توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خان العالم الأحمر

  مصر اليوم -

خان العالم الأحمر

بقلم - فاتنة الدجاني

إن لم يكن ما يحدث في الخان الأحمر تصفية عرقية ضد الفلسطينيين، فماذا يكون؟

٤٦ تجمعاً بدوياً شرعياً، بينها الخان الأحمر، مستهدفة بخطة إسرائيلية لتهجير سكانها. والحديث هو عن المنطقة الممتدة من شرق القدس حتى مشارف أريحا والبحر الميت. استقرت فيها 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ، بعدما انتقلت اليها من صحراء النقب عام 1953. والمنطقة حيوية واستراتيجية للفلسطينيين ولتَواصُل دولتهم المستقبلية، إن تحققت.

لا يقتصر التحرك الإسرائيلي لهدم منازل البدو في المنطقة على المقاصد الاستيطانية فحسب. صحيح أن إسرائيل تسعى الى توسيع المستوطنات في محيط القدس، وربط بعضها ببعض، لتشكيل حزام استيطاني من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها، وفق خطة رئيس الوزراء السابق إسحق رابين التي سُميت "E1"، ضمن مشروع القدس الكبرى الذي يمتد على ١٢ في المئة من مساحة الضفة.

وصحيح أيضاً أن التحرك الأخير جاء في ضوء التماس من المستوطنين قُدِم الى المحكمة العليا لتنفيذ أوامر الهدم التي صدرت قبل 10 سنين، وأن المستوطنين هم الحكومة الفعلية، بدليل أن معظم وزراء بنيامين نتانياهو منهم، وحتى سفير أميركا لدى إسرائيل ديفيد فريدمان مستوطن. وصحيح كذلك أن المخططات الاستيطانية كثيرة، تتوزع بين الحكومي، وأطماع المستوطنين بأوهامهم وكوابيسهم التوراتية التي وجدت في شركات الاستثمار الأوروبية داعماً مالياً، إلى جانب الإعانات المتدفقة من المتبرعين اليهود حول العالم، ودعم الدولة الإسرائيلية ذاتها.

وصحيح أن صورة الصراع تتكرر منذ استولت إسرائيل على الضفة، وبدأت بمخططات التهويد والضم والاستيطان والمصادرات...

لكن ما حصل ولا يزال في الخان الأحمر أكثر خطورة، وينطوي على مفارقتيْن: الأولى تتعلق بما يسمى "الديموقراطية" الإسرائيلية، فنحن بصدد برلمان يقرر مصادرة أرض الغير لمصلحة مستوطن لا يملك أي حق وبأي شرع، محلياً كان أو دولياً. تخيّلوا مثلاً أن يقرر البرلمان البريطاني منع بلدية باريس من التوسع باسم الديموقراطية البريطانية؟! وإذ يفاخر العالم -منبهراً أو منافقاً- بـ "الديموقراطية" الإسرائيلية، ينسى أو يتناسى أن هذا احتلالٌ يتناقض مع الشرائع الدولية، ومع اتفاقية جنيف الرابعة.

الجديد في مسألة الخان الأحمر هو في ما اكتسبته آليات الاحتلال من قوة مضاعفة نتيجة التأييد الأميركي المطلق من الرئيس دونالد ترامب وإدارته، ما أطلق يد إسرائيل في تطبيق الخطط التي كانت مجمدة. هذا هو الوجه العملي والحقيقي لما يسمى "صفقة القرن"، وهذه هي المفارقة الثانية الشديدة الخطورة، حين يكون راعي عملية السلام متواطئاً بالكامل مع المعتدي وخططه.

ليس أدل على خطورة الموقف من توافد قناصل البعثات الأوروبية ورؤسائها إلى المنطقة للتضامن مع سكانها والتعبير عن رفضهم قرار هدمها، ففي معركة الخان الأحمر احتشد ممثلو ١٢ دولة أوروبية، إضافة إلى مدير "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين" (أونروا) سكوت أندرسون. وجودهم في حد ذاته تحدٍ لموقف ترامب ولـ "صفقة القرن". وبيانات التنديد والتحذير التي صدرت عنهم لا يمكن التقليل من شأنها، وحققت اهتماماً إعلامياً ودولياً، لكنها تبقى مجرد ممارسة شفوية ما لم تتحوّل قراراً سياسياً من دولهم أو دول العالم.

وما كان البيان الصحافي الذي أصدره مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة مايكل لينك قبل أسبوع، محذراً من أن وضع الفلسطينيين شديد القتامة، سوى بعضِ القراءة الدولية للسياسة الأميركية المحابية لإسرائيل وبدئها بتنفيذ مخطط علني لضم المنطقة "ج" التي تشكل ٦٢ في المئة من مساحة الضفة، ولتبقى فقط مناطق الكثافة السكانية العربية مكبّلة بمشاريع الحكم الذاتي وأوهام الحل الموعود في "صفقة القرن".

في الخان الأحمر تصفية عرقية وتهجير. وعنف الهجمة الإسرائيلية يفرض المطالبة بحماية دولية للفلسطينيين تطبيقاً للقرار الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإلى أن يتحقق ذلك، العالم كله في الخان الأحمر.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خان العالم الأحمر خان العالم الأحمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon