توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم الدين

  مصر اليوم -

يوم الدين

بقلم-عبلة الرويني

لا شيء في الحكاية.. وكل شيء في الحكاية.. هذا هو إبداع فيلم (يوم الدين) للمخرج أبو بكر شوقي.. تلك البساطة الشديدة، الوجوه الطازجة، الأماكن الطبيعية المفتوحة، النهار في الأغلب والعذوبة.. معزوفة موسيقية تتسلل شيئا فشيئا داخلنا، فنزداد رهافة وإنسانية... بشاي (راضي جمال) الذي اختار أن يظل داخل مستعمرة الجذام، يعمل جامعا للقمامة، رغم تعافيه من المرض.. يظل بالمستعمرة تجنبا للخروج إلي الحياة ومعاملته كمنبوذ!!.. لكنه بعد موت زوجته (المريضة عقليا) قرر أن يغادر المستعمرة إلي أقصي الصعيد، تحديدا إلي قرية (أبو حور) بمحافظة قنا، للبحث عن عائلته وأبيه، الذي تركه أمام المستعمرة صغيرا.. تبدأ رحلة بشاي (ورحلة الفيلم) علي عربة خشبية يجرها حمار (حربي) ويرافقه طفل نوبي يتيم يسمي (أوباما) لبشرته السمراء... رحلة في عالم المنبوذين والمضطهدين والمهمشين، في حركة الشارع وحجم التمييز السائد.. وفي اختيار بشاي المسيحي وأوباما النوبي، دلالة تضاعف معاني التميز والإضطهاد، دون مباشرة أو إفصاح..

حوار أبو بكر شوقي (المخرج والمؤلف) بسيط في معظم المشاهد، لكنه يتجاوز أحيانا وعي الشخصية، متكلما بلسان المؤلف نفسه.. ورغم أن راضي جمال (بشاي) يقف للمرة الأولي أمام الكاميرا، فهو ليس ممثلا، ولكن مريض متعافي من المرض، جاء أداؤه طبيعيا تماما، كمن يقدم معاناته الشخصية.. ورغم ملامح وجهه المطموسة بسبب المرض، وصوته الملتهم للحروف، والحيادي النبرة في معظم الأحيان، فإن التشوهات التي لحقت بالشكل الخارجي، وحالت دون القدرة علي التعبير، لم تستطع أن تمس الروح الجميلة، المرحة والإنسانية.. نفس الأمر بالنسبة للطفل أوباما (أحمد عبد الحفيظ) هو أيضا يقف أمام الكاميرا للمرة الأولي، وهو أيضا لا يمتلك التعبير بالوجه ولا بالصوت، لكن قوة الحضور الإنساني تصوغ المشاهد.. طوال الفيلم لا توجد عبارات عاطفية، لا يوجد إغراق في المشاعر، ولا ميلودرامية، علي العكس كل المواجهات العاطفية داخل الفيلم، تعمد المخرج إخفاءها أو عدم إكمالها (لحظة لقاء بشاي بشقيقه، إضاءة اللقاء بأبيه)..
لا شيء يمكن الإمساك به في(يوم الدين) حيث تتحقق العدالة وتتحقق المساواة.. لا شيء يمكن الإمساك به، تماما كالضوء، يغمرك كاملا، لتخرج من الفيلم أكثر عذوبة وأكثر إنسانية.

نقلا عن الاخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الدين يوم الدين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon