توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام من مكابرة قطر

  مصر اليوم -

عام من مكابرة قطر

بقلم - هاني سالم مسهور

ما بثته قناة الجزيرة القطرية عشية الذكرى الأولى للمقاطعة العربية للنظام القطري، والذي تضمن نتائج التحقيقات القطرية حول ادعاء الاختراق، كشف أن هذا النظام مصاب باضطراب عقلي وعصبي، فهل يعقل أنه، وبعد مرور عام كامل، أن تتغير نتائج التحقيقات التي كانت تشير إلى اتهام دولة الإمارات بعملية الاختراق المزعومة، وحددت الوسيلة المستخدمة، أنها تمت بجهاز آيفون، لتأتي بعد عام بنتائج تحقيقات مختلفة تماماً، أدعت فيها أن الجهة التي تقف خلف الاختراق المزعوم، هي وزارة سيادية في المملكة العربية السعودية.

مذهل كل هذا التحول في الاتهام بين يونيو 2017م ويونيو 2018م، وسيزول هذا الذهول والتعجب، عندما ندرك أن قطر التي مررت نتائج تحقيقاتها الأخيرة عبر برنامج (ما خفي أعظم.. ليلة الاختراق)، وهو أحد البرامج المستحدثة والمتخصصة للهجوم على الرباعية العربية (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، فحالة الهوس تقتضي استخدام هكذا نوعية من البرامج، لإخراج تبريرات متناقضة تماماً لتلك التي كانت قبل عام، وهذه صفة متلازمة مع النظام القطري، الذي يدعو إلى تحقيق السلام والعدل، وتعزيز روح التسامح، بينما يستضيف العشرات من المصنفين إرهابيين على أرضه، ويدعم بالأموال الضخمة، الجماعات الإرهابية، هذا التناقض حالة متلازمة عند النظام القطري، وهي واحدة من مسببات الأزمة مع الرباعية العربية.

الازدواجية القطرية التي نشأت منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده (يونيو 1995م)، هي سلوك لم يتوقف عند النظام القطري، الذي قام على تراكمات كبيرة من الأحقاد تجاه جيرانه، وخاصة السعوديين، ويبدو أن حمد بن خليفة، وكذلك حمد بن جاسم، هما أكثر الشخصيات التي شكلت هذه الازدواجية، ما حدث أن الاستراتيجية الأمنية الإقليمية والعالمية، في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أصبحت واضحة المعالم أكثر من أي فترة سابقة، وهي باختصار، لا تسامح مع ممولي وداعمي ومحرضي الإرهاب كافة، أياً كان شكله، بينما الحكومة القطرية دعمت، وما زالت تدعم، تنظيم الإخوان المتطرف في المنطقة وحول العالم، وتدعو لإسقاط الحكومات العربية بشكل مستمر، وتزرع خلايا استخباراتية في معظم دول العالم العربي، وتعمل على محاولة تفتيت المجتمعات من الداخل، ليتسنى لها إدخال تنظيم الإخوان للمراكز السياسية العليا، قطر أيضاً عملت على تقديم دعم لا محدود للجماعات التابعة للقاعدة، سواء في سوريا أم اليمن، ودعمت الحشد الشعبي بأكثر من نصف بليون دولار، وعملت على دعم محاولات بث الفتن في شرق السعودية والبحرين، ودعمت مليشيات فجر ليبيا الإخوانية، ما أفشل مشروع الحكومة الانتقالية سابقاً.

تعيش الدوحة حالة من «العزلة» السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بعد تورطها عالمياً في دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول، هذا الحصاد المرير الذي وصل إليه النظام القطري، هو نتيجة الانحراف في المنهجية السلوكية، التي ظهرت حقيقتها بعد أيام من إعلان المقاطعة، بارتماء قطر المشين في أحضان الإيرانيين والأتراك، ما أكد تماماً على أن مسببات المقاطعة كانت صحيحة ودقيقة جداً، نظراً للارتباطات المشبوهة للنظام القطري مع هذه الكيانات السياسية المعادية للعالم العربي، والتي تدخلت على مدار سنوات طويلة في الشؤون العربية الداخلية، وفجرت النزاعات، وعملت على تشريد الآلاف.

أظهرت قطر وجهها الحقيقي، سواء من خلال سماحها بنشر قوات عسكرية إيرانية أو تركية على أراضيها، ما هدد فعلياً الأمن القومي العربي، الذي لطالما كانت قطر رأس الحربة في انتهاكه، من خلال أدوارها التي لعبتها في بلدان عربية عدة، غير أن التماهي القطري مع الإيرانيين، يبدو أنه سيحمل تبعات قانونية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وإعادة العقوبات على إيران، وهنا، يتعين على النظام القطري تحديد موقفه، فلم يعد مقبولاً البقاء في الحضن الإيراني، فهذا يعني الانتحار السياسي.

تكبدت قطر خسائر اقتصادية هائلة، بداية من تراجع القيمة السوقية للبورصة القطرية، ودفعت المليارات من أرصدتها على شركات العلاقات العامة، لتجميل وجه النظام القبيح أمام العالم، فقدت قطر في عام واحد، الاحترام السياسي والأخلاقي أمام الشعوب العربية، التي أصبحت ترى في هذا النظام مصدراً من مصادر الشر والتخريب، صورة ذهنية مخيفة، حملتها هذه الشعوب، يجب أن تنحصر في النظام، وأن يتجنب الشعب القطري العربي الشقيق تبعات ما يكيده تنظيم الحمدين من مكائد، عام مرير على الشعب القطري، فهو الخاسر الأكبر من المقاطعة، بينما الرابح الأكبر، هي الشعوب العربية التي وجدت في تراجع الإرهاب، وانكشاف حقيقة مموليه، ضرورة أكبر باستمرار المقاطعة حتى تنفيذ المطالب الثلاثة عشر كلها.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام من مكابرة قطر عام من مكابرة قطر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon