توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحفيون.. من الطرد إلى التنجيم

  مصر اليوم -

الصحفيون من الطرد إلى التنجيم

بقلم :محمود خليل

قرنان من الزمان يفصلان بين اللحظة الحالية التى نحياها ونشهد فيها نهاية عصر المطبوع، ولحظة البداية حين انطلقت أولى تجارب الصحافة المصرية (جريدة وقائع مصرية) على يد الوالى محمد على باشا. بين اللحظتين حدث الكثير فى عالم المهنة. دعنى أضرب لك مثالاً على ذلك بالتحول فى «القيمة الأدبية والاجتماعية» للصحفيين عبر العقود المتوالية. مع البدايات الأولى للصحافة المصرية لم يكن للعاملين بها شأن مذكور، بل على العكس كان يُنظر إلى الصحفى كشخص عاجز عن العمل فى مهنة محترمة، الأمر الذى يدفعه إلى العمل فى مهنة كل من هب ودب. يحكى سلامة موسى فى كتابه «الصحافة حرفة ورسالة» تجربة لطيفة مر بها، حين ذهب لاستئجار شقة، فحددت له صاحبة العمارة الإيجار وتوافقا عليه، ولما كتب فى العقد أن مهنته صحفى صرخت المرأة وخطفت الورقة منه ومزقتها، وقالت له: «معنديش شقق للإيجار».. ولما استفسر منها عن سبب التحول، ردت عليه قائلة: «صحفى يعنى تدفع شهر وتفوّت شهر».

ولعلك تعلم أيضاً قصة طلاق الشيخ على يوسف -صاحب جريدة المؤيد- من ابنة الشيخ السادات، وكان الأخير قد رفع قضية على الشيخ «على» يتهمه فيها بأنه غير كفء لابنته «صفية» ابنة الأشراف، وذلك بسبب المهنة التى يمتهنها وهى مهنة صحفى. لسنوات طوال كان ينظر إلى الصحفيين كأشخاص معدومى القيمة الأدبية، بسبب مهنتهم، فتتردد الأسر فى تزويجهم ولا تقبل لهم شهادة أمام محكمة. ولك أن تقارن نقطة البدء بنقطة الختام فى تاريخ الصحافة المطبوعة، حيث أمسى الصحفيون بالجرائد والإذاعة والتليفزيون نجوم مجتمع، لديهم القدرة على النفاذ إلى كل ركن وكل عقل داخل مؤسسات الدولة، بل ينظر إليهم منذ سنين طويلة كجزء من تركيبة «هيئة الحكم» بالدولة. ولا تزال الطبقات الشعبية حتى اللحظة المعيشة تعتبر مَن يظهر فى الصحافة أو التليفزيون أو يسمع صوته فى الراديو جزءاً من تركيبة «الحكام»، لكن السؤال هل سيستمر النجوم المورثون عن عصر المطبوع نجوماً بعد توقف المطبوع والتحول الكامل إلى الإلكترونى؟.

الحقيقة أن أغلب نجوم المطبوع أو مَن حققوا نجوميتهم من خلال المطبوع يصعب أن يستمروا بعد زواله. فإعلام التواصل الاجتماعى وغيره من أشكال الإعلام الجديد خلق نجومه منذ فترة طويلة. هناك نجوم التدوين والفيديوهات ممن يتابع إنتاجهم ملايين مملينة من البشر، شباب السوشيال ميديا سحب منذ فترة البساط من تحت أقدام نجوم المطبوع، والعديد من الأسماء القديمة تتوارى حالياً إلى الظل، ولك أن تتوقع المزيد من الاختفاء مع قرب ساعة «نهاية المطبوع».

ومن اللافت أنه كما بدت المهنة عاراً على صاحبها مع المراحل الأولى لظهور الصحافة المطبوعة، حتى تمكنت أجيال الرواد والمبدعين من تصحيح صورة الصحفى، يعانى الشباب الذى احترف إنتاج المعلومات والفيديوهات داخل عالم التواصل الاجتماعى من اتهامات شبيهة بتلك التى وُجهت لجيل «جدود الجدود» من الصحفيين. فما أكثر ما تسمع أوصافاً لهم من نوع: «شباب صايع».. «مروِّج إشاعات».. «يبحث عن التفاهات».. «شباب بلا قيم ولا مبادئ» وغير ذلك من عبارات تعبِّر أكثر ما تعبِّر عن العجز عن تحجيم تأثير النجوم الجدد لـ«السوشيال ميديا» على المجال العام.

المصدر :

الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحفيون من الطرد إلى التنجيم الصحفيون من الطرد إلى التنجيم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon