توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زمزم والنفط والاستثمار

  مصر اليوم -

زمزم والنفط والاستثمار

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

في مقال خص به صحيفة «الشرق الأوسط»، في الأول من هذا الشهر، أشار وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون إلى لقاء رئيس الوزراء البريطاني المرموق ونستون تشرشل مع المؤسس الملك عبد العزيز، رحمه الله، وكيف أن تشرشل تذوق من نبع ماء زمزم واستعذب مذاقه، ويرى جونسون مجازاً أن الماء العذب الآتي من نبع وسط الصحراء بداية لعهد جديد مع المملكة. وفي نهاية مقاله، أشار كذلك إلى أن هذا الماء العذب من المملكة هو الطريق الصحيحة لعلاقة مستمرة قوية.
الصحراء التي تفجر فيها الماء العذب تفجر فيها أيضاً النفط ومداخيله العذبة، وتمر هذه الصحراء اليوم بمرحلة جديدة تتجاوز النفط إلى تحويلها منتجعات سياحية ومشاريع ضخمة هي الأخرى، استمراراً لسياسة المملكة المؤمنة بأن خيرات هذه الصحراء لا تنضب، ما دام هناك من ينقب عنها ويعيد تجديد منابعها.
وما بين أكثر من سبعة عقود، واليوم، عاشت العلاقات السعودية - البريطانية متماسكة وثابتة رغم الممرات التاريخية الصعبة كالحروب العالمية والباردة، وحربي الخليج الأولى والثانية، وأحداث سبتمبر (أيلول)، والاعتداءات الإرهابية على لندن. كلها، كانت بشكل مباشر أو غير مباشر امتحاناً لعمق العلاقة بين البلدين، لكنها كانت دائماً واعدة بحكم فهم حكومتي البلدين لأهميتها الاقتصادية والأمنية.
العالم تعرّف على ولي العهد السعودي قبل نحو عامين، حينما أطلق مشروعه الوطني «رؤية 2030»، وكانت الحكومات الغربية، من خلال وسائل إعلامها، تشكك في مدى قدرة المسؤول الشاب على تحقيق ما يعد به من إصلاحات اقتصادية كونها متداخلة ومرتبطة ارتباطاً كبيراً بالتغيرات الاجتماعية والثقافية. وأساس هذه الشكوك أن المملكة العربية السعودية بلد محافظ أكثر من الحد المقبول، وكانت عوائد النفط تزيد من التردد وعدم الرغبة في التغيير لعدم الحاجة إليه، ما دام أن عوائد النفط تدر من الأموال ما يكفي لتنمية البنية التحتية، من دون الحاجة إلى ما سماه ولي العهد في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الاثنين الماضي، سياسة «الصدمات»، التي نفذها على المستوى الاجتماعي ومكافحة التطرف والفساد وغيرت وجه المستقبل السعودي.
ارتحل الأمير محمد بن سلمان منذ دخوله بلاط الحكم إلى كل الدول المحركة للاقتصاد العالمي شرقاً وغرباً، يسوّق لرؤيته ويدعو لشراكات أساسها الاستثمار المتبادل، خصوصاً في مجالات التقنية والترفيه والصناعة. لكن الرؤية بشقها الداخلي كانت عاملاً معززاً لقناعة الغرب بأن ولي العهد عازم على المضي قدماً، فأعاد هيكلة الاقتصاد وأسس لبرامج تحول وطني في كل مؤسسات الدولة، وبث الحياة في أوصال الصحراء تماماً كالماء العذب، بأن أحيا فيها روح الثقافة والفن والأدب، ففتحت المسارح للفنون المختلفة، وتنوعت الألعاب الرياضية، فتلقفها السعوديون بقبول فاق الوصف، بعد أن تم لجم المتطرفين الذين كانوا صوتاً متنطعاً طوال عقود أضفت على حياة السعوديين كثيراً من السوداوية والكبت وقتلت فيهم روح الإبداع. أما المرأة التي كانت الضحية الكبرى لمفاهيم الإسلام المتطرفة من قبل هؤلاء، فتعيش اليوم عيداً تلو عيد. بلا مبالغة، كانت المرأة السعودية تتعرض للمهانة مع كل حديث وخطبة من المتشددين، يرونها كالبيت المستأجر، ناقصة عقل ودين، ويحذرون الشباب منها بألا تفتنهم، لأن النساء أكثر أهل النار...! بدعٌ اختلقوها ليحكموا إغلاق المجتمع من خلال استصغار شأن نصفه. من الطبيعي أن هذه الأجواء المعتمة ستحول دون أي تغير إيجابي ملحوظ. المجتمع كان يحتاج إلى صدمة، صدمة مشروطة برجل ذكي واعٍ مشى خطوات تدريجية في الإصلاح، ولاحظ أن المجتمع المسجون ينشد الخلاص. اليوم المرأة تكتسب مزيداً من الأهلية القانونية، وتتوسع في مجالات عملها الوظيفي، محامية ومهندسة وباحثة، ستقود سيارتها بنفسها إلى مقر عملها أو لحضور مباراة فريقها المفضل. ستتمتع بالفنون المسرحية بأنواعها وستتذوق طعم الحياة كما لم يسبق لها.
الغرب يفكر بعقلانية، بأن تغيير المجتمع السعودي من الداخل أصعب بكثير من الإصلاحات الاقتصادية، لأن الأخيرة قرار حكومي بحت، أما التحولات الاجتماعية فهي تحرك ضد تيار متصلب الرأي بث التشدد في نفوس الناس لعقود طويلة. الإصلاحات الاجتماعية التي نفذها ولا يزال وسينفذها ولي العهد السعودي هي ما جعلت الغرب أكثر ثقة بقوته وعزمه في تحقيق مشروعاته الاقتصادية الضخمة، وأكدت لهم أن فترة التغيير التي تعيشها المملكة هي فرصة كبيرة للمشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار التي أطلقتها.
من الناحية السياسية، الوضع مماثل، والقضايا لا تتجزأ. الحرب في اليمن تتقدم لصالح الشرعية، والمؤسسات الأممية المعنية بالجانب الإنساني تستقبل الأموال السعودية وترى كيف يبذل مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية جهوداً كبيرة وأموالاً طائلة لتخفيف معاناة المدنيين. الرياض كذلك تتقارب مع العراق بشكل غير مسبوق منذ حرب الخليج الثانية، العراق ككل بشيعته وسنته، وهو دلالة على الانفتاح السياسي بعيداً عن الآيديولوجيا الطائفية التي نشرتها إيران لتحكم قبضتها على المنطقة العربية. أما الأزمة مع قطر فهي مشكل صغير مقارنة بكل ذلك، ومع أن الدوحة لم تكف عن الصراخ منذ المقاطعة في يونيو (حزيران) الماضي، فإن أسباب المقاطعة مفهومة لدى البلدان الغربية.
كما قال جونسون في مقاله إن مستقبل السعودية والمنطقة والعالم الإسلامي يعتمد على مدى نجاح الأمير محمد بن سلمان، وهي لغة جديدة جاءت بعد مرحلة من التشكيك ثم المراقبة والترقب، إلى الثقة الكبيرة بأن ولي العهد السعودي عامل نجاح، وعوامل النجاح هي فرص براقة للبريطانيين وغيرهم، لن يفوتوها.

نقلا عن الشرق الاوسط السعوديه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمزم والنفط والاستثمار زمزم والنفط والاستثمار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon