توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحطة الأخيرة لـ«الفكرة الأم»

  مصر اليوم -

المحطة الأخيرة لـ«الفكرة الأم»

بقلم : محمود خليل

منذ اللحظة الأولى لنشأة «الإخوان» قدمها حسن البنا للمصريين وللمسلمين فى دول العالم المختلفة كأداة لإعادة «دولة الخلافة». بل وذكر فيما سطره من كتابات أن فكرة الجماعة قفزت فى ذهنه منذ عام 1924 الذى شهد سقوط الخلافة العثمانية فى تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك. وكان «البنا» من أشد الداعمين لتتويج الملك فؤاد -ومن بعده «فاروق»- بتاج الخلافة، لكن المحاولة فشلت بسبب الموقف المستنير الذى تبناه رموز العمل السياسى فى مصر من هذه المسألة بعد ثورة 1919، وعلى رأسهم مصطفى باشا النحاس. تداول فكرة الخلافة فى ذلك الحين بقى شاهداً على اهتزاز التجربة النهضوية الهادفة إلى بناء دولة مصرية كبرى التى قادها محمد على بعد أن غادر الحياة وخلف من بعده حكاماً أدوا بشكل مختلف.

لم تتمحور جماعة الإخوان وحدها حول فكرة الخلافة، بل تحلَّقت حولها جميع الجماعات المتشددة التى ظهرت فى العالم الإسلامى، وجعلتها واحدة من كبريات أفكارها الرمزية. ويمكننا القول بأن تمكُّن هذه الفكرة من مصر والمصريين هو الذى أصاب هذا البلد برجّة وهزّة عنيفة عقب إعلان إلغاء الخلافة العثمانية. أُلغيت الخلافة فى بلد المنشأ لكن بعض المصريين تمسكوا بها، فانطلقوا يبحثون عن حل للمسألة وكادوا يعلنون واحداً من ملوكهم خليفة للمسلمين، تماماً مثلما فعل الظاهر بيبرس حين استجلب أحد الأفراد الباقين من أسرة الخلافة العباسية بعد سقوطها فى بغداد على يد التتار، وبايعه كخليفة للمسلمين، وأسكنه فى مصر. ومن يراجع أدبيات الإخوان سوف يجد حجم الحفاوة والإشادة التى يقابلون بها هذا الموقف من مواقف «بيبرس»، وكثيراً ما يستدلون به على أهمية الخلافة كأصل من أصول الإسلام، وأن زوالها يفرض على الأمة ضرورة التحرك من أجل استعادتها مرة ثانية.

وتمتد حفاوة الإخوان بالمدافعين عن فكرة الخلافة إلى عدد من الرموز الوطنية فى العصر الحديث، مثل مصطفى كامل، حيث يعتبرونه واحداً من كبار المدافعين عن الخلافة العثمانية، متجاهلين السياق الذى دفع الزعيم الشاب إلى ذلك، حيث كان السياق الدولى حينذاك يفرض عليه طرح ورقة تبعية مصر للدولة العثمانية كأداة ضغط دولى على إنجلترا حتى تسحب قواتها من مصر. المسألة عند مصطفى كامل لم تكن فى إعادة مصر إلى الحظيرة العثمانية قدر ما كانت محددة فى «استقلال مصر»، لم يفهم الإخوان أن مَن يطالب باستقلال مصر عن إنجلترا سيكون أشد حرصاً عندما يسمح له السياق بذلك على تخليصها من التبعية الوهمية للدولة العثمانية.

ويتعجب المتابع لفترة سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 عندما يلاحظ هذا التلاقى بين فكر الإخوان وفكر المسئولين بالأزهر فى المناداة بتنصيب خليفة بديل فى مصر. وهو التوجه الذى عارضه بشدة «على عبدالرازق» -أحد مشايخ الأزهر- وبلور رأيه فى المسألة فى كتابه «الإسلام وأصول الحكم» وفيه دحض فكرة أن الخلافة أصل من أصول الإسلام. وكانت النتيجة طرده من الأزهر، وغضب الإخوان عليه بالطبع، لمجرد أنه ناقش الفكرة الأم التى نشأت عليها الجماعة ودحضها. وحتى يوم الناس هذا لا يزال الإخوان يؤسسون رؤيتهم على فكرة «استعادة الخلافة» حتى ولو كانت على الطراز «العثمانلى».

المصدر :

الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحطة الأخيرة لـ«الفكرة الأم» المحطة الأخيرة لـ«الفكرة الأم»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon