توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوانلى العثمانلى

  مصر اليوم -

الإخوانلى العثمانلى

بقلم : محمود خليل

لا يزال كثير من أفراد جماعة الإخوان يعيشون وهْم أن الحكم العثمانى يندرج ضمن تجارب «الخلافة الإسلامية»، ليتساوى فى ذلك مع تجربتَى الخلافة الأموية والعباسية. وتقديرى أن هؤلاء ينشغلون بالشكل أكثر مما يعتنون بالمضمون، فتبهرهم فكرة وجود خليفة ومؤسسة اسمها الخلافة حتى ولو كانت مجرد أسماء على غير مسمى. وحقيقة الأمر فإنه منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب لم تخسر هذه الدولة كما خسرت فى العصر العثمانى، فقد سعى «العثمانى» التركى إلى تجريف ثروات البلاد بدءاً من البشر وانتهاء بالحجر، ووصل الأمر حد سرقة بعض الآثار الإسلامية الكائنة فى مصر، تراجعت مصر فى عصر العثمانيين فكرياً وحضارياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما لم تتراجع فى غيره، وبلغ الضجر من حكم إسطنبول مبلغه مع تعدد تجارب ومحاولات الانفصال عنها.

ويظهر على بك الكبير كأول قائد حاول الانفصال بمصر عن السلطنة العثمانية. حقائق التاريخ تقول إن هذا المشروع وُلد على يده، وأعطى من خلاله درساً لكل الحكام الطموحين الساعين إلى بناء دولة مصرية كبرى. كان «الجن على» -كما لقَّبه معاصروه- يردد لمن حوله: «إن ملوك مصر كانوا مماليك مثلنا، مماليك الأكراد مثل السلطان بيبرس والسلطان قلاوون وأولادهم، وكذلك ملوك الجراكسة، وهؤلاء العثمانية أخذوها -يقصد مصر- بالتغلب ونفاق أهلها». تلك كانت وجهة نظر على بك الكبير فى أمر الانفصال عن السلطنة العثمانية، ومبرره أن الأتراك أخذوا مصر بالتغلب ونفاق أهلها.

فشلت تجربة على بك بسبب خيانة قائده محمد أبوالدهب، وظلت أوضاع المصريين تحت الحكم العثمانى تنتقل من سيئ إلى أسوأ حتى طرقت الحملة التى قادها «بونابرت» أبواب البلاد. مثلت الحملة صدمة حضارية مدهشة للمصريين، شعروا خلال سنواتها الثلاث بمستوى الفشل الذى وصلوا إليه، وهوة التخلف التى يقبعون فيها. قاوم المصريون «الفرنسيين» حتى أخرجوهم من ديارهم، لكن الحملة خلَّفت فى نفوسهم إحساساً لا ينمحى بالهزيمة الحضارية، عزاه بعض أفراد النخبة والكثير من أفراد الشعب إلى ضعف دولة الخلافة، وعدم قدرتها على حماية ديار المسلمين، نتيجة عدم تمسكها بالإسلام، وأنها لو كانت مثل الخلافة الراشدة لما طمع الأعداء فى أرضهم وخيرهم. فكرة تعضيد الخلافة كانت الفكرة الأساسية التى دخلت بها مصر إلى بوابة التاريخ الحديث والمعاصر.

الوحيد الذى كان يرى أن الخلافة هى سر فشل الدولة المصرية هو محمد على، فانطلق يقطع عُرى ارتباط مصر بالدولة العثمانية، وشرع فى بناء نهضة يعتمد فيها على معطيات مصر وقدرات المصريين، دولة مستقلة لها تجربتها، بما تنطوى عليه من سلبيات وإيجابيات، تجربة اعتمدت على فكرة «الاستقلال بمصر»، ليكون خيرها فى حِجر أبنائها، وليس «طُعمة» لدولة الخلافة. السلبية الأساسية فى تجربة محمد على تتمثل فى عجزه عن غرس هذه الفكرة فى نفوس المصريين، حتى يضمن لها الاستمرار من بعده. المشكلة أنه لم يفعل، واعتمد كأى حاكم شرقى فى زمانه على مبدأ أن على الرعية أن تسمع وتطيع.

المصدر :

الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوانلى العثمانلى الإخوانلى العثمانلى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon