توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيستيريا

  مصر اليوم -

هيستيريا

بقلم - دينا عبدالكريم

لا يغضبنى فى كل أمراضنا الاجتماعية شىء قدر غضبى من الهيستيريا فى المشاعر.

هيستيريا الحب للوطن التى تدعى أنه ليس فى الإمكان أروع مما كان وأننا جميعا سعداء وليس بيننا فقير أو مظلوم أو محتاج.. هى نغمة مضحكة كشفها الجميع وصارت مدعاة للسخرية بين الجميع إلا بين أوساط مردديها والمنتفعين بها.. حب الوطن بالنسبة لى هو خلعة القلب حين ينهشه فاسد، إحساسك بالملكية الحقيقية لشوارعه ومنافعه ورغبتك الأصيلة فى الحفاظ عليها.. تعففك عن مكسب سريع هو فى أصله سرقة من أموال الناس.. صيحة تشجيع وسند لكل من ارتدى العلم ممثلا لهذا الوطن دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.. احترام الدم لا المتاجرة به.. حب الوطن هو الصراخ لإفاقة أى غافل مهما كانت مكانته.. واحترام الاختلاف مهما علت حدته.. حب الوطن قيمة تجعلك (ابن أصول) وتحفظك من الهيستيريا.

حتى الحب بين رجل وامرأة.. مضحك جدا هو الانبهار بصور جميلة وكلمات غزل وحب متبادل «أنت حب حياتى، عمرى وفرحتى» كلها مجرد كلمات.. لطيف أن نسمعها.. الحقيقة أن الحب يبدو باهتا جدا إن لم يختبر.. الحب الحقيقى هو تلك المشاعر التى تمتحن خلال سنوات من الزواج وخبرة أطفال ومسؤوليات مادية واجتماعية وعائلية.. اعبر كل هذه الامتحانات ثم حدثنى عن الحب.. تحمل واصبر.. اسند وقم وساعد.. اختلف وتشاجر ثم سامح وانسَ واضحك.. اقترب وابتعد واخلص وقاوم.. ثم حدثنى عن الحب.. كلما قلت الهيستيريا.. تعمق الحب وتأصل.. وصار مريحا ونافعا ودافعا لأصحابه ليكونوا أشخاصا أفضل.

قدر ما أجد هيستيريا الحب غير ناضجة ومضحكة أحيانا.. غير أن ما يكسر القلب حقا هو هيستيريا الكراهية.. هيستيريا الكراهية مرعبة وخانقة.. وقدر روعة الحب القادر على تلوين الحياة وجعلها مكانا أفضل للجميع.. قدر كون الكراهية تجعل من صاحبها شخصا منبوذا يبتعد عنه الناس لا إراديا.

مسموح لنا جدا أن نختلف فنفارق، ألا نرتاح فنبتعد، أن نفشل فنغضب.. لكن من غير الصحى ولا الطبيعى أن أصب كراهيتى على كل البشر.. النهاية التى ندركها متأخرا أننا جميعا (غلابة) وحتى من كان جزءا من حزنى وتعاستى هو أيضا تعيس ويحتاج لبعض من حب حتى ولو لم يستحقه.. فمن منا يستحق!

الهيستيريا تحول الأمور العادية التى يمكن التعامل معها إلى أعراض مرضية مزيفة تعطل المواجهة والتغيير وحتى الرضا والفرح بأسباب السعادة المشروعة.

ليتنا ندرك مصابنا.. ونتعامل معه بوعى.. فنشفى ونحيا.

نقلا عن المصرى اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيستيريا هيستيريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon