توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب

  مصر اليوم -

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب

بقلم - د. جبريل العبيدي

درنة المدينة الليبية الساحلية الجبلية الجميلة التي كانت تعاني منذ سنوات طوال من تبادل سيطرة تنظيمات الإسلام السياسي عليها من «الإخوان» و«القاعدة» و«داعش»، أصبحت اليوم محررة ودخلتها قوات الجيش الليبي وسط زغاريد الأهالي وتهليلهم، لتكذب سدنة الإرهاب المجاهرين بإنكار وجود «القاعدة» في المدينة، وانتشرت في أزقتها وشوارعها الأجهزة الشرطية لتنظيم الأمن ونشر الأمان المفقود منذ أن أعلن أحد قادة الإرهاب وميليشيات الإسلام السياسي أن درنة «إمارة إسلامية» في فبراير (شباط) 2011.

درنة المحررة اليوم تبادل على حكمها الغرباء من الجزراوي والشيشاني وأبو عبد الله المصري والبغدادي وعمر رفاعي سرور، وهو ضابط مصري سابق، الذي يعد حلقة الوصل بين المصري أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة والجزائري مختار بلمختار زعيم تنظيم «القاعدة في أفريقيا»، مع شريكه المصري هشام عشماوي مؤسس تنظيم «مرابطون» وساري المصري وأبو حمزة التونسي وأبو عبيدة التونسي وأبو عمر التونسي، وسفيان إبراهيم بن قمو المعروف بـ«أبو فارس الليبي»، وهو سجين ليبي سابق في معتقل غوانتانامو، ويعتبر مؤسس تنظيم شورى درنة الإرهابي، وهو تحالف لعدد من الميليشيات، ضمّ جماعة من «أنصار الشريعة» التي صنفها مجلس الأمن على لائحة الإرهاب، إضافة إلى كتيبة «جيش الإسلام» وكتيبة «شهداء بوسليم»، حيث بقيت المدينة لأكثر من سبع سنين عجاف يغاث الناس فيها ويذوقون ويلات العذاب، إذ كان الرجال يفتك بهم أمام ذويهم في مشاهد دموية.

درنة المدينة الليبية التي احتضنها الجبل الأخضر بتضاريسه المعقدة ولفّها البحر الأبيض المتوسط بحزم شاطئه حتى أصبحت من أجمل المنتجعات الطبيعية في العالم وأكثرها روعة، تعود اليوم بعد تحريرها إلى حضن الوطن، لتمارس نشاطها الثقافي والحضاري الذي اشتهرت به وتستكمل مسيرة التعايش المجتمعي الذي تميزت به، حيث جمعت فسيفساء وطنية من مختلف المدن والمناطق الليبية منذ أن جاءوا إليها من المنطقة الغربية.

درنة تخلصت من الإرهاب والإرهابيين الذين كانوا يستوطنون درنة محمية لهم لكون تضاريسها الطبيعية تجعلها محمية من أي اقتحام يمكن أن يتم من الخارج، ولكن نظراً لوفرة المياه والفواكه في وديان الجبل أصبحت أماكن آمنة ومحمية بها الماء والطعام مكنت الإرهابيين من الاختباء فيها لسنوات، ولهذا كان اختيار درنة مخبأ لمطاريد العالم من الإرهابيين من قبل تنظيم «الإخوان» لاستخدامهم في أغراضه الخبيثة، بعد أن تستر عليهم وأنكر وجودهم لسنوات طوال.

تحرير درنة يعتبر إنجازاً عسكرياً كبيراً ونقلة نوعية في ملف الإرهاب العالمي، لأن مطاريد العالم من الإرهابيين كانوا يختبئون في درنة، التي كثيراً ما تباكى عليها أنصار الإرهاب حد المجاهرة بالبكاء أمام مكاتب الأمم المتحدة في مدن وعواصم العالم، والواقع أنهم يتباكون على غلمان وصبيان الظواهري والبغدادي.

تحرير درنة هو بمثابة التخلص من بؤرة عمليات إرهابية عالمية، حيث كانت تدار عمليات إرهابية تجري خارج الأراضي الليبية، ومنها ما كان يجري في سيناء المصرية، بل إن كثيراً من الانتحاريين في العراق وسوريا كانوا قد تدربوا وانطلقوا من درنة.

تحرير الجيش الليبي لمدينة درنة من قبضة الإرهابيين ستكون له تداعيات كبيرة، وأثر كبير في البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، حيث يعتبر بمثابة قطع يد كانت تطول كثيراً من الأهداف، ليس داخل ليبيا بل خارجها أيضاً.

هي درنة التي استشهد من أجل تحريرها مئات الجنود الليبيين لتحريرها من مطاريد «القاعدة» و«داعش»، ولا يمكن لها أن تعود حاضنة للإرهابيين، كما فعل بها تنظيم «الإخوان» المفسدين في الماضي.

وها هو الجيش الوطني يبسط سيطرته الكاملة على المنطقة الشرقية بعد أن نظفها من هؤلاء الشياطين الذين قبلوا حياة الناس إلى جحيم، وسينطلق الجيش إلى حدود بني وليد للمساعدة في طرد بقية الإرهابيين القتلة.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon