توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدواعش إلى أين؟

  مصر اليوم -

الدواعش إلى أين

بقلم - عادل نعمان

آلاف الدواعش يستسلمون للجيش السورى فى قرية الباغوز شرقاً على نهر الفرات، آخر المعاقل، والجيب الأخير للدواعش فى سوريا، نهاية داعش وموتها ستعلن قريباً وربما قد أعلنت، آلاف الكيلومترات التى سيطرت عليها داعش فى سوريا والعراق فى غضون شهور من إعلان الدولة الإسلامية، قد اختزلتها القوات السورية والإيرانية الآن فى سراديب وخنادق يعيشون فيها كالجرذان، ويستسلمون بالمئات مذعورين يومياً.

العزاء فى تاريخنا العربى لن يتوقف ولن ينقطع، فما زالت ولادة التنظيمات القتالية الجهادية مستمرة من مئات السنين، الآلاف من البدو المقاتلين، والمقاولين، والمشاركين للتنظيم بالغزوة وباليومية وبالمناصفة فى الغنائم والأسلاب، قد انفضوا عن التنظيم بعد حصاره وخنقه، ويسارعون إلى الانضمام إلى الدولة الوطنية خوفاً وهلعاً، يقلدون ما صنعه أجدادهم فى الغزو والسلب بالمقاولة وبالحتة، وربما كان الخلاف والشجار والخناق على القسمة والتوزيع قائماً، معظم الدول الأوروبية ترفض عودة مواطنيها من الدواعش، وتتخلى عن كل التنظيمات الحليفة القتالية التى سلحتها ومولتها ودربتها وعاونتها ودفعتها إلى سوريا والعراق، وتركت مواطنيها يخرجون منضمين إليهم تحت سمعهم وأبصارهم، العراق يوافق على عودة عشرين ألفاً من مقاتلى الدواعش من العراقيين وزوجاتهم وأولادهم وكلهم قنابل موقوتة إلا إذا عزلتهم عزلاً تاماً، وأعادت الصالح منهم إلى المجتمع، آلاف من مقاتلى الدواعش يتمركزون بجوار قاعدة «التنف» الأمريكية على الحدود العراقية السورية، والتى قررت الجلاء عن سوريا ثم تراجعت فى قرارها وقررت البقاء، ربما انتظاراً لترحيلهم إلى مناطق أخرى للصراع، آلاف الدواعش وأسرهم خرجوا إلى تركيا فى حماية تركية وسورية ربما للضغط بهم على أوروبا وتسريبهم حسب الطلب. كل الأطراف تبحث عن فك طلاسم وأسرار ومخابئ وبنوك وشركات وأموال الدواعش، ولا تخرج أسرارها عن تركيا بوابة عبور المقاتلين والإرهابيين والأموال والعلاج وتجارة البترول والآثار والأعضاء البشرية، وربما تستولى على المليارات فى غضون شهور، قيادات التنظيم الناجون من القتل يخرجون من العراق وسوريا على متن الطائرات الأمريكية بزوجاتهم وأولادهم وأسلحتهم إلى جهات غير معلومة ليوم مقبل قريب، العالم ينتظر ولادة جديدة للتنظيم سوف تعلن قريباً تحت مظلة «صفقة القرن»، وربما حان وقت القاعدة أن تعلن عودتها من مرقدها بعد إعادة ترتيب صفوفها وعتادها وأيديولوجيتها، فكما خرجت داعش من رحمها فلا مانع أن يعود الجنين إلى أصله، وأصل هذا الإرث كله ممتد إلى قرون طويلة، ذُرية بعضها من بعض، ومن يرفض الصفقة ويعارضها ربما يدفع إليه هؤلاء دفعاً، ومن يؤيد ويساند فهو من المسالمين الفائزين والغانمين، وربما كانت داعش مرحلة من مراحل إنهاك الجيوش العربية القوية، واستقطاب البعض حتى تمر الصفقة على الجميع مرور الكرام، وهو اختيار صعب، ومأزق خطير، ومحنة عسيرة، وورطة لا فكاك منها، وانقسام عربى ووطنى حول البدائل، لن يسلم منه سوى المؤيدين والمحايدين، وسيدفع الثمن المعارضون والرافضون والوطنيون.

داعش، أو التنظيم الجديد، أو القاعدة، إلى أين؟

المحطة الأولى الرئيسية المتوقعة هى أفغانستان الملاصقة للحدود الإيرانية، ومنها يستطيع التنظيم شن هجمات متكررة على الإيرانيين واحتلال مناطق متاخمة منها لأفغانستان، وسيجد هذا العدوان عوناً ومدداً وتمويلاً سخياً من دول أهل السنة العرب، الثأر قائم بين التنظيم وإيران، أو قل بين السنة والشيعة، ولن تخرج كعبة الإيرانيين التى أنشئت للحج حديثاً من هذا الصراع وهذا القتال، وسوف تكون هذه الحرب المقبلة تحت عنوان «هدم رموز الشرك»، ولن يغفر التنظيم لإيران المعاونة والمساعدة فى القضاء على فكرة الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية المناهضة لفكرة الإمامة القائمة حالياً فى إيران، وحرمانهم من المنافسة على القيادة والريادة.

المحطة الثانية: ليبيا وسيناء دفعة واحدة، للتمرير والضغط والإلهاء لصفقة القرن، وما زالت مصر هى الهدف والمرتقب، التعامل مع الموقف يتم بشكل واحد وقرار واحد، وهو منع وصول هؤلاء إلى ليبيا يعنى منعهم من دخول سيناء، ومنع دخولهم سيناء يعنى منعهم من التسلل إلى ليبيا، القتال على الجبهتين مفروض أن يكون قتالاً واحداً وجبهة واحدة، والمقاومة إذا نجحت فى جبهة نجحت فى الأخرى وإذا فشلت فى جبهة فشلت فى الأخرى، التعامل جغرافياً يجب أن يكون تعاملاً واحداً، والحدود فى هذا الشأن واحدة، ومصر قادرة عليهم شرط أن يلتف الشعب تحت مظلة الوطن، الخوف كل الخوف على ليبيا.

المحطة الثالثة: اليمن التعيس، لمد أمد الصراع بين السنة والشيعة والضغط على إيران المنافس الشرس فى صفقة القرن. هل يستطيع التنظيم ومحركه العمل على الجبهات الثلاث فى وقت واحد؟ وهل يحتفظ لنفسه بحق العمل فى جبهة دون الأخرى، وحسب ترتيب أولوياته؟

ممكن، وهذا ما سنراه قريباً فى المنطقة، علينا المراقبة والانتباه وترتيب أوراقنا وصفوفنا والاستعداد للمرحلة المقبلة، وأهمها عودة الدواعش المصريين إلى أرض الوطن، ونحن لها.

سلام يا مصر من كل سوء.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدواعش إلى أين الدواعش إلى أين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon