توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية

  مصر اليوم -

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية

بقلم ـ د. جمال زهران

أصبح الموقف فى سوريا محسومًا لصالح الدولة السورية الواحدة (شعبًا وجيشًا)، بعد سبع سنوات من النضال ضد الإرهاب وصانعيه وداعميه ومموليه. وقد تم تطهير 96% من إجمالى الأرض السورية من الإرهاب والإرهابيين، ولم يعد متبقيًا سوى 4% فى الشمال الغربى (ادلب)، وفى الشمال الشرقى (الرقة)، حيث توجد القوات الأمريكية وقواعدها العسكرية فى هذه المنطقة.

كما أصبح الفاعل الرئيسى فى إدارة الأزمة السورية، هو دولة روسيا الاتحادية، القطب الدولى الذى عاد إلى الساحة الدولية على خلفية الأزمة فى سوريا. واستطاع أن يفشل المؤامرة الاستعمارية الإرهابية الدولية، من الانقضاض على سوريا وتحويلها إلى دمار كما حدث فى العراق الذى بدأ يتعافى مرة أخرى فى إطار محور المقاومة والتحرير والاستقلال.

وقد يتصور البعض واهمًا أن ملف الأزمة السورية مازال مفتوحًا! إلا أن هؤلاء الواهمين، مازال سوء الإدراك، وعدم دقة التقدير لما يحدث، يسيطر عليهم. وقد تناسى هؤلاء انتصارات الجيش السورى على الإرهاب فى كل أنحاء سوريا، وآخر هذه الانتصارات فى الجنوب السورى بعد تحريره من قبضة الإرهاب والوصول إلى الحدود مع فلسطين التى يغتصبها العدو الصهيوني، ومن ثم فإن استمرار الأزمة السورية أصبح هراء، وقد آن الأوان لإعلان الانتصار السورى الساحق على عصابات الإرهاب الممولة والمدعومة أمريكيًا وغربيًا. وقد كان التدخل الروسى مؤخرًا بعقد اجتماع فى سوتشي، ضم تركيا وإيران، لدعم خيار الرحيل السلمى لجماعات الإرهاب من ادلب والمدعومة من تركيا، بدلاً من الحل العسكرى الذى تصر عليه سوريا بتحرير ادلب كاملة وعدم السماح بوجود أى جماعات إرهابية على الأرض السورية. بل إن الرئيس السورى أعلن فى آخر خطاباته، وأحاديثه الصحفية، أنه لن يسمح بوجود جماعات إرهابية، أو قوات أجنبية على أرض سوريا مهما يكن الثمن، وقد كان يقصد بوضوح تلك القوات الأمريكية وقواعدها العسكرية فى الرقة والشمال الشرقى فى سوريا.

كما أكدت روسيا هذا المعني، بالقول على لسان الرئيس الروسى (بوتين)، بأنه غير مسموح بوجود أى قوات أمريكية أو غيرها على الأرض السورية، لم تسمح بوجودها الدولة السورية. بل أعلن أخيرًا بأنه حتى القوات الروسية سترحل بعد رحيل الجميع.

فماذا كان رد فعل المتغطرس ترامب، أن أعلن عن أنه يمكن سحب القوات الأمريكية وتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية، مقابل إعطائه (3-4) مليارات دولار! أليس هذا ابتزازا أمريكيا واضحا يمارسه الرئيس ترامب.

إن هذا الابتزاز الذى تمارسه إدارة ترامب، تسعى لتحقيق عدة أهداف منها وفى مقدمتها تحصيل أموال لدعم الاقتصاد الأمريكى ليحافظ على شعبيته، وربما يستمر لفترة ثانية أن استطاع إكمال الفترة الأولي، وهو من المستحيلات فى تقديري. كما يسعى إلى تأصيل الربط بين السياسة الخارجية والعسكرية وبين المقابل لهذه الأفعال!! وقد تخلى إذن عن فكرة الدور العالمى لأمريكا، وتخلى أيضًا عن الحلفاء وقد طالبهم بالمقابل! أى أنه حول أمريكا ورئيسها وجيشها إلى مرتزقة، وهى فى الأصل ممارسة التهديد والوعيد، والاستعداد للتنفيذ والفعل!

إن أمريكا تواجه مصاعب جمة فى عهد ترامب المتغطرس، والذى يفتقر إلى الإحساس بالآخرين،، ووسط رفض عالمى لهذه السياسات غير المعهودة من أمريكا. وقد ترتب على هذا النهج فى ضوء تصوره أنه يحكم العالم وحده ويسيطر عليه بالقوة، انحسارًا وانسحابًا إجباريًا للنفوذ الأمريكى خاصة فى إقليم الشرق الأوسط (المنطقة العربية ودول الجوار الجغرافي) فى ذات الوقت الذى تتمدد روسيا وتتسع دوائر نفوذها فى الإقليم.

أخيرًا: فإن الانتصار السوري، قد أكد تغيير النظام العالمى من الأحادية إلى التعددية أو الثنائية، وأن أمريكا لم تعد تحكم العالم كما كان قبل عشرين عامًا، وأن الاتجاه شرقًا قد حمى سوريا من السقوط والتفكك والانهيار. عاش جيشنا الأول وشعبنا الشقيق.

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon