توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجهة الحقيقة!

  مصر اليوم -

مواجهة الحقيقة

بقلم - دينا عبد الفتاح

حقيقة على الجميع أن يواجهها وهى أن أسعار الوقود والكهرباء ستشهد زيادة لا محالة، نتيجة لصعود أسعار النفط عالميا، واتساع فجوة الدعم الحكومى بما يهدد بعجز متفاقم فى موازنة الدولة.

الحكومة لا تملك سيناريو بديل عن زيادة أسعار الوقود، الرفا��ية المالية المطلوبة لاستمرار الدعم بهذا المستوى غير متوفرة، كما أن التزامنا بتطبيق برنامج إصلاحى وطنى منضبط مع المؤسسات الدولية، وخاصة صندوق النقد الدولى يحتم علينا عدم إرجاء أية قرارات تتعلق بمصير السلامة المالية فى الاقتصاد.

وبالتالى فنحن أمام «أمر واقع» لابد أن نتعامل معه بشكل سريع، ولا نترك الأمر للمفاجآت التى اعتدنا عليها خلال الفترة الماضية.

كلٌ منا عليه أن يعيد ترتيب أولوياته فى الإنفاق من ناحية، ويخفض من استهلاكه قدر الإمكان من ناحية أخرى، إلى جانب ضرورة تكثيف البحث عن مصادر دخل إضافية أو زيادة دخله، حتى يستطيع التأقلم مع مستويات الأسعار الجديدة، سواء فيما يتعلق بالوقود تحديدا أو بمختلف السلع التى ستتأثر بزيادته.

المواطن مطالب بأن يكون أكثر كفاءة فى إدارة دخله خلال الفترة المقبلة، فلا ينبغى أن يلتزم بأقساط مالية تؤثر على قدرته المعيشية فى المستقبل، ولا ينبغ�� أن يرسم حدود نفقاته فى ظل مستويات الأسعار السائدة التى لا تعبر عن التكلفة الحقيقية لتلك السلع.

وعلى الرغم من صعوبة الموقف، وارتفاع التكلفة التى سيدفعها كل منا خاصة أهل الطبقة الفقيرة والمتوسطة إلا أنها تمثل السبيل الوحيد نحو المرور إلى مستقبل أفضل، وتحسين مؤشرات أداء الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص العمل والإنتاج.

وعلينا جميعا أن ندرك أن جميع الدول المتقدمة التى نشير إليها الآن ونقارن أنفسنا بها بعبارات «ليه مانكونش زى ألمانيا أو اليابان أو أمريكا»، مرت بنفس الظروف الصعبة التى نمر بها نحن الآن، وطبقت إجراءات أكثر صعوبة من تلك التى نطبقها نحن حاليا.

فتلك الدول لم تبدأ تجربتها التنموية فى ظروف أفضل من الظروف التى نمر بها، بل كانت ظروف أسوأ بمراحل، نتيجة خروج هذه الدول من الحرب مُدمرة ومفتقدة لكافة مواردها وقدرتها على الصمود أمام المجاعات والصراعات الأهلية التى نشبت بداخلها.

بينما نحن نبدأ تجربة تنموية حقيقية فى ظل ظروف أفضل تشير إلى استقرار سياسى وأمنى كبير، وتحسن سريع فى أداء الاقتصاد وفى مؤشرات استجابته لجهود الإصلاح.

وهذا يدل أن الإجراءات التى تطبقها مصر حاليا من أجل الإصلاح المالى والهيكلى هى أقل حدة من الإجراءات التى طبقتها دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال.

السبب الرئيسى فى نجاح تلك الدول فى بلوغ أهدافها التنموية، وتحسين المستوى المعيشى لمواطنيها هو تفاعل المواطنين مع الحكومة، والإجماع على هدف واحد وهو تحقيق الصالح العام وتغليب مصلحة الأمة على مصلحة الفرد، فتشارك الجميع فى تحمل تكلفة الإصلاح، وتشاركوا أيضا فى الروح المقاتلة التى تضحى وتبنى وتتطور بدون توقف أو كسل.

ولكى نصبح فى مصر نموذجا مثل تلك النماذج العالمية الناجحة، على الحكومة أن تُحدِث من خططها المستقبلية باستمرار، وأن تراجعها لتتأقلم مع الم��غيرات الجديدة التى تطرأ، وأن تصارح الشعب مصارحة تامة بمستقبل تلك الخطط والقرارات المتوقعة فى ضوئها.

وذلك حتى تقيد من الشائعات التى أصبحت بمثابة لغة سائدة بين جموع الشعب، وذلك نتيجة صمت من بيده التأكيد أو النفى فى كثير من الحالات.

وهنا يستغل أصحاب النفوس الضعيفة هذا الصمت فى وصف الإصلاح بأبشع العبارات، والتقليل من قوة الاقتصاد، وبث روح السلبية واليأس فى قلوب الشباب، حتى يتوقفوا عن الابتكار والعمل.

وينبغى أيضا أن تقوم الحكومة بتكثيف الدعم بالنسبة للطبقات الفقيرة، مع كفالة دعم بنسب معينة للطبقة المتوسطة التى تشارك هى الأخرى بشكل كبير فى تحمل تكلفة الإصلاح، دون أن يناظر هذه التكلفة زيادة بنفس النسبة فى الدخول.

والأهم من وجهة نظرى من إجراءات الحماية الاجتماعية، هو الرقابة المشددة على الأسواق؛ لضمان عدم مبالغة التجار والبائعين فى زيادات أسعار السلع مع كل زيادة فى أ��عار الوقود.

المواطن هو الآخر مطالبٌ بدور رئيسى لدعم خطط الإصلاح وتقييد الآثار السلبية الناجمة عنها، أهمها العمل المكثف والمستمر، والتحوّل للإنتاج والتفاؤل من حالة الكسل واليأس.

ومراجعة جدول الاستهلاك بشكل مستمر، وزيادة الاعتماد على المواصلات العامة كبديل للسيارات الخاصة التى تستنزف جزءا كبيرا من ميزانية المواطن مع كل زيادة فى أسعار الوقود.

هذا هو الحال فى كل دول أوروبا، فأبناء الطبقة المتوسطة يستخدمون المواصلات العامة، ويتنقلون بين العمل والمنزل بدراجاتهم، ويوفرون بشكل كبير من استهلاكهم لأغلب السلع التى تُصنف ضمن سلع الرفاهية أو الكمالية. وذلك لصالح تدبير احتياجاتهم الأساسية، وإدخار جزء من دخولهم للمستقبل.

الخلاصة أن المركب انطلقت وجميعنا بداخلها، فإما أن نصل للبر بتحقيق التنمية الاقتصادية السريعة والمبنية على أسس هيكلية صحيحة تضمن استدامتها، وهو الهدف المطلوب، أو أن نغرق جميعاً ولا يصل أحد!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة الحقيقة مواجهة الحقيقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon