توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الليبيون لن يعطوا أصواتهم لـ«الإخوان»

  مصر اليوم -

الليبيون لن يعطوا أصواتهم لـ«الإخوان»

بقلم - د. جبريل العبيدي

ينبغي أن يعي الليبيون أن هذا التنظيم الشرس تنظيم الإخوان المسلمين... ذا الأنياب والمخالب المهلكة لا يريد بالليبيين ولا ببقية العرب خيراً، إنما يريد أن يرهن بلدانهم لثقافة مدمرة لا عهد لهم بها. وما عايشه الليبيون خلال سبع سنوات من خبث هذا التنظيم وقلبه للحقائق وتفريخه للإرهاب، سيكون تنويراً كافياً لكل الليبيين من أنهم لن يعطوا أصواتهم للإخوان المسلمين مهما كان الأمر.

لذا فإنه لا أمل لتنظيم البنا وقطب في أصوات الناخبين الليبيين بعد أن افتضح مشروعهم الخارجي، ومجاهرة قياداتهم بمناصرة تنظيمات وجماعات إرهابية مثل «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى بنغازي» و«سرايا القاعدة» وغيرها، وإنكارهم وجود «داعش»، والتستر على جرائمها، ضمن سياسة تبادل الأدوار التي ينتهجها ويتفنن فيها التنظيم، حيث مصلحة التنظيم أن يقوم فريق من رجاله ببعض الأعمال التي يصفها بـ«الجهادية»، ثم ينكرها طرف منهم، وهو منهج باطني تفننت فيه «جماعة الإخوان».

فالتنظيم في ليبيا رغم قدم تاريخ جذور وجوده في هذه البلاد، إذ يعود ذلك إلى خمسينات القرن الماضي، إلا أن انتشاره بقي ضئيلاً ومحدوداً ومحصوراً، لعدم تقبل الليبيين له، ثم انضوى تحت جناح المعارضة الليبية بعد عام 1969 في المنفى، التي قبلت به تكملة عدد ليس إلا، ولكنه سرعان ما انقلب عليها وسقط كأوراق الخريف وتحالف مع القذافي الابن في مشروع «ليبيا الغد» عام 2006، وسعى إلى توريث سيف الإسلام القذافي، وتغلغل التنظيم رغم المعارضة الشديدة لحرس القذافي ورجال الخيمة، لكنه سرعان ما تنكر لمشروع القذافي الابن الإصلاحي، وانقلب عليه في 2011.

التنظيم صاحب التاريخ الطويل في مظاهر التلون كالحرباء والتقية، والسلوك البرغماتي، شعاره «التقية منهجي ومنهج آبائي»، لم يحصد التنظيم ولا مرشحوه أي نصر انتخابي في ليبيا، سوى ذلك الرقم الذي تحصل عليه عام 2012 في انتخابات المؤتمر الوطني (البرلمان عقب انتهاء مدة المجلس الانتقالي)، ولم يحقق له الأغلبية، التي تحصل عليها عبر الخداع والمخادعة والتضليل من خلال المرشحين تحت عباءة «المستقلين»، الذين سرعان ما قفز بعضهم في سفينة التنظيم، بل إن أحدهم أصبح رئيساً لكتلة التنظيم، مما يعتبر خديعة صريحة لناخبيه، وهو الذي أعلن لهم أنه مرشح «مستقل»، ليجدوه تحت قبة المجلس رئيساً لجماعة تنتمي لتنظيم دولي عابر للحدود، مجاهراً بالقول: «تنظيم الإخوان المسلمين تاج على رأسي»، واصفاً معارضيه بأنهم مجرد «خردة بشرية».

الليبيون سبق لهم أن أسقطوا التنظيم في انتخابات 2014، حيث لم يتحصل عناصر التنظيم سوى على أقل من 5 في المائة من الأصوات رغم التحشيد والتضليل بالظهور بشخصيات غير معروفة الولاء للتنظيم، مما دفعهم حينها إلى إطلاق عملية عسكرية لإجهاض العملية الديمقراطية بمجرد خسارتهم الانتخابات، وأنكروا نتائج الصندوق.

الخداع والتضليل اللذان يمارسهما التنظيم العابر للحدود، لن ينطليا على الليبيين في الانتخابات المقبلة، فقد فهموا الدرس، وتمعنوا فيه، بعد أن اكتوى الليبيون بنيران التنظيم وسياسته التي لم تمنعه من تسليم البلاد لتنظيم داعش وسكاكين أفراده التي أشعلوها في رقاب الليبيين في مدن ليبيا من بنغازي إلى درنة وسرت وصبراته وبراك الشاطئ، قبل أن يحررها الجيش الليبي من براثن التنظيم وشقيقاته.

فتنظيم «الإخوان» يحدث بما لا يعتقد، ويظهر خلاف ما يبطنه، مشروعه ليس وطنياً، بل إنهم سيسعون لتخريب ليبيا، ويفسدون حياة الليبيين، ومنهجهم الوسطى، في حال «انتخابهم»؛ الأمر بعيد الاحتمال، فالتنظيم المبتدع دينياً، والمفلس سياسياً، والمتنكر لجغرافيا البلاد وطنياً، والمنكر لهوية البلاد العربية والمعادي للقومية العربية، لن يأتي بخير لليبيين لو تمكن من التسلل والعودة للمشهد والسيطرة والحكم. واتخاذ ليبيا مركزاً آخر لهم لبث الفوضى في البلدان العربية. 

معرفة التنظيم بخسارته المسبقة جعلته يسعى لإفساد أي استحقاق انتخابي قادم، لمعرفته بأنه لا أمل له في أي صوت انتخابي يذكر قد يحقق له أثراً سياسياً.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الليبيون لن يعطوا أصواتهم لـ«الإخوان» الليبيون لن يعطوا أصواتهم لـ«الإخوان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon