توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحرين... 7 أعوام على فبراير الأسود

  مصر اليوم -

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود

بقلم - سلمان الدوسري

في الخامس من مارس (آذار) 2011 كنت انتهيت للتو من لقاء صحافي مع زعيم المعارضة الشيعية البحرينية علي سلمان، وفي طريقي للقاء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني للقاء صحافي آخر. شوارع العاصمة المنامة على غير عادتها تخلو من السيارات والمارة. ليست البحرين التي نعرفها. الاحتقان بلغ أشده. والطائفية في أقصى مستوياتها في بلد عرف بتسامحه. المعارضة المتطرفة نظمت يومها سلسلة بشرية بنكهة طائفية، تبدأ من ميدان مجلس التعاون (اللؤلوة)، حيث مقر تجمع الميليشيات المطالبة بإسقاط النظام، باتجاه جامع الفاتح أكبر مساجد البحرين. استفزاز للشارع البحريني ما بعده استفزاز. في لقائي معه في مقر جمعية الوفاق تحدث علي سلمان بلغة المنتصر الواثق من السقوط المنتظر، بينما قال سلمان بن حمد: «ستبقى بلادنا لكل البحرينيين، سنتهم وشيعتهم، أزمة قاسية لكنها ستمر، لن نسمح بأن تتغلغل الطائفية بيننا». بعد سبع سنوات من فبراير البحرين الأسود، ها هي مملكة ديلمون فعلاً تمر من أزمتها القاسية والمروعة بسلام، بتكاتف أبنائها المخلصين، أما من راهن على سقوطها من متطرفي الداخل، وعملاء الخارج، وداعمي الفوضى، مثل إيران وقطر، فها هم ينكشفون ويسقطون واحداً تلو الآخر.

بدأت البحرين ربيعها الخاص قبل الربيع العربي المزعوم بعشر سنوات، في 2001 أطلق الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشروعه الإصلاحي، وتضمنت «فلسفة الإصلاح» أهم مبادئ وأسس وغايات المشروع، التي تتناول المقدمات الأساسية للمجتمع البحريني، وأهداف الحكم وأساسه، والحريات والحقوق الأساسية للمواطن. أصدر ملك البحرين في فبراير 2011 مرسوماً بإلغاء قانون ومحكمة أمن الدولة، ثم أعقب ذلك بالسماح بعودة جميع المنفيين إلى البلاد من دون قيد أو شرط، للمشاركة الفعلية في إقامة دولة المؤسسات والقانون والعدل والمساواة، وتم توزير من كان ضمن قادتهم في الخارج، ومنحهم حرية إنشاء صحف، كما تم الإفراج عن جميع المعتقلين من سجناء الرأي، حتى أصبحت سجون البحرين خالية من أي معتقل سياسي، وجرى تنظيم السلطة التشريعية وفق نظام المجلسين، وهما المجلس النيابي ومجلس الشورى؛ الأول يتم انتخابه انتخاباً حراً مباشراً، والآخر معين يضم رموزاً وشخصيات تمثل الخبرة والتخصص النوعي، بما يسهم في تطوير الأداء التشريعي والرقابي للمجلس الوطني، الذي يضم كلاً من مجلس النواب ومجلس الشورى. ليس من المبالغة القول إن السنوات الأربع الأولى من إنشاء الجمعيات السياسية البحرينية والمتزامنة مع أول فصل تشريعي للبرلمان الجديد 2002 - 2006، كانت الفترة الذهبية للمعارضة عندما سمح بتأسيس جمعيات سياسية كصيغة بديلة عن الأحزاب، وهي خطوة غير مسبوقة في المنطقة، وربما تناسب التجربة البحرينية. واستمر تطوير التجربة لعقد كامل من خلال تصويب الأخطاء التي يمر بها المشروع الإصلاحي، والتي كانت المعارضة جزءاً أساسياً من عملية الإصلاح بأكملها، مما أفضى إلى تنازل الحكومة عن كثير من صلاحياتها لصالح السلطة التشريعية، ثم وقعت الكارثة المزلزلة عندما تحالفت المعارضة الشيعية مع ميليشيات متطرفة استغلت ما حدث في دول أخرى أسقطت فيها الأنظمة، إبان «الربيع العربي»، للعمل على إسقاط النظام الملكي، فكانت الضربة القاصمة للمعارضة التي بددت كل مكاسبها في عشر سنوات، فخسرت كل ما شاركتها به الدولة ومنحتها إياه، وثبت لها وللعالم أن مساعي التغيير من الخارج تكلفته هائلة ونتيجته خاسرة.

ما حدث في البحرين في أعقاب أحداث فبراير 2011 لم يكن أزمة سياسية كما يبدو للمطلع من الخارج، بل تسببت المعارضة المتطرفة بأزمة طائفية وأمنية وأيضاً إرهابية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تعيش تلك المعارضة أزمة حقيقية مستمرة.
البحرين، بعد أن تخلصت من آثار كارثة فبراير الأسود، بحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة، لديها الإرادة الحقيقية لنفض غبار تراكماتها، تتجاوب مع سلسلة المبادرات الإصلاحية التي انطلقت في مطلع الألفية الجديدة، والساعية لإيجاد حلول وطنية واقعية وموضوعية، بتكاتف أبنائها بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم وأديانهم ومذاهبهم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon