توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يهود الفلاشا وعنصرية إسرائيل

  مصر اليوم -

يهود الفلاشا وعنصرية إسرائيل

بقلم -نبيل السهلي

بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أخيراً السماح بهجرة ألف إثيوبي من يهود الفلاشا إلى إسرائيل تحت عنوان لم شمل الأسر، تبرز إلى الأمام وبقوة قضية تفاقم العنصرية إزاء اليهود الشرقيين في شكل عام ويهود الفلاشا في شكل خاص، حيث ينحدرون من إثيوبيا، لكنهم لا يستفيدون من قانون «العودة» الذي يسمح لأي يهودي في الشتات بالهجرة إلى إسرائيل ليصبح مواطناً في شكل تلقائي. وقد أرغم هؤلاء على اعتناق المسيحية إبان القرن التاسع عشر. وقد وضعت حكومة نتانياهو في عام 2015 قائمة إسمية تضم تسعة آلاف إثيوبي يسمح لهم بالهجرة إلى إسرائيل في غضون خمس سنوات بإسم لم شمل الأسر. وقد وصل منذ صدور هذا القرار، (1300) من الفلاشا إلى إسرائيل.

ويصل عدد اليهود الإثيوبيين خلال العام الحالي 2018 إلى 140 ألفاً، يمثلون إثنان في المئة من مجموع اليهود في إسرائيل، ومن ضمن يهود الفلاشا أكثر من خمسين ألف من مواليد إسرائيل. وينحدر معظمهم من مجتمعات ظلت معزولة عن العالم اليهودي طوال قرون، وقد اعترفت بهم السلطات الدينية الإسرائيلية في وقت متأخر. وكان نحو 80 ألف يهودي إثيوبي هاجروا إلى إسرائيل عبر جسرين جويين تم تنظيمهما عامي 1984 و1991. وانطلقت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التظاهرات ضد العنصرية والتمييز الذي يواجهه يهود الفلاشا، والمطالبة بانضمام أفراد من عائلات بقيت في إثيوبيا إليهم، بغية دمج الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي.

ويرى قادة أحزاب إسرائيلية، بأن ما يتعرض له الفلاشا يؤكد تفشي العنصرية في إسرائيل التي سعت إلى استقدامهم وأهملت استيعابهم، وإنهم يتفهمون احتجاجهم في تل أبيب والقدس مراراً، واتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضدهم، وفي مقابل ذلك يرى زعماء اليهود الفلاشا أن تظاهراتهم الدورية ضرورية بغية تغير أحوالهم المعيشية، فإسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة في كثير من الأحيان. ويمكن الجزم بأن عنصرية إسرائيل تلاحق الفلاشا في ميادين العمل والتأمين الصحي والتعليم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث طرحت في إسرائيل قبل أكثر من عقدين قضية رفض تبرع اليهود الفلاشا بالدم، الأمر الذي يؤكد عنصرية إسرائيل المتفاقمة ضد اليهود الشرقيين، وخاصة يهود الفلاشا الذين تعتبرهم دراسات كثيرة من غير اليهود أصلاً.

ويتركز يهود الفلاشا في إسرائيل في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح على أطراف المدن القائمة، كما هي الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تتزايد نسبة المعتقلين منهم بتهم جنائية لتصل إلى 40 في المئة، خصوصاً بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والأمية. واللافت أن يهود الفلاشا يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي لأن المجتمع والأحزاب الإسرائيلية تلفظهم في الأساس. ونتيجة التميز العنصري الإسرائيلي تجاه اليهود الفلاشا، تنخفض مؤشرات التنمية البشرية بينهم، مقارنة باليهود الأشكناز.

ويهود الفلاشا كما تشير الدراسات هي الكنية العبرية ليهود بيتا إسرائيل (يهود الحبشة)، ومعظمهم حالياً من أصول إثيوبية، وهي السلالة التي تركت التعاليم الدينية أو تحولت إلى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سواء كان ذلك التنصر طوعاً أم إكراهاً. وهذه الجماعة هاجرت إلى إسرائيل بموجب قانون الهجرة، وحظيت هجرتها باعتراف من قضاة الهالاخاه، إلا أن هناك من بينهم معارضين، ومعظمهم علمانيون. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2012، أطلقت عملية «أجنحة الحمامة» لإتمام هجرة هذه الجماعة، وانتهت هذه العملية في تشرين الأول 2013 بعد هجرة حوالى خمسة آلاف شخص.

يلاحظ المتابعون للشأن الإسرائيلي وجود تناقضات جوهرية داخل المجتمع الإسرائيلي، وصلت إلى حدود العنصرية، حيث يتم التعبير عن ذلك بنزول آلاف اليهود الأشكناز (الغربيون )، والذين يشكلون 40 في المئة من مجموع اليهود في إسرائيل إلى الشوارع بين فترة وأخرى للتعبير عن رفضهم اختلاط بنات الطائفة اليهودية المذكورة بالطالبات من اليهود السفارديم، أي من اليهود الذين يتحدرون من أصول أفريقية وآسيوية ونسبتهم تصل إلى 36 في المئة من إجمالي سكان إسرائيل اليهود البالغ 6،5 مليون يهودي خلال بداية العام الحالي 2018.

ومن الأهمية الإشارة إلى بعض الحقائق الدالة على التمييز ضد اليهود السفارديم ومن بينهم الفلاشا، وسبب ذلك أن مراكز القوى في إسرائيل، سواء في المؤسسة العسكرية أو النظام السياسي، تمت السيطرة عليها وتسييرها من جانب اليهود الأشكناز، على اعتبار أنهم بناة الدولة اليهودية الأوائل. ويشكل العامل الاقتصادي والتعليمي دليلاً كبيراً على التمييز ضد اليهود الشرقيين ومن بينهم الفلاشا، حيث يمنع الطلاب اليهود من أصول شرقية من التحصيل التعليمي العالي مقارنة بالطلاب من أصول غربية، كما يعاني اليهود السفارديم من تمييز آخر، فمن الصعوبة بمكان أن يكون صاحب القرار في المؤسسة التنفيذية، أي رئيس الوزراء، من أصول شرقية.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهود الفلاشا وعنصرية إسرائيل يهود الفلاشا وعنصرية إسرائيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon