توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثقافة العربية والمشهد الكويتي!

  مصر اليوم -

الثقافة العربية والمشهد الكويتي

بقلم - حسين شبكشي

كنت في مناسبة اجتماعية مؤخراً جمعتني ببعض الشخصيات الكويتية، وكانوا من زوار معرض جدة للكتاب، ودار الحديث معهم عن التغيرات الإيجابية التي تشهدها الساحة الثقافية السعودية. وتطرق أحدهم بأسف إلى زيادة حجم الكتب الممنوعة والمحظور حضورها في معارض الكتب، وكيف أصاب ذلك الأمر المشهد الثقافي الكويتي بالقلق والإحباط وخيبة الأمل، فهي ظاهرة جديدة عليهم تماماً، وضد الخط المدني المنفتح الذي كان يميز الكويت في حقبة الثمانينات، التي يطلق عليها الكويتيون «الفترة الذهبية». وهذا الحنين لهذه الحقبة الذهبية هو الذي ألهم بعض أهم المبدعين الكويتيين في تقديم مسرحية غنائية وموسيقية باسم «الثمانينات» أحيت الشجن والحنين لزمن جميل، كانت فيه الكويت تقود المشهد الثقافي الخليجي بامتياز، وتساهم بقوة في إثراء المشهد الثقافي العربي.
خروج الكويت وابتعادها عن الحضور القوي في الساحة الثقافية يضر ولا يفيد، فالصحافة الكويتية كانت رائدة ومتصدرة، وكذلك كان المسرح والغناء؛ بل وحتى الرياضة هي أيضاً. وهذه الملاحظات بطبيعة الحال ليست جديدة، إذ جرى تداولها مراراً، ولكني استعدتها مؤخراً في ظل مراجعة المشهد الكويتي. 
والحقيقة لو طلب مني ترشيح شخصية تمثل العرب لنيل جائزة «اليونيسكو»، فسأختار الشيخة حصة الصباح، مؤسسة وراعية «دار الآثار الإسلامية»، إحدى أهم المؤسسات الثقافية في العالم الثالث قاطبة؛ بل إنه من دون أي مبالغة، من الممكن القول إن الشيخة حصة ومؤسستها أهم من بعض وزارات الثقافة في المنطقة. فالعمل المؤسساتي المنظم والناجح الذي يقدم من خلال الشيخة حصة الصباح ومؤسستها، بات معياراً تقاس به المتاحف والمؤسسات المشابهة لها.
عبر السنين، ومن خلال العمل الدؤوب، استطاعت توظيف إمكاناتها وعلاقاتها وتواصلها، لتكوين أهم وأكبر مجموعة آثار إسلامية، أكاد أقول إنها تفوقت فيها على أعرق المتاحف العالمية، بالإضافة لبرنامج الدار الثقافي الذي يتنوع بشكل مدهش وثري، بين المحاضرات الثقافية والعروض الموسيقية والأفلام المتنوعة، والعروض المختلفة التي تغطي شتى المواضيع، من ضيوف من كافة أصقاع الكرة الأرضية، بانفتاح واثق على كل الثقافات من كافة أنحاء العالم.
لقد توصلت الشيخة حصة إلى أسلوب حضاري وعملي لتمويل أعمال المؤسسة التي ترعاها، فأدخلت شركاء من القطاع الخاص والأعمال، كشركات النفط والمصارف وشركات التجزئة وغيرها.
الكويت قدمت نموذج الشيخة حصة «سفيرة العرب الأولى لعالم الثقافة الدولي»، في ظل انحسار وتراجع واضح للمشهد الثقافي بالكويت. وتقلص الحريات بالكويت مسألة تدعو للقلق، وتصيب كل متابع للشأن الثقافي العربي عموماً، والمشهد الثقافي الكويتي تحديداً. ولذلك قد يكون من المطلوب دعم ورعاية القدوات والنماذج القيادية المؤمنة بدور المؤسسات الثقافية الخاصة، التي انطلقت بمبادرة فردية وشخصية، وبالعمل الدؤوب والإخلاص كتب لها النجاح الكبير.
قابلت الشيخة حصة وتعرفت عليها، ويأسرك تواضعها الجم وخلقها الرفيع وعلمها العميق، ولديها الشغف «العربي» بترميم الآثار ورعايتها، فلديها مجموعة مهمة من البيوت العربية القديمة في دمشق المعروفة بـ«أراضي ديار»، ولها أنشطة لافتة في مصر ولبنان أيضاً.
العالم العربي بحاجة ماسة لتزكية مناخ الانفتاح والانصهار الثقافي، وتشجيع كل من يقوم ببناء جسور التواصل والثقة مع الحضارات الأخرى المختلفة، بدلاً من بناء أسوار العزل والتقوقع، مولدة مجتمعات مليئة بالشك والخوف من الآخر، لا يمكن إلا أن تنتج الكراهية وبالتالي الإرهاب والقتل. 
نبحث دوماً في اختياراتنا عن «موظفين حكوميين» ليقوموا بتمثيل العرب في المشهد الثقافي الدولي. أعتقد أنه آن الأوان لإعطاء المجال لشخصيات غير رسمية للقيام بذلك. الثقافة حالة عامة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة العربية والمشهد الكويتي الثقافة العربية والمشهد الكويتي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon