توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلام ما بعده كلام

  مصر اليوم -

سلام ما بعده كلام

بقلم - حسين شبكشي

حديث جديد قديم لا يتوقف ولا ينتهي عن السلام في منطقة الشرق الأوسط. مبادرات وآراء وأفكار قدمت للسلام. كثير منها قوبل بالرفض والتشكيك والتخوين والتكفير لأصحابها، ناهيك ممن دفعوا حياتهم ثمناً لاعتقادهم بأن السلام حلم ممكن، ونهايات الملك عبد الله الأول ملك الأردن، وأنور السادات وإسحاق رابين الدموية دليل على ذلك. وكذلك ما حصل بحق الحبيب بورقيبة من تشكيك وتخوين واغتيال معنوي لشخصيته، لأنه حاول أن ينظر بشكل عملي وواقعية لمشكلة عويصة وعميقة.
كلمة مهمة قالها أحد الحكماء، وهي أنك تعقد اتفاقيات السلام مع أعدائك وليس مع أصدقائك، وعليه، فهنا السؤال الصعب: هل سكان منطقة الشرق الأوسط «كلهم» مستعدون حقاً للسلام، وعلى استعداد للتعايش مع الآخر؟ سؤال عميق ومهم جداً.
في كتابه الشهير الصادر عام 1989 بعنوان «سلام ما بعده سلام» وضح مؤلفه الكاتب ديفيد فرومكين أن انهيار الإمبراطورية العثمانية وولادة شرق أوسط جديد، أطلقا حرباً عالمية جديدة لم تنتهِ إلى اليوم. أميركا كانت دائماً تسعى لإطلاق حل نهائي ما لمشكلة العرب والفلسطينيين بين قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ من العرب تارة ومن إسرائيل تارات، ومبادرات رفضت من الفلسطينيين والعرب تارة ومن إسرائيل تارات. إسرائيل تشبه جنوب أفريقيا ما قبل مانديلا في عنصريتها، والمطلوب مواطنة فلسطينية كاملة، سواء تحت دولة واحدة أو تحت دولتين، وحق العودة لكل فلسطيني في الخارج سلبت أراضيه، تماماً كما يجب استعادة حقوق اليهود والعرب. الأديان لا علاقة لها بتجارة الأراضي واقتسام المناطق، وبالتالي تطبيق العدالة مطلوب أن يكون بالقانون الذي يسري على الكل، وليس بناء على نصوص دينية، كل يراها من وجهة نظره. أميركا عليها أن تكون مرآة لدستورها حينما تسعى لحل لهذه القضية المعقدة، وتعود للكلمات الافتتاحية لوثيقة الاستقلال الخاصة بها «كل الرجال خلقوا سواء»، وبالتالي لا يوجد مجال للتمييز بناء على عرق أو دين. ومن الممكن العودة إلى العهد القديم، (التوراة نفسها) في سفر التكوين الإصحاح الحادي والعشرين، الآية رقم 34: «وتغرّب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياماً كثيرة»، فالنص صريح، هناك فلسطينيون في هذه الأرض قبل اليهود ولا يمكن حرمانهم من حقوقهم.
السلام هو الخيار الأصعب ولكنه الاختيار الصحيح. هو طريق لمواجهة التطرف والاتجار بالقضايا والتضحية بالأبرياء والدجل باسم المقاومة. ولكن لتحقيق كل ذلك مطلوب أن يشعر الجميع أنه سلام حقيقي وعادل، ويحقق الكرامة والعدل والأمان بوصفها أساسيات في الحل المنشود. طريق صعب ولا يقدر عليه إلا القلة.
السلام بحاجة لقوة إقناع تدعمها العدالة، تؤيدها القوانين التي تؤمّن حلاً فيه أقصى حدود الحق والعدل مهما حاربه المستفيدون من بقاء الحال على ما هو عليه بلا نهاية. سلام يرضي بعدل، خير من شعارات وتجارة بقضية شريفة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام ما بعده كلام سلام ما بعده كلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon