توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وليام... قلبُ الأسد

  مصر اليوم -

وليام قلبُ الأسد

بقلم - فاتنة الدجاني

تابع الفلسطينيون بإيجابية الزيارة التاريخية للأمير وليام لرام الله والقدس. تابعوا بأملٍ كلامه الحميم عن زيارته الأراضي الفلسطينية، وأحبوا حديثه عن العلاقة بين «بلدينا»، هذه «الهفوة» السياسية التي تمنّوا لو كانت «هفوة فرويدية». شاهدوا صوره وهو يلعب كرة قدم في مدرسة الفرندز ويسجل هدفاً من بين 7 محاولات، ثم ابتسامته وهو يتلقى هدية «تي شيرت» لمنتخب فلسطين. ورافقوه، ولو افتراضياً، في جولة «شعبية» في رام الله تذوّق خلالها مأكولات البلد واحتسى القهوة العربية، وتعرّف إلى الموسيقى والفولكلور والدبكة الفلسطينية. رأوه واقفاً على جبل الزيتون، في بقعة تطل على قبة الصخرة، يرتادها السياح لالتقاط صور. ولا تُنسى صورته التي شهدت إقبالاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حين كان جالساً مع ولي العهد الأردني الأمير حسين في عمّان لمشاهدة إعادة لمباراة منتخب إنكلترا في المونديال.

كل هذا لا ينفي أن الزيارة، مهما حاول منظموها تزيينها، تُذكِّر الفلسطينيين بذلك الوعد المشؤوم، وعد بلفور، الذي أسس للنكبة وتهجير الفلسطينيين، وإن كان الانطباع العام الذي أثارته الزيارة يشير مواربة إلى ما يشبه الاعتذار أو الاعتذار غير الرسمي.

الزيارة، وكعادة أفراد العائلة المالكة البريطانية أثناء تفقّد مستعمراتهم السابقة، جاءت محمّلة بالكثير من الرموز التي تومئ إلى مقاصد سياسية حمّالة أوجه. فكيف إن كانت الأولى لفرد من العائلة المالكة للأراضي الفلسطينية منذ ٧٠ سنة هي عمر النكبة، وما تبعها من احتلال إسرائيلي لما تبقى من فلسطين الانتدابية؟ وكيف إن جاءت الزيارة بطلب من الحكومة البريطانية ذاتها؟

الجوهري في الزيارة هو التأكيد البريطاني، من دون مواربة، على أن القدس الشرقية محتلة، وأن البلدة القديمة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان الأمر واضحاً في جدولة زيارة المدينة ضمن برنامج جولة الأمير على الأراضي الفلسطينية وليس إسرائيل. صحيح أن هذه الخطوة أثارت استياء اليمين الإسرائيلي، إلا أنها ثبّتت الموقف البريطاني المُعلن، وأعطت دفعاً قوياً لمسألة الشرعية الدولية وعدم جواز تجاوزها، خصوصاً أنها جاءت بعد الضجيج الانفعالي الأميركي- الإسرائيلي الذي رافق الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية الى المدينة، والاحتفال الكيدي بتدشينها.

المقارنة هنا تفرض ذاتها بين زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحمولاتها التوراتية الدينية الصليبية المنحى، وعدم قبوله بالواقع التاريخي للمدينة من جهة، وبين الرقي الحضاري للأمير البريطاني وما أبداه من تودد تجاه أهلها من جهة أخرى.

والأمثلة كثيرة، ليس أقلها قرار القنصلية البريطانية تنظيم حفلة استقبال للأمير في مقرها بحي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة. وكذا الترميز الواضح في رفض الأمير لقاء رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس المحتلة نير بركت، ما دفع الأخير إلى سحب الطلب والاستنكاف. ثم تزامُن الزيارة مع تصريحيْن مهمين: الأول لزعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن يؤكد فيه أن حكومة يرأسها، إذا فاز في الانتخابات، ستعترف بالدولة الفلسطينية، والثاني لرئيسة الوزراء عن حزب المحافظين تيريزا ماي أكدت فيه أن الحل يجب أن يقوم على أساس دولتين، إسرائيل وفلسطين.

الأهم هو زيارة الأمير وليام لمخيم الجلزون للاجئين في الضفة الغربية، هذا الجرح الفلسطيني المفتوح. حتماً لم يكن المقصود النكاية، بل الاعتراف المهذّب بالذنب. لاحقاً، خاطب المقدسيين قائلاً: «لم يطوِكم النسيان». يضاف هذا إلى رمزية زيارته الأماكن المقدسة الثلاثة في القدس.

والعلاقة بين القدس وبريطانيا تاريخٌ قديم يعود إلى ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين الأيوبي، وما هو معروف من علاقات توتر وتسامح بينهما. زيارة الأمير، في كل خطوة منها، تستحضر هذا التاريخ.

لوليام قلبُ أسد، يُظهر الحق بالرموز، على أمل أن تتحوّل الى واقع.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وليام قلبُ الأسد وليام قلبُ الأسد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon