توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاربة الفقر مهمة عاجلة

  مصر اليوم -

محاربة الفقر مهمة عاجلة

بقلم - سعديه شعيب

»الاصلاح الاقتصادى».. والاهتمام بالفقراء وأسرهم، لماذا هو أول وأهم ملفات اهتمامات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى فترة رئاسته الثانية؟.. «كما نوهنا فى مقالنا الأسبوع الماضى»، الإجابة واضحة وجلية: وهى أن الطبقة الفقيرة هى الأولى والأهم بالرعاية من غيرهم، لنسيان الحكومات السابقة والمسئولين فيها لمشاكلهم وصعوبة حياتهم وشدة معاناتهم، وتجاهلهم لشكاواهم المتعاقبة والمستمرة دون استجابة حقيقية، فعندما تتعمق فى أحوال الفقراء تجد تدنيا ملحوظا فى مستوى معيشتهم بدرجة لاتتناسب وقيمة الانسان الذى كرمه الله على الأرض فكثيرون منهم يبحثون فى قمامة الأغنياء ويقتاتون منها، وقد أكدت دراسات عديدة أن الذين يسكنون البيوت العشوائية البائسة يتعرضون خارج أبوابها لكثير من التمييز والتفرقة المجتمعية «فهذا ابن الغنى المعروف وهذا ابن الفقير العدمان» كما أن العائلات التى تعانى الحرمان والفقر يتعرض أبناؤها لكثير من المصائب والمحن حين يضطرون «وهم فى سن مبكرة» الى الخروج الى معترك الحياة والعمل لمساعدة آبائهم، ويضطرون للتعامل مع أناس أغنياء يرون على أرض الواقع كم الحياة التى يعيشها هؤلاء مترفة وسهلة؟.. وفى المقابل تكون أبسط الأشياء بعيدة عن متناول أيديهم الفقيرة ، فلاغرابة أن يشعر الفقراء بالغبن والظلم فى ظل الظروف المحيطة ، ولعل هذا يفسر ضخامة أعداد المجرمين فى مدن وعواصم العالم التى يعانى معظم سكانها الفقر بنسبه المتفاوتة، ولايمكن على الاطلاق أن تولد مشاعر حسنة من رحم الحقد والغيرة، لذلك فإن الكثير من الفقراء الذين وجدوا وعاشوا فى ظروف صعبة يظنون أن تحقيق الغلبة على الأغنياء يكون عن طريق الحصول على الأموال «بالفهلوة والنصب» أوبطرق غير مشروعة ودون العمل على استحقاقه بالكفاح والعمل الجاد، فمما لاشك فيه أن الفقر هو صانع اللصوص ومفرخهم، ولعل من المناسب أن نشبه الفقر المدقع لدى صاحبه «كارتدائه لقميص من نار» لايستطيع التخلص من آلامه الحارقة الا بالتخلص منه، وقد عرف العالم «برو يير» الفقر بأنه أبو الجرائم»، وفى رأيه: أن الاخلاق تتآكل فى وجود الفقر كما يتآكل المعدن الذى يقطر فوقه الماء، ذلك لأن الفقر هو أسوأ أشكال العنف الموجه ضد الأفراد، وهو السبب الرئيسى لجشع المجتمعات الثرية التى غالبا ما تستغل الفقراء لاحراز المكاسب الهائلة، ثم بعد ذلك تعايرهم بفقرهم وتحتقرهم وتشمئز وتنفر منهم، عبر عن تلك الحالة المثل الريفى الشائع الذى يقول: «الفقير رائحته شينه» فهو شقيان عرقان ، لاتعطر جسده رائحة «البرفان» التى تعطر راكبى السيارات الفارهة المكيفة بثيابهم الأنيقة ، والفقير الذى يعانى ضيق ذات اليد تكبله الأمراض ولايجد الرعاية الصحية الفورية التى يلقاها الغنى «بفلوسه». وعلى النقيض من ذلك نجد كثيرين لايكترثون لفقرهم مقابل نزاهتهم وعزة أنفسهم فلايجدون فى الفقر عيبا أوعائقا لتقدمهم واحراز النجاح ويرون : أن الفقر يصقل المواهب التى تخنقها الرفاهية، وأنها السبب الأهم فى تحلى الكثيرين بالفضائل، ونجد فى الحياة أمثالا لأناس فقراء تحدوا فقرهم ومشكلاتهم المادية وبالعمل الجاد صعدوا بأمنياتهم الى أعلى مكانة فى مجتمعهم وحققوا الرفاهية المنشودة! .. «فالفقر لايستطيع اذلال النفوس القوية.. والثروة لا تستطيع رفع النفوس الدنيئة»، ومهما بلغت حاجة بعض الناس ومهما زاد فقرهم وأثقل عليهم الزمن بالتخلى عن «الضروريات قبل الكماليات» فإننا نرى فى فطرتهم الكثير من الكرامة حين يشعرون بفرحة ما جنته أيديهم وما كسبت بدرجة تفوق تلك التى تساق أو تقدم لهم بمساعدة الآخرين، وما الفقر الا حالة يتعرض لها بعض الأشخاص بسبب سوء الأحوال المحيطة فى هذه الحياة وتنجلى بزوال الأسباب، ويتحقق هذا الأمل بتحقيق العدالة المنشودة بالقضاء على الفاسدين والمفسدين والمرتشين على أرض مصر المحروسة . وهذا هو رهاننا مع الرئيس فى المرحلة القادمة.


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الفقر مهمة عاجلة محاربة الفقر مهمة عاجلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon