توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

  مصر اليوم -

«ياغو» الإرهابي

بقلم - نورا المطيري

في كل مرة أتابع فيها الأخبار أو مواقع التواصل الإجتماعي وتظهر أمامي صورة «حمد بن جاسم» يقفز إلى ذهني فوراً شخصية «ياغو» في مسرحية عطيل لشكسبير، الخائن المنافق حامل علم عطيل الذي كان يُظهر الطيبة والولاء ويبطن الحسد والحقد والضغينة، مدبّر المكائد وصانع الدسائس الشهير، ظهر على المسرح كشخصية وهمية ثم عاد ليظهر مرة أخرى في هذا الجزء من العالم، كشخصية حقيقية.

المكالمات الهاتفية المسرّبة والمنتشرة في كل مكان بين حمد بن جاسم ومعمر القذافي تتطابق بشكل كبير مع الحوارات التي يدلي بها «ياغو» لهدم أساسات بيت عطيل بزرع الشك والوسواس في رأسه وينتهي به المطاف بقتل زوجته المحبة والطاهرة، تلك الحوارات كأنها الحوارات ذاتها بين «ياغو بن جاسم» و «القذافي» حيث تصور حيل ياغو وخبثه بدقة متناهية وكأن بن جاسم قد تراءى لشكسبير في العام 1604 وهو يكتب صفات وحوارات هذه الشخصية المليئة بالسموم والخبث والضغينة.

الأسبوع الماضي تحدثنا عن الأيادي البيضاء النقية التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، إنها يديّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاه الله، ودعوته الصريحة لمساهمة الإعلام والإعلاميين الفعالة في هذه المسؤولية الجماعية المجتمعية، وبدأت شخصياً، مبادرة لتشريح مفهوم الإرهاب والتفاعل مع الجمهور لتوضيح كيفية محاربته ومحاصرته وبناء حاجز بين التنظيمات الإرهابية وبين الشباب، ولكن ذلك ترافق أيضاً مع احتجاجات سلمية نموذجية في الأردن، فظهر فجأة «ياغو بن جاسم»، وجوقة الفتنة في الدوحة، وأطل برأسه وتغريداته محاولاً تشويه وتسميم وتغيير مسار الإعتصام السلمي في الدوار الرابع وجعلها تبدو حرباً بين طرفين لا نهاية لها.

مهمتنا بمكافحة الإرهاب، وفي ظل وجود «رأس الأفعى القطرية» كما يصفه نادر العنزي في صحيفة عكاظ، وفي ظل وجود تنظيم الحمدين وزبانيته والإعلام القطري التائه في سراديب المؤامرات والتشويه، تبدو مهمة مضاعفة الأوجه، حيث يفتح هؤلاء أمامنا جبهات أخرى غير جبهة محاصرة التنظيمات الإرهابية في أوكارها وغير جبهات التوعية اللازمة والضرورية لشحن المجتمعات والشباب بالطاقة الإيجابية التي يحتاجونها للتقدم والتطور والإبتعاد عن الفكر المنحرف ومختطفي الأديان، حيث أصبح لدينا جبهة تعرية كل «ياغو» ومواجهة كل منصة تقوم على أساس منحرف متطرف حتى وأدها في عقر دارها.

بطبيعة الحال، فإن وجود أشخاص مثل ياغو بن جاسم وأحمد منصور وفيصل القاسم وعزمي بشارة والقرضاوي في مشاهد حياتنا لا يستدعي فقط الاكتفاء بمقاطعة تنظيم الحمدين والدوحة وتأديبها، بل يحتاج هذا الموقف،من وجهة نظري، إلى تدخل جراحي لاستئصال هذه المجموعة الإرهابية عن طريق محاكمتهم كمجرمي حرب، حتى لو تطلب ذلك إنشاء محكمة عاجلة لمكافحة الإرهاب تشارك بها الدول المتضررة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالسعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر وسوريا واليمن وفرنسا وغيرها.

المجتمع الدولي، والمجتمع العربي الذي يطالب بشدة بمكافحة الإرهاب ودوائر التطرف بكافة أشكالها سيقبل بلا شك بمحكمة دولية أو عربية تضع هؤلاء في قفص الإتهام، فقد أصبح من حق الدول المتضررة من الإرهاب السعي لتحقيق خطوات أكثر حزماً تجاه تلك الزمرة من التنظيمات والأفراد الذين عاثوا ويعيثون في منظومة مجتمعاتنا الفتنة والخراب.

بالنسبة لي ليس هناك أي فرق، بين ياغو وبين جاسم وبين عبدالملك الحوثي الإرهابي ولا أجد أية فروقات بين القرضاوي وخامئني وبين أحمد المنصور وحسن نصرالله وبين حمد آل ثاني والبغدادي، فكلهم يتشابهون في العقلية والفكر المنحرف والأهداف المتطرفة الإرهابية وكلهم يلتقون تحت راية الفتنة والخراب والإرهاب الذي ينبغي محاكمته والقضاء عليه دون هوادة.

نقلا عن البيان الاماراتية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ياغو» الإرهابي «ياغو» الإرهابي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon