توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يكره البعض «الانتخابات»؟

  مصر اليوم -

هل يكره البعض «الانتخابات»

بقلم - أنيسة عصام حسونة

عندما نزلت يوم ٢٦ مارس ٢٠١٨ لأعطى صوتى فى انتخابات الرئاسة تصورت أن نزولى فى ساعات النهار الأولى سيسمح لى بالانتهاء من التصويت فى دقائق معدودة على أساس أن الموظفين سيكونون فى مكاتبهم أو مصانعهم والشباب فى جامعاتهم والسيدات إما فى المنازل يعدون للغداء قبل النزول أو فى محال عملهم، وكان من حسن حظى أن لجنتى الانتخابية قد تغير موقعها لتصبح على بعد دقائق من منزلى، وبالتالى ارتديت ملابسى وتوقعت أننى سأعود للمنزل خلال ربع ساعة على الأكثر، وبالفعل عند دخولى إلى شارع اللجنة الجانبى رأيت طابورا قصيرا من السيدات يقف خارج الباب الحديدى للمدرسة المنعقدة بها اللجنة، وكانت هناك حراسة من الجيش خارج السور الأسمنتى للمدرسة، بينما يقف رجال الشرطة عند الباب لتنظيم الدخول إلى اللجنة التى يوجد خارجها مظلة للحماية من الشمس ومقاعد للراحة لمن يحتاج لها، وكنت أرى من خلال الباب المفتوح كراسى بعجلات لغير القادرين على السير، ووقفت بنظام فى نهاية الطابور أنتظر تحركه دون أن يحدث ذلك إلا ببطء شديد.

وبعد حوالى ثلث ساعة من الوقوف قررت التطوع بالذهاب للحديث إلى رجل الأمن ليسمح بتحرك الطابور الواقف فى الشمس ليصبح داخل المدرسة قليلا لتفادى حرارة الشمس، خصوصا أن هذه لجنة سيدات، وعدد كبير منهن من المتقدمات فى السن، ودعانى رجل الأمن بلهجة مهذبة إلى إلقاء نظرة داخل المدرسة لأجد لدهشتى الشديدة طابورا طويلا جدا أمام باب الدخول إلى غرفة اللجنة ينظمه رجل أمن آخر إضافة إلى كثير من السيدات الجالسات على كنبات خشبية، وبالتالى أدركت أن اللجنة مزدحمة جدا فى الصباح عكس ما توقعت، وفى هذه اللحظة ظهر عميد من القوات المسلحة يمر على اللجان لمراجعة إجراءات التأمين وأيدنى فى رأيى وأدخل السيدات فى الطابور الخارجى إلى حوش المدرسة الظليل والذى تتناثر به الكنب والمقاعد الخشبية.

بدأت السيدات الواقفات والجالسات فى تبادل الحديث الودى المتفائل بشأن ما ستأتى به الأيام ولاحظت أن الشابات قد اصطحبن الأطفال الواقفين بترقب لدخول اللجنة ووضع أصابعهم فى الحبر الفوسفورى، وكانت السيدات مبتسمات مقبلات على التصويت بحماسة وعندما دخلت إلى الغرفة كانت النساء مسيطرات على الموقف بكفاءة، بدءا من السيدة المستشارة إلى جميع الموظفات، وسارت الأمور بسلاسة شديدة وانتهت الأمور فى دقائق لأضع صوتى فى الصندوق الشفاف وخرجت سعيدة بأننى قد مارست حقى الدستورى فى الانتخاب وخرجت متبادلة التحيات والصور مع زميلاتى الناخبات وانتهى المشهد بدخول سيدة بسيطة باب المدرسة ومعها دف ومزمار وطفلان يغنيان «وقالوا إيه» بصوت مرتفع أثار السعادة فى الحضور وعندما اعترض رجل الأمن على الغناء باعتباره دعاية انتخابية يجب أن تكون خارج اللجنة أجابته بابتسامة عريضة «أنا بعمل دعاية لأولادنا فى الجيش مش للمرشحين».

إذن تجربتى الشخصية فى الإدلاء بصوتى فى لجنة نسائية مزدحمة تدل على وجود شفافية تامة وعدم وجود تدخل من أى نوع لتوجيه التصويت ونظام محكم للدخول والخروج مع احترام شديد للناخبات ورعاية فائقة لكبيرات السن، ويصبح سؤالى هنا هو: لماذا يهاجم البعض الانتخابات؟ هل يكرهونها من حيث المبدأ؟ أم كانوا يعتقدون أنها ستزور لصالح مرشح بعينه وهذا ما ثبت عكسه بدليل الأصوات الباطلة وأصوات المرشح المنافس إضافة إلى أن التصويت وفرز الأصوات تم أمامنا على الهواء مباشرة فى جميع القنوات؟ أم أنهم يعترضون على المرشحين، وبالتالى قرروا عدم الذهاب للصناديق، فلم تظهر أصواتهم فى تلك الباطلة أو غيرها؟ ويصبح سؤالى هنا: متى نصل إلى المرحلة التى نتوقف فيها عن انتقاد الانتخابات وننظر إلى فوائدها الديمقراطية؟

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكره البعض «الانتخابات» هل يكره البعض «الانتخابات»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon