبادرته بدفع مواطنيه ومواطنى الدول الأوروبية إلى زيارة مصر للعلاج والسياحة أيضاً بتكاليف أقل من تكاليف العلاج فقط فى بلدانهم.. غير أنه للأسف أضعنا هذه الفرصة بسبب تصرف خاطئ من مسئول وتجاوزه كل الحدود معه، وربما كان «غروره» بأنه رجل مشهور قد هيأ له «تفوقه» على نجم الكرة الدولى ولم يشفع له اعتذاره عن هذا التجاوز..!

غير أننا سرعان ما أهدرنا الفرصة الثانية بسبب البيروقراطية «العنكبوتية» وهى «زيارة نجم السينما الأمريكية العالمى ويل سميث» وكأنها لم تكن مثلما أضعنا فرصاً عديدة وفى مقدمتها مباركة بابا الفاتيكان فرنسيس «أيقونة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر».. إذ كان البابا قد دعا نحو 2 مليار مسيحى فى العالم إلى زيارة معالم رحلة العائلة المقدسة فى مصر..! والغريب أننا لم ننجح فى استثمار الزيارة الأولى للبابا نفسه لمصر سياحياً وفشلنا فشلاً ذريعاً فى استثمارها اقتصادياً وأهدرنا فرصة اعتبارها بداية لانفتاح سياحى دينى غير محدود إذا ما كانت وزارة السياحة وهيئة تنشيطها قد أحسنت استثمارها والتى لم ولن تستطيع أى منهما تحقيقها حتى ولو أنفقتا ملايين الدولارات لتسويق المنتج السياحى المصرى، خاصة السياحة الدينية.!

وقتها اعتبرت «وزارة السياحة وهيئة تنشيطها» أن صورة قداسته -وهو يرقب من شرفة سفارة الفاتيكان التى اتخذها مقراً لإقامته شريان الحياة فى مصر «نهر النيل» والتى كانت تصلح منشوراً عالمياً للسياحة فى مصر- كأنها لم تكن، وأعتقد أن كل ما فعلته الوزارة مع هذه الصورة هو إيداعها ضمن أرشيفها إذا كانت لا تزال موجودة حتى الآن ولم توضع مفرشاً لساندويتشات الفول والطعمية لزوم إفطار الموظفين..!

وكعادتنا فى إعمال كل عوامل «الفهلوة وفتح الصدر» أعلنت وزارة السياحة بعدها استعدادها لاستقبال أول رحلة سياحية على طريق «العائلة المقدسة» خلال شهر مايو الماضى دون اتخاذ أى ترتيبات لتجهيز نحو 19 موقعاً فى مختلف محافظات مصر، بدءاً من رفح مروراً بالقاهرة ومحافظات الوجهين القبلى والبحرى، وهو ما لم يتحقق ويبدو أن التقويم بالوزارة مغاير تماماً لتقويمنا المعتادين عليه..!

بقى شىء واحد أن علينا كمواطنين أن نعى أن للرواج السياحى فى مصر أثراً إيجابياً واضحاً فى تنمية الاقتصاد، وبالتالى فإن انعكاس ذلك سيعود على تحسين مستوى معيشتنا، ولذا يجب أن يكف البعض عن معاملة السائح المقبل إلينا على أنه «نهيبة» يجب افتراسها من جانب سائقى سيارات الأجرة أو أصحاب الجِمال والخيول فى منطقة نزلة السمان والأهرامات أو من جانب أصحاب البازارات.. ولك يا أحلى اسم فى الوجود ولمواطنيك السلامة.. ولحركة السياحة إليك كل الرواج.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالعظيم درويش عبدالعظيم درويش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon