توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب ليبيا تستدعي «المنقذ الأميركي»

  مصر اليوم -

حروب ليبيا تستدعي «المنقذ الأميركي»

بقلم - محمد علي فرحات

لا أحد يعرف متى تهدأ المعارك في العاصمة الليبية طرابلس ومتى تتجدد، وحكومة «الوفاق» لن تستطيع الحكم في مرحلة وفاق مستحيل فيبقى لها الاسم وحده في المحافل الدولية، وفي لقاءات مصالحة كذلك الذي استضافه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإيليزيه.

المعارك التي ترعب مَن تبقى مِن أهل طرابلس وتتركهم رهائن في بيوتهم، يخوضها ثوار مرحلة «الربيع العربي» التي تداخلت فيها صورتا الثائر والإرهابي. وهناك مراقبون يلاحظون أن ثواراً انحرفوا نحو الإرهاب في حين يصعب أن تجد إرهابياً ارتقى ليصبح ثائراً.

ليست ليبيا طرابلس فقط، فهناك بنغازي والشرق حيث يسيطر عسكرياً جيش اللواء خليفة حفتر مكتسباً شرعية سياسية من البرلمان المنتخب. وهناك مناطق الجنوب حيث معظم منابع النفط وقبائل كبرى تميل سياسياً إلى الشرعية في بنغازي وتحتمل ضغوط طرابلس في انتظار سلام ليبيا الذي يتحقق عبر وفاق شرقها وغربها وجنوبها.

طرابلس وحدها اليوم ساحة حروب صغيرة مؤذية، بعدما كاد الجيش في الشرق يقضي على مواقع الإرهابيين واستطاع أهل الجنوب التحكم بخلافات داخلية يحاول الخارج تأجيجها. وحدها طرابلس، يقول مراقبون عرب إن المجموعات المسلحة المحسوبة على قطر وتركيا هي التي تفتعل فيها المشكلات أو أنها تطور الخلافات الصغيرة لتصبح حروباً دموية، وغايتها منع الترتيبات الدولية لإخراج ليبيا من محنتها عبر إجراءات أبرزها انتخاب برلمان جديد. لم ينسَ هؤلاء، وغالبيتهم في أجواء «الإخوان المسلمين»، أن الانتخابات الأولى والوحيدة بعد سقوط القذافي، لم تعطهم مقاعد في البرلمان بقدر ما كانوا يأملون، وثبت للإقليم والعالم أن غالبية الشعب الليبي لا تريد حضوراً فاعلاً لهؤلاء في الدولة الوليدة.

هذا لا يعني أن طرابلس خالية من الثوار وأن حاملي السلاح فيها هم جميعاً من جماعات الإسلام السياسي أو الجهادي. هناك ثوار لكن عددهم يتضاءل بفعل الهجرة والصمت، فليس للثائر الحقيقي من يؤازره في الفوضى الليبية، بل حتى في الفوضى العربية الراهنة. ربما يحتاج الأمر وقتاً لتضعف سيطرة «الإخوان» على طرابلس، لكن الأمر يحتاج وقتاً آخر ليكفّ الفرنسيون والإيطاليون عن الصراع للسيطرة على ليبيا، وتنتظر الدولتان تبلور الوضع الميداني بين القوى المتحكمة في العاصمة الليبية، لتعرف من يتبعها أو يتبع غيرها من هؤلاء. ويبدو أن الأمر يتطلب وقتاً، خصوصاً مع عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الليبية، وسعيها إلى أن تكون لها اليد الطولى في اتفاق أوروبي– أميركي– عربي على شكل السلطة الجديدة وعلاقاتها بالمحيطين الإقليمي والدولي.

أما الشعب الليبي نفسه فمعظمه ينتظر خارج الوطن، وحين يعود سيجد خريطة سياسية بل اجتماعية ليس أمامه سوى الدخول فيها. هذا الشعب الذي يمتلك ثروة وطنية تحسده عليها شعوب العالم، سوف يحتاج عشرات السنين ليحررها من مصالح أجنبية ستكون وحدها– للأسف– ضامنة سلامة ليبيا دولة ومجتمعاً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب ليبيا تستدعي «المنقذ الأميركي» حروب ليبيا تستدعي «المنقذ الأميركي»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon