توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفاجآت نهاية عام

  مصر اليوم -

مفاجآت نهاية عام

بقلم : بكر عويضة

ترافق نهايات كل سنة، تقريباً، مفاجآت منها المثير للاستغراب، وفيها ما يكاد يُبكي الحجر لهول مأساة أصابت أناساً لم يتوقع أي منهم أن يودع العام بحزن يغتسل بالدموع، وبينها ما يفجّر ضحكات ذهول يصحبها، غالباً، التساؤل بدهشة: أمعقول هذا الذي نرى ونسمع؟ سياسياً، من أبرز مفاجآت نهاية العام المثيرة للاستغراب، قرار سيد البيت الأبيض، بشأن سحب قوات أميركية من سوريا تعدادها ألفا جندي، معظمهم من العناصر الخاصة. ذاك قرار يجوز أن يُضرب به المثلُ؛ خصوصاً من قِبل حلفاء أميركا وأصدقائها، على اختيار أسوأ الأوقات للتصرف بلا تشاور مع آخرين تعنيهم مباشرة تبعات ذلك الإجراء. بمفاجأته تلك، لم يثر الرئيس ترمب فقط استغراب الحلفاء والأصدقاء، بل أثار الاعتراض بين بعض كبار ساستها، ومنهم من فضل الانسحاب من إدارة يبدو أن شطط مفاجآتها لم يعد يُحتمل، وفي مقدمهم جيمس ماتيس، وزير الدفاع المشهود له ليس بالكفاءة العسكرية فحسب، بل كذلك بالثقافة وسعة المعرفة.
بيد أن المفاجأة الترمبية لم تكتف بمجرد الانسحاب من سوريا، إذ في حال صح ما أوردته «سي إن إن» عما سمته «تفاصيل» حديث هاتفي بين الرئيسين الأميركي والتركي، رجب طيب إردوغان، تضمنت تسليم الأول للثاني بأن «سوريا مِلكٌ لك»، إذا اتضح أن هذا الزعم صحيح، فسوف يكون من المثير للاهتمام معرفة ماذا سيكون رد الفعل الإيراني، وتأثير الخروج الأميركي؛ خصوصاً في منطقة منبج، على ميزان القوى عموماً، وتداعيات كل هذا الخلط في الأوراق، لاحقاً، على ما سينتهي إليه وضع سوريا، مأساة المآسي العربية في العشر سنوات الأخيرة. 
ثم إن مسلسل مفاجآت نهاية العام الترمبي تتواصل على نحو لافت للنظر. خذ، مثلاً، تقرير «نيويورك تايمز» الزاعم أن شكوك ترمب أوصلته إلى نوع من الاقتناع بأن الجميع من حوله «خانوه، وتخلوا عنه، ولديهم أجندة خفية». مؤلم، حقاً، على الأقل من جانب إنساني، الزعم أن تلك الشكوك تتجاوز الساسة والمستشارين، لتصل إلى الدائرة الأقرب للرئيس ترمب من غيرها، ومن ضمنها ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر. إذا صح هكذا ادعاء، وهو بالفعل مُستغرب، فإن في ذلك ما هو غير مريح لكل من لم يزل يستثمر بعضاً من رأسمال سياسي في سياسات الرئيس ترمب، سواء داخل أميركا، أو خارجها.
على المستوى الإنساني، رغم أن إندونيسيا وبعض دول جوارها معتادة على أعاصير الطبيعة وكوارثها، إلا أن تعرض سواحل مضيق سوندا لتسونامي أدى إلى مئات القتلى وآلاف الجرحى، كان بمثابة مفاجأة مؤلمة أتت بها نهاية العام فأثارت الفزع، وأبكت ذوي الضحايا، وخلّفت إحساس ألم حيثما يوجد شعور إنساني. أما القتل المروّع للسائحتين النرويجية لويسا فستراجر، والدنماركية مارين يولاند، في جبال الأطلسي، قرب إمليل في المغرب، فقد حمل مفاجأة توديع عام ميلادي بجبل حزن غير متوقع جثم على قلوب أفراد أسرتي السائحتين وأحبائهما، وكل ذي حِس إنساني. 
في المقابل، لم يكن غريباً أن يختلط إحساس الذهول بشيء من الضحك في بريطانيا إزاء تعرض مطار غاتويك للشلل بسبب عبث أناس استهواهم اللعب بتحليق طائرات «الدرون» فوق المجال الجوي لثاني أهم مطار بريطاني، ولم يجر القبض عليهم فوراً، وإزاحة شر عبثهم من طريق مسافرين أرادوا الالتحاق بأهليهم في الأعياد، أو قضاء إجازاتهم في أجواء دافئة.
ورغم أن مظاهرات السودان بدت مفاجأة؛ خصوصاً بعدما فاجأ الرئيس عمر البشير كثيرين بزيارته دمشق، لكن ليس مفاجئاً أن ينتفض غضب السودانيين بعد طول صبر على نكد الأوضاع ومصاعب الحياة اليومية للناس. معروف لكل متابع أن السوداني إذا راح يردد في المجالس أن «الحالة بطالة خلاص»، يكون استنفد كل إمكانات السكوت على وضع مُرٍّ ليس يلوح في الأفق حلوٌ آتٍ بعده. سمعتُ هكذا توصيفاً للأوضاع السودانية قبل انتفاضة سادس أبريل (نيسان) 1985 - عندما كنت موفداً من فؤاد مطر، أحد أوائل الكُتاب والصحافيين العرب الذين أولوا الشأن السوداني خاص الاهتمام، عندما كان ناشر مجلة «التضامن» ورئيس تحريرها - وهي انتفاضة أطاحت حكم المشير الرئيس جعفر نميري. ليس واضحاً، حتى الآن، إلى أين تمضي هذه الانتفاضة، لكن الرسالة شديدة الوضوح، ومهم أن يدركها كل من تعنيه. 
واضح كذلك أن نهايات الأعوام، كما البدايات، تحمل دائماً من المفاجآت كل ما هو غير متوقع. ترى ما المفاجئ المقبل مع عام 2019 المقبل؟

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجآت نهاية عام مفاجآت نهاية عام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon