توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكنيست ومزامير المستوطنين

  مصر اليوم -

الكنيست ومزامير المستوطنين

بقلم - فاتنة الدجاني

التصريحات الكثيرة التي يُدلي بها أعضاء الكنيست الإسرائيلي تفيض عن حاجة الإعلام إليها، كما تفيض عن حاجة السياسة الإسرائيلية، فيما هي ليست أكثر من العداء المتأصل للفلسطينيين وملاحقتهم في تفاصيل التفاصيل لوجودهم، مثلما هي تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزراء حكومته.

تُطرح في جلسات الكنيست مطالب لترسيخ الاحتلال أكثر بكثير من الأمور المتعلقة بالمعيشة والمجتمع الإسرائيليين. ترك النواب شؤون الدولة وانشغلوا بالاحتلال ومناقشة إجراءاته. الاستيطان وغزة والضفة و... أما الأساسي من وظائف البرلمان، كما الحال في برلمانات العالم، فهو يكاد أن يكون لزوم ما لا يلزم. في إسرائيل، تبدو مؤسسات الدولة كأنها تُدار بأسلوب أقرب الى «التسيير الذاتي»، معتمدة على فيض من المساعدات والدعم المالي والتكنولوجي والاستيطاني من العالم المؤيد للاستيطان والمستثمر فيه.

كلما حكى نائب في الكنيست، تحوّل كلامه إلى قرارات. ليست في هذا مبالغة، فأي قراءة مقطعية لشهر أو شهريْن من قرارات الكنيست ونقاشات النواب «المُمَسرحة» تحت سقفه، ستوضح أن هذا البرلمان، والحكومة المشكّلة من أعضائه، لا شغل لهما إلا تعذيب الفلسطينيين ومواجهتهم في كل كبيرة وصغيرة، من الماء والهواء والأرض، إلى الإنسان بكل تطلعاته المشروعة من الحفاظ على هويته وتراثه، إلى آماله بتقرير المصير عبر الاستقلال ودحر الاحتلال.

والعملية لا تحتاج إلى تعقيد دستوري أو مراجعة أخلاقية. يكفي أن يتقدم أي نائب يميني متطرف- ويبدو أن ليس في الكنيست سوى اليمين ويمين اليمين من المستوطنين والمتطرفين- بفكرة ضد الوجود الفلسطيني، لتتحوَّل إلى قانون بغالبية الأصوات. هذا القانون تطبقه قوة احتلال على أرض غير أرضها، وشعبٍ غير شعبها. ولا يعدم العالم مَن ما زال يرى في ذلك «ديموقراطية».

لنأخذ ثلاثة نماذج في هذا الصدد، من قوانين أقرتها الكنيست، أو أنها في مسار التشريع تنتظر القراءة النهائية، أو مدرجة على جدول الأعمال. أول هذه النماذج هو ما جرى ويجري في الخان الأحمر من محاولة لتهجير التجمعات البدوية في الهضاب الشرقية للقدس باتجاه أريحا من أجل توسيع المستوطنات، خصوصاً مستوطنة الخان الأحمر (معاليه أدوميم)، وإيجاد تواصل بينها يجعلها مستوطنة كبرى تقطع الضفة الغربية من القدس حتى مشارف البحر الميت. وهذه العملية تستند إلى قانون أصدره الكنيست.

النموذج الثاني، هذا الأسبوع، هو قانون منع أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية، وهو القانون الذي طرحه نائب يميني متطرف هاجم قبل أشهر حافلة لأمهات أسرى وهن في طريقهن لزيارة أبنائهن. وفي وقائع تلك الحادثة أنه شتم الأمهات لأنهن «لا يلدن إلا إرهابيين».

النموذج الثالث هو قانون قدمته ميري ريغيف وزيرة الثقافة، الموصوفة إسرائيلياً بالجهل واللاثقافة، يحرّم تقديم أي عون مالي لأي مؤسسة أو مجموعة ثقافية تؤيد، ولو بأدنى درجة، حصول الفلسطينيين على حقوقهم أو تدافع عنهم، بذريعة أن ذلك «فعل خيانة» للمصلحة القومية الإسرائيلية. وهو قانون يستهدف أساساً مؤسسات فلسطينيي الداخل، ولكن أيضاً مؤسسات وفنانين إسرائيليين من ذوي التوجهات اليسارية والديموقراطية وأنصار السلام.

يكفي أنه منذ بدء الولاية البرلمانية الحالية منتصف عام 2015، سنّ الكنيست 23 قانوناً في شكل نهائي، وأدرج على جدول أعماله أكثر من 20 مشروع قانون، آخرها حظر رفع العلم الفلسطيني في التظاهرات والاجتماعات الشعبية.

إن نظرة على القوانين التي أُقرت تصيب بالدوار، يُذكر منها تمديد العمل بمنع لمّ شمل العائلات العربية في إسرائيل، و «الإطعام القسري» للأسرى، و «التفتيش الجسدي» في منطقة ذات أخطار أمنية، ولو لم يكن الشخص مشبوهاً، ومنع منح تأشيرة لشخص أو مؤسسة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، إلا في حالات استثنائية، وسحب مواطنة شخص من دون مثوله أمام المحكمة في حال كان في الخارج، ومنح وزير الداخلية صلاحيات بسحب الإقامة من أهالي القدس والجولان، على خلفية تنفيذ عملية أو نشاط سياسي، وقانون الكفالات المالية على عائلات الشهداء لغرض تنفيذ شروط إجراء الجنازات و...

هل يكفي هذا للدلالة على عنصرية «الديموقراطية» الإسرائيلية؟ تصريحات النواب وقوانينهم... «مزامير المستوطنين».

نقلا عن الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكنيست ومزامير المستوطنين الكنيست ومزامير المستوطنين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon