توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

بقلم : أمينة شفيق

لست من عشاق رياضة كرة القدم كالعديد من البشر او من مواطني بلدي. ولكن يربطني بهذه الرياضة الجماهيرية العالمية، ذلك الخيط ألذي يتبلور عندما يكون لنا منتخب وطني. أفسر هذه العلاقة الموقتة بأنها علاقة بين بلدي وبينى ليس بين اللعبة ذاتها وبيني. خاصة أني لا اعرف من تقنيات هذه اللعبة وتفاعلاتها إلا من خسر ومن كسب، دون أن أدخل في تفاصيل حساب النقاط او تاريخ كل فريق وإنجازاته الوطنية او العالمية او عالمية ذلك اللاعب او محلية ذاك..

المهم عندي هو ان يكسب فريقنا الوطني. وان لم يكسب فريقنا الوطني أناصر فرقنا العربية عملا بالمثل الشعبي، انا وأخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب. وان لم يكسب العرب اناصر أصدقاءنا السياسيين. وهكذا. . قد أكون مخطئة ولكني أكتب بكل صراحة وشفافية.

من هذا المنطلق، غير الرياضي، تابعت تلك المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني في روسيا والتي خرجنا منها بالهزيمة سواء كانت المباراة مع فريق أوروجواي أو مع الفريق الروسي.

ثم تابعت ما كتب عن الفرق الحماسية التي تكبدت عناء السفر للوقوف مع فريقنا الوطني. ومنها طبعا ما كتب عن فنانينا وعن اصدقائنا المستثمرين الكبار الذين لا ينسون أبدا ان يحصلوا وبشكل سريع على عائد ما أنفقوه من تكاليف السفر والإقامة في شكل دعاية شخصية ولو على حساب راحة اللاعبين وادائهم الرياضي. فصورة سيلفي مع محمد صلاح تساوي الكثير! بغض النظر عن أهمية راحة اللاعب وتركيزه فى العمل الذي ينتظره. وقد خرجت من تجربتي المتواضعة في المتابعة ببعض الملاحظات الخاصة التي قد تفيدنا في المستقبل. وأكرر هنا عبارة، قد تفيدنا، لأننا في واقع الامر عادة ما نرصد أخطاءنا ثم نستمر نتابعها ونكررها بجدارة.

أولى ملاحظاتي اننا لا ننجز مهامنا بالدرجة التي توصلنا للنهايات السعيدة. نحن نبدأ العمل ثم نتراخي بالتدريج بحيث نبدو وكأننا قطعنا النفس. لا نتحمّل عناء العمل المتواصل الذي يحتاجه مثل هذا النجاح الذي أحرزه الفريق الروسي، كما اننا لا نملك القدرة على رسم الخطط المحكمة الجماعية التي تابعناها مع الفريق الأوروجوانى. نحن قوم نسير «على البركة وعلى دعاء الوالدين» لذلك نحقق المكاسب التي تتناسب مع البركة ودعاء الوالدين. خاصة أننا وصلنا الى موسكو بالبركة وبالصدفة وبدعاء الوالدين عندما أحرز محمد صلاح هدفا بضربة الجزاء.

وللاسف حدث في المرتين، مرة في القاهرة والثانية في موسكو. شيء مؤسف للغاية من شعب يتباهى بحضارة عظيمة بنيت بالعلم والعمل. لقد تأكدت ملاحظتي هذه عندما جاء على لسان أحد المعلقين الرياضيين حقيقة أن اللاعبين الروس بدأوا تدريبهم الذي لم ينقطع منذ أن فازت روسيا بشرف استضافة المونديال، بمعنى من سنوات خمس .ظهر هذا الجهد بصورة واضحة في المباراة التي خرجت منها مصر بهدف واحد.

ثانية الملاحظات كانت عندما استمر الشعب المصري يبحث عن السند الرئيسي الذي يطمئن إليه في مبارياته في مونديال 2018.

إنه محمد صلاح البطل المجتهد الدءوب الذي يعرف بالضبط مسئولياته وواجباته. استمر الجمهور المصري مطمئنا على أن ابنه البار ابن الغربية سيحقق له انتصاره في روسيا. لذلك انتابنا القلق الدفين عندما أصيب ابننا البار في كتفه واتضح من مباراة روسيا انه لم يتماثل بالكامل للشفاء ومع ذلك تحامل ونزل الى الملعب ولم يستطع التحصيل الكامل الا عندما احرز ذلك الهدف الناتج من ضربة الجزاء. نزل الى الملعب لإرضاء الجمهور المصري الذي اعتمد عليه.

اعتمادنا على محمد صلاح يعبر عن كوننا لا نملك الكوادر الكثيرة القادرة على تلبية طموحاتنا بالرغم من ان عددنا تجاوز المائة مليون مواطن. نظل نعتمد على الفرد الذي لا يستطيع ان ينجز بمفرده ثم الذي يسعى الى الانفراد بالعمل طالما استمر هذا التوجه وهو الاعتماد على الفرد. إنها الأبوية المصرية التي نريد استبدالها بالمؤسسة وبالقانون. توجد هذه الأبوية في كافة مناحي حياتنا حتى في ملاعب المونديال. انها ثقافة ترتبت بالمجتمع الزراعي غير المتطور.

اما الملاحظة الثالثة فكانت عند مراقبتي لكل ما نشر وبث عن حفلات السمر التي أقيمت في الفندق الذي يقيم فيه فريقنا القومي. أرى أن من حق الجميع تنظيم حفلات السمر ولكن ليس من حق اي إنسان، مهما علا مركزه المادي او الفني او الاجتماعي ان يحمل عشوائية القاهرة في سفرياته خاصة اذا كانت تخص المنافسات العالمية التي تحتاج منا ان نمثل بلدنا وشعبنا. هنا تمتد المسئولية لتصبح مسئولية وطنية تتعلق بتصرفاتنا كمواطنين مصريين نمثل شعبا ودولة.

يبدو اننا نحتاج كثيرا لإعادة حساباتنا الاجتماعية. نحن نغني كثيرا لمصر، يا حبيبتي يا مصر. . يا حبيبتي يا مصر، هذا لطيف ولكن مصرنا تحتاج الى عملنا وجهدنا بقدر اكبر من احتياجها لأغانينا.

نقلا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة فلنتعلم من أخطائنا المتكررة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon