توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة؟!

  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة

بقلم - طارق عباس

منذ وعيت بهذه الحياة وأدركت أننى أعيش وأفكر وأميز بين الساخن والبارد، بين الولد والبنت، بين العاقل والمجنون، بين الممكن وغير الممكن وحتى هذه اللحظة التى أكتب فيها مقالى، وأنا أكاد أجزم وأقسم بأننى لا أعرف ولا أفهم وليس بمقدورى أن أتخيل: «لماذا تذهب حكومات وتأتى حكومات؟ وهل هناك فرق بين التى ذهبت والتى أتت؟ وعلى أى أساس يُنتقى وزراء ويُستبدَل وزراء بوزراء ويستمر وزراء ويُطاح بوزراء؟» .

استرجعت كل هذه الانطباعات السلبية والأسئلة الحائرة وأنا أتابع القرار الذى أصدرته معالى وزير الصحة  مؤخرا الدكتور هالة زايد بإلزام المستشفيات الحكومية بإذاعة السلام الجمهورى يوميا، وأن يقسم الأطباء  على القيام بواجباتهم تجاه المرضى والإخلاص للوطن وحماية أراضيه، وهو قرار لا أدرى إن كان قد دُرِس أم لا؟ وهل هو من أجل تعزيز الانتماء، كما تقول سيادتها؟ أم انه لأسباب أخرى ستُتكشف بمضى الوقت؟ لكننى متأكد من أنه قرار مرتبك، أثار الجدل رغم عدم إمكانية تطبيقه وتحول بسرعة لمزحة وطرفة ونكتة، وفى تقديرى أن وجه الغرابة فى القرار يرجع إلى: أولا: إن المستشفيات ليست أماكن للسلام الجمهورى ولا الأغنيات الوطنية أو الشعبية وإنما هى ملاذ المرضى الذين يلجأون إليه للاستشفاء وبالتالى لن يشغلهم السلام وربما لن يلتفتوا مطلقا لأى نوع من أنواع الموسيقى، لحاجتهم الماسة للهدوء والراحة والسكينة قبل أى شئ آخر.

ثانيا: لا توجد دولة فى العالم تعزز الانتماء فى المستشفيات فقط وتتركه فى النقابات والوزارات، ولا توجد دولة فى العالم فكرت بتلك الطريقة، فهل أتت معالى الوزيرة بما لم يأت به جهابذة الإدارة الصحية فى العالم؟.

ثالثا: إن المستشفيات التى سوف يشملها القرار هى: «المستشفيات الحكومية وأمانة المراكز الطبية والمعاهد التعليمية وهيئة التأمين الصحى ومديريات الصحة  وا... وا... » فهل يعنى هذا أن مستشفيات القطاع الخاص لن تحظى بشرف الاستماع للسلام الجمهورى وحلف أطبائها للقسم؟

رابعا: كيف سيمكن العمل به؟ وأين؟ هل سيكون من خلال طابور للمرضى والأطباء عند بداية كل وردية؟ ومن سينظم الطابور؟ هل هم الأطباء أم الممرضون أم الممرضات أم الحكيمات أم زوار المرضى؟

يا معالى وزير الصحة، إن القرارات تُدرَس قبل أن تُتَخذ، وعند التأكد من إمكانية تطبيقها ومناسبتها للظروف العامة للدولة ولأبنائها، يُعلَن عنها لتدخل حيز التنفيذ، وأن الأهم من قسم الأطباء رفع مستوى معيشتهم ومنحهم الرواتب الآدمية التى تتناسب مع ما بذلوه ويبذلونه من جهد وما يعطيهم الحق فى حياة كريمة لائقة بمن هم مثلهم فى بقية بلدان العالم، كما أن المرضى لن يتعزز الانتماء لديهم بالسلام الجمهورى بل بالإدارة الرشيدة وتوفير كافة المستلزمات الطبية لعلاج المرضى.. وخلاصة ما أرجوه منكِ يا معالى الوزير أن تقدمى اعتذارك عن كل هذا اللغط الذى أثرتِهِ دون داعٍ وكل الجدل الذى سينتهى حتماً لاستنزاف الوقت والجهد والأعصاب فيما لا طائل من ورائه.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon