توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»؟

  مصر اليوم -

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

خبا صيت جماعة «الإخوان المسلمين» منذ نحو عامين؛ لم تعد نشاطاتهم وتصريحاتهم تلهب الوسط الإعلامي وتستفز حكومات المنطقة كما في السابق. نتيجة طبيعية للتضييق عليهم، وكشف حقيقتهم أمام الشارع العربي، وأيضاً أمام إدارة الرئيس دونالد ترمب التي تنظر إليهم بريبة وتميل لكونهم فئة ضالة، عكس موقف إدارة الرئيس السابق أوباما الذي عوّل عليهم لحكم العالم العربي والإسلامي، وساندهم في السر والعلن، وقرّب إلى أفواههم لقمة الحكم سائغة، لكنهم خذلوه كما خذلوا أتباعهم ومناصريهم. أين الجماعة في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات السياسية المتعاقبة؟
بخلاف شتاتهم في الدول الغربية، وفتح مكاتب صغيرة بتمويل قطري لإعادة التموضع، فهم في البلدان العربية مختبئون خلف ستار التقية، خوفاً من الحكومات التي تلاحقهم مثل معظم دول الخليج ومصر، أو حتى الشارع الذي لفظهم، كما في تونس وليبيا. المتنفس الوحيد المتاح لهم هي تركيا التي استقطبتهم منذ الثورة على حكم «الإخوان» في مصر، في 30 يونيو (حزيران) 2013، ولجأوا إليها قيادات وأعضاءً هرباً من التهم التي وجهت إليهم بالتخابر مع دول معادية لمصر مثل قطر، وجماعات إرهابية كـ«حماس» و«حزب الله» والجماعات المسلحة في بنغازي وغيرها. هم هاربون من القضاء والمحاسبة. وللتنفيس بعد التضييق، مؤخراً، شهدت إسطنبول اجتماعاً لقيادات ونشطاء في الجماعة، منهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، الذي يتهمه التونسيون بالتسبب في ضياع فرصة النهوض بعد الثورة، وتفضيله العمل الحزبي السري للجماعة على ولائه الوطني. كذلك المعارض المصري أيمن نور، صاحب قناة «الشرق» الإخوانية التي تبث من تركيا، ونور هو الواجهة الليبرالية لجماعة «الإخوان» أمام الغرب، أو لنقل إنه الإسلامي «المتعصرن» متمثلاً بالرئيس التركي.
الاجتماع هذه المرة كان خلاصة لجهود كبيرة قامت بها الجماعة خلال الشهرين الماضيين للمتاجرة بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اعتبره أيمن نور شرارة الثورة العربية الثانية؛ يقصد بعد التونسي البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على النظام. أصدق ما قاله نور في اجتماع الجماعة ذاك، أنه لا يوجد بلد عربي يمكن أن يقام فيه مثل هذا الاجتماع، لذلك أقيم في تركيا! وهذه حقيقة. كان لـ«الإخوان» فرصة ذهبية وذهبت مع الريح، ووجودهم في تركيا وتدفق أموال الدوحة لفتح فضائيات متواضعة فنياً ومحتوى، لن يعيد إليهم الحياة. تركيا منحتهم الإقامة، لكنها غير قادرة مالياً على تغطية نفقاتهم المعيشية أو مشروعاتهم الحزبية كإنشاء جمعيات وإقامة أنشطة، لذلك تُرك هذا الدور لقطر التي تقدم لهم في تركيا وغير تركيا المال والتجهيزات، وتدير علاقة الأعضاء ببعضهم، وترشح قيادات وتسقط أخرى.
الاجتماع هذه المرة كان محرضاً على السعودية على خلفية قضية مقتل خاشقجي، استبشر المجتمعون خيراً بأن الحملة الإعلامية التي تُدار من أعلى سلطة في تركيا وقطر ستصل بهم إلى مستوى السقف المرتفع المنشود، وهو تغيير النظام في المملكة، وما سيتبعه من تفكك في المنظومة الخليجية، ثم هيمنة تركية على المنطقة تحقيقاً لحلم الخلافة الموعود. من حيث الفكرة والواقع، الدولة الوحيدة التي وقعت تحت هيمنة تركيا هي قطر، والاتفاقيات التي وُقِّعت مؤخراً بين قيادات الدولتين تؤكد أن الوجود التركي في قطر ماضٍ في اتجاه واحد، بلا خط رجعة، حيث تضمنت هذه الاتفاقيات تعزيز وجود قوات أمن تركية على الأراضي القطرية، وتبادلاً لأفراد القوات المسلحة. العلاقة النفعية بين البلدين أساسها توافقهما على مبدأ الإسلام السياسي في الحكم، متمثلاً بجماعة «الإخوان المسلمين»، وتنطلق المصالح المشتركة من هذه النقطة، حيث تمنّي الجماعة «الإخوانية» تركيا بسراب الخلافة، وترى الدوحة أنها تستقوي بالهيمنة التركية. المجتمعون في إسطنبول من «الإخوان» كانوا «خاشقجيين» أكثر من أسرة خاشقجي، استغلوا اسمه وموته لحث المجتمع الدولي على الضغط على المملكة، في حين أن أسرته وكلت أمرها بعد الله إلى القضاء السعودي. الانتهازية السياسية التي تنطلق من تركيا باسم خاشقجي لن تتوقف قريباً، لكنها وصلت إلى مرحلة من الخصومة إلى حد يوجب الرد، وإنها لمفارقة أن تكرر الولايات المتحدة، وحتى الدول الأوروبية، نفيها علاقة القيادة السعودية بقضية مقتل خاشقجي وفقاً للتسجيلات، في حين تصر تركيا على الترويج لهذه الدعاية وهذا الزعم في المحافل الدولية ووسائل الإعلام بشكل يومي.
هل تظن الجماعة أن في حادثة مقتل جمال خاشقجي فرصة للضباع للانقضاض على المملكة؟ إن كان ما يقوم به «الإخوان» هو محاولة لتحقيق هذا الحلم فهذه فرصتهم بالتأكيد، لكن إن اعتقدوا يقيناً أن الكيان السعودي بهذه الهشاشة فهذه لن تكون أولى زلاتهم، ولا آخر إخفاقاتهم في اللعبة السياسية، بدليل أن اليمني والتونسي والمصري والسعودي منهم، لم يجدوا بعد عقود من التهيئة لحكم العالم العربي، سوى صالة اجتماع صغيرة في إسطنبول تقبل بهم.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان» هل أحيت قضية خاشقجي آمال «الإخوان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon