توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لابد من حل عادل وشامل لأزمة المعاشات

  مصر اليوم -

لابد من حل عادل وشامل لأزمة المعاشات

بقلم ـ د. جمال زهران

 الأمر الذى يتطلب مناقشته هو قضية المعاشات وتداعياتها على نسبة كبيرة من أبناء الشعب المصري. فهى قضية كل موظف فى الدولة يقترب من الستين عامًا، وسينتقل من دخل يكاد يكون معقولاً، إلى دخل تحت خط الفقر حقيقة. وعلى سبيل المثال، فقد يكون الموظف ذو المؤهل العالي، قد وصل راتبه قبل الستين بيوم واحد، بإضافاته ومتغيراته مثلاً إلى نحو (10) آلاف جنيه، وفى اليوم التالى وفجأة يصبح معاشه لا يتجاوز 1500 جنيه، ولورثته أقل، فينخفض معاشه، فكيف بالله يتمكن هذا الموظف أن يعيش بخمس راتبه، وأقل. والأخطر هو ما بعد سياسة تعويم الجنيه التى خفضت القيمة الشرائية للجنيه نحو 60% ولم تزدد الأجور، ومن ثم لم تزدد المعاشات إلا بمبالغ بسيطة!، فكيف يمكن تصور مثل هذه النوعية من الحياة لعدد لا يقل عن (10) ملايين متلق للمعاش، يزداد تدريجيًا وتتسع الرقعة بارتفاع متوسط العمر؟

من ناحية أخرى، فإن ارتفاع متوسط سن الزواج إلى ما يتجاوز إلى (35) عامًا، ثم بدء تكوين أسرة وأطفال، يسهم فى زيادة عدد أفراد الأسرة المعيلة (الزوجة والأولاد) إلى (4) أفراد على الأقل!، لأن الأبناء لم يصلوا بعد إلى سن الرشد ولا التخرج من التعليم ولا الزواج, ومن ثم تصبح قضية المعاشات لا تقتصر تداعياتها على المتلقى فقط، بل تمتد إلى أسرته التى يعولها، ليصل العدد إلى (40) مليون نسمة!

وقد كان لى شرف الدفاع عن هذه القضية عندما كنت نائبًا عن الشعب، فى الفترة من 2005-2010, حيث كنت أول من قدم استجوابًا حول قرار وزير المالية آنذاك الدكتور بطرس غالى الذى ضم أموال المعاشات إلى الميزانية العامة، فوجهت له اتهامًا مباشرًا وحكومته، بإهدار أموال الشعب وهى التى يحميها الدستور باعتبارها أموالاً خاصة تديرها الحكومة نيابة عن الشعب كله، وعليها أن تديرها بما يحقق أقصى فائدة ممكنة، الأمر الذى ينعكس على ضمان أفضل مستوى معيشة لهؤلاء المواطنين المستفيدين من هذه الأموال وهى ملكهم حيث تم خصمها من رواتبهم لضمان حياة أفضل واستقرار أسرى واجتماعى وهو الذى كان من ثمار ثورة 23 يوليو الناصرية، التى سعت إلى تحقيق الضمانات الكافية للشعب العامل، وتحقيق العدالة الاجتماعية قولاً وفعلاً وفقًا لأهداف الثورة المعلنة. وكان من نتاج الاستجواب الذى نوقش وأخذ أولوية من رئيس المجلس آنذاك (د. فتحى سرور)، استنادًا إلى أن قرار وزير المالية هو اعتداء مباشر على الدستور، بضم أموال خاصة إلى ميزانية الدولة، التوصل إلى قرار لمجلس الشعب آنذاك (2006م)، باستعادة هذه الأموال إلى استقلاليتها وكان انتصارًا كبيرًا للمعارضة وللمجلس.

وتكونت نقابات واتحادات وجمعيات للدفاع عن أموال المعاشات باعتبارها أموالا خاصة ملك الشعب، وآخر هذه المؤتمرات التى حضرتها فى حزب التجمع، مؤتمر اتحاد المعاشات بقيادة النائب الشعبى البدرى فرغلي، وبحضور قيادات سياسية وأعضاء بالبرلمان حاليًا وسابقًا، وتعاهدنا فى هذا المؤتمر على المضى قدمًا فى حماية أموال الشعب ومضاعفة المعاشات وضم المتغيرات، والخروج بمعاش مساو لآخر راتب يتقاضاه الموظف، وإعادة النظر فى نسب الفوائد المستثمرة لأموال المعاشات لتتساوى مع الفوائد السائدة، فليس من المنطق أن تستثمر أموال المعاشات من الوزيرة حسب إعلانها بفائدة 9% فقط، لأكثر من نصف أموال المعاشات التى تعترف بها الحكومة!, فقد عقد المؤتمر يوم 13 فبراير 2018م، ولم يمض سوى ثلاثة أيام إلا وقامت وزيرة التضامن الاجتماعى د. غادة والي، بإجراء حوار صحفى بجريدة المصري، نشر على يومين، تضمن بيانات مهمة، ولأول مرة بوضوح كامل من الحكومة. فقد اعترفت الحكومة بأن إجمالى أموال المعاشات والتأمينات (755) مليار جنيه، منهم (339.3) مليار جنيه مستثمرة كصكوك طرف الخزانة العامة (الحكومة) وغير قابلة للتداول بفائدة 9%!!، (168.14) مليار جنيه بفائدة 15% استثمارات مباشرة!!، (56) مليار جنيه بفائدة 11% بنك الاستثمار القومي، وأيضًا (168.14) مليار بفائدة 15% استثمارات مباشرة!! على حين أن المتابعين والمدافعين عن هذه الأموال يكشفون أن هذه الأموال تتخطى تريليون جنيه (ألف مليار). كما أن تعويم الجنيه خفض من قيمة هذه الأموال إلى النصف وأكثر. وعلى أى حال فإن مطالب أصحاب المعاشات مشروعة تستدعى استجابة الحكومة لها، بعد تعرض (10) ملايين وأسرهم بإجمالى (40) مليونا، للظلم الاجتماعي، فهل من عدالة حقيقية تنقذ المظلومين؟ لدينا الأمل.

نقلاً عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لابد من حل عادل وشامل لأزمة المعاشات لابد من حل عادل وشامل لأزمة المعاشات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon